logo
العالم

"نيويورك تايمز": الضربة الأمريكية لإيران بعثت "رسالة خاطئة" إلى العالم

"نيويورك تايمز": الضربة الأمريكية لإيران بعثت "رسالة خاطئة" إلى العالم
صواريخ إيرانيةالمصدر: نيوزويك
26 يونيو 2025، 5:02 ص

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت إيران النووية قد تبعث برسالة خاطئة مفادها أن "امتلاك القنبلة النووية هو الحماية الوحيدة في عالم مهدد"، مبينة أن خطر حصول طهران على السلاح النووي أصبح أعلى بعد الضربة.

ورغم مرور أكثر من عقدين على آخر دولة نجحت في الانضمام إلى نادي القوى النووية، فإن القصف الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب على 3 مواقع إيرانية، يُثير تساؤلات، هل ستردع هذه الضربة دولًا أخرى عن السعي إلى السلاح النووي؟ أو أنها ستحفّزها على تسريع جهودها لتحقيقه؟

أخبار ذات علاقة

من القصف الإسرائيلي في طهران

"الدقائق القاتلة".. كيف ألغى اتصال من ترامب ضربة إسرائيلية لإيران؟

خطر متزايد

قال روبرت أينهورن، خبير الحد من الأسلحة الذي شارك في التفاوض مع إيران خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، إن الخطر المتمثل في سعي إيران لامتلاك ترسانة نووية "أصبح أعلى الآن مما كان عليه قبل القصف".

وأشار إلى أنه يمكن افتراض أن بعض المتشددين داخل النظام الإيراني سيجادلون الآن بأن تجاوز العتبة النووية بات ضروريًا لحماية البلاد.

وأضاف أن إيران ستواجه صعوبات هائلة في إنتاج قنبلة نووية حتى لو سارعت إلى ذلك، في ظل إدراكها أن واشنطن وتل أبيب لن تترددا في توجيه ضربات جديدة بمجرد ظهور مؤشرات جدية على تلك الخطوة، وفي وقت يتساءل فيه كثيرون عمّ إذا كان قادة إيران المعزولون والمضطربون مستعدين لمثل هذا التصعيد.

ثقة الحلفاء

وأشارت الصحيفة إلى أن منطق الانتشار النووي بات أقوى في عالمٍ تُعد فيه القوى النووية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، غير موثوقة، بل وعدوانية أحيانًا تجاه جيرانها.

ويقول محللون إن دولًا عديدة غير نووية، من الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى إلى شرق آسيا، تتابع عن كثب ما يحدث في إيران وتستخلص منه دروسًا خاصة.

وقال كريستوفر هيل، الذي قاد محادثات مع كوريا الشمالية بين عامي 2007 و2008 لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي، إن "بيونغ يانغ بالتأكيد لا تندم على اليوم الذي امتلكت فيه القنبلة النووية".

وأشار إلى أن إغراء امتلاك القنبلة بات أقوى لدى حلفاء واشنطن، خصوصًا في الشرق الأوسط وآسيا، في ظل إدارة ترامب، التي أضعفت ثقة هؤلاء الحلفاء في المظلة الأمنية الأمريكية، ورفعت شعار "أمريكا أولًا" على حساب التحالفات القديمة.

الابتزاز النووي

ولفتت الصحيفة إلى تزايد الدعم الشعبي في كوريا الجنوبية لتطوير الأسلحة النووية، رغم تعهد الرئيس المنتخب مؤخرًا، لي جاي ميونغ، بتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية.

أما في اليابان، التي ظلّ الرأي العام فيها يؤيد نزع السلاح النووي لعقود، بوصفه إرثًا من تفجيرات هيروشيما وناغازاكي، فقد بدأت نقاشات سياسية جدية بشأن استضافة أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، أسوةً ببعض الدول الأعضاء في حلف الناتو.

وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، أثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية قلقًا بالغًا داخل إدارة بايدن؛ وقد عمّقت هذه التهديدات المخاوف من أن دولًا أخرى قد تستخدم ورقة الابتزاز النووي لترهيب خصومها.

أخبار ذات علاقة

عالم مسلح بالرعب.. هل تتسلل الرؤوس النووية إلى "السوق السوداء"؟

عالم مسلح بالرعب.. هل تتسلل الرؤوس النووية إلى "السوق السوداء"؟ (إنفوغراف)

أحلام نووية محطمة

وخلُصت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط يُمثل مشهدًا فوضويًا من الأحلام النووية المحطمة؛ حيث فُككت برامج كل من العراق وسوريا وليبيا بالدبلوماسية أو العقوبات أو القوة العسكرية.

ويبدو أن استراتيجية إيران المتمثلة في تخصيب اليورانيوم بكثافة، مع امتناعها عن صنع قنبلة نووية، لم تُوفِّر لها الحماية في نهاية المطاف.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC