تداولت الأوساط السياسية اللبنانية معلومات موثوقة حول نشاط مكثف لعناصر وقيادات من جماعة أنصار الله "الحوثيين" في لبنان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية من بيروت، المعقل الرئيسي لميليشيا حزب الله.
وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ"إرم نيوز" إن نشاط جماعة الحوثيين في لبنان يشمل تبادل الخبرات في المجالات العسكرية والتقنية مع ميليشيا حزب الله، إضافة إلى تنسيق العمليات اللوجستية والمالية، خاصة بعد تشديد الولايات المتحدة الخناق على الموارد المالية للحزب.
وأكدت المصادر ذاتها أن نشاط الجماعة في لبنان يتضمن كذلك مشاركة قيادات حوثية بارزة في اجتماعات إستراتيجية مع قيادات في حزب الله، تهدف إلى رفع مستوى التنسيق بين أطراف "محور المقاومة" المدعوم إيرانيًّا.
وأوضحت المصادر أن نشاط جماعة الحوثيين في لبنان يخضع للرصد والمتابعة الدقيقة من قبل جهات استخبارية دولية، بما فيها الولايات المتحدة وأجهزة استخبارات غربية أخرى.
ومن المتوقع أن ينعكس نشاط الحوثيين سلبًا على الأوضاع في لبنان، الذي يتعرض لضغوط كبيرة من جانب الولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله، تنفيذًا لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في نهاية العام 2024.
وفي التفاصيل التي روتها المصادر اللبنانية لـ"إرم نيوز"، جرى رصد تواجد عناصر وقيادات من جماعة الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق نفوذ حزب الله، ولا سيما في الضاحية الجنوبية وبعض المناطق الشرقية.
وتُظهر المعلومات الميدانية أن عمليات التنسيق بين العناصر الحوثية وحزب الله تشمل نقل معدات، وأنشطة تجارية يُحتمل أن تكون مرتبطة بتجارة غير مشروعة، إضافة إلى التحويلات المالية التي تهدف إلى الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على الحزب.
كما يشمل التنسيق بين الجانبين توسيع الشبكات المالية المخصصة لتمويل العمليات المشتركة، وتبادل الخبرات الميدانية في مجالات التدريب والتقنيات العسكرية.
ويأتي ازدياد التنسيق بين جماعة الحوثيين وميليشيا حزب الله في أعقاب التطورات التي شهدتها المنطقة، ولا سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا مطلع ديسمبر 2024، وهو ما أدى إلى قطع خطوط الإمداد التقليدية للحزب؛ ما استوجب تعزيز روابطه مع الحوثيين كمسار بديل لإعادة بناء قدراته العسكرية.
ويسعى حزب الله إلى إعادة تعزيز قدراته العسكرية بعد الخسائر التي لحقت به خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من عناصره وتدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية.
ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من الحكومة اللبنانية أو حزب الله بشأن نشاط جماعة الحوثيين في لبنان، رغم أن الحزب يرفض عادةً مثل هذه المعلومات، ويعتبرها "ادعاءات كاذبة" تهدف إلى تشويه صورته.
ويُشار إلى أن الحديث عن نشاط الحوثيين في مناطق سيطرة حزب الله من شأنه إثارة مخاوف داخلية وزيادة تعقيد الوضع الأمني الهش في لبنان، ولا سيما مع استمرار الغارات الإسرائيلية في الجنوب والبقاع، وجهود الجيش اللبناني لتعزيز السيادة وفق القرار 1701.