الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش

logo
العالم

خبراء: انفتاح طهران على التفاوض "ضرورة وجودية" للحكومة الإيرانية

خبراء: انفتاح طهران على التفاوض "ضرورة وجودية" للحكومة الإيرانية
الوفد الإيراني خلال جولة مفاوضات في روماالمصدر: رويترز
27 يونيو 2025، 4:02 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن انفتاح طهران على خيار التفاوض، رغم الحرب الأخيرة، يعد "ضرورة وجودية" للحكومة الإيرانية.

أخبار ذات علاقة

منشأة أصفهان النووية

غموض ومماطلة و"صفر تخصيب".. هل تعود إيران للمفاوضات النووية؟

وأشاروا إلى أن إيران ، التي خرجت منهكة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، باتت تميل إلى خيار التفاوض مع الولايات المتحدة، ليس فقط لاحتواء تداعيات الصراع العسكري، بل أيضًا لوقف تصاعد الاحتجاجات الداخلية.

وعلى الرغم من لهجة التحدي التي لا تزال تطغى على تصريحات المسؤولين الإيرانيين، فإن مؤشرات عديدة توحي بأن نافذة تفاوضية قد تكون فُتحت من جديد بين طهران وواشنطن.

وبعد أن خرج النظام الإيراني من الحرب الأخيرة مع إسرائيل منهكًا عسكريًا لكنه متماسك سياسيًا، يبدو أنه مستعد لإعادة فتح قنوات التواصل مع الولايات المتحدة، سعيًا إلى اتفاق يخفف من حدة الضغوط الداخلية المتزايدة.

الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أعلن الثلاثاء أن بلاده "مستعدة لحل الخلافات (...) على طاولة المفاوضات"، في خطوة مفاجئة بعد أسابيع من التصعيد العسكري غير المسبوق بين طهران وتل أبيب.

وفي اليوم التالي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مفاوضات ستُستأنف الأسبوع المقبل مع إيران بشأن برنامجها النووي، الذي تعرض خلال الحرب لضربات جوية إسرائيلية ألحقت به أضرارًا جسيمة، دون أن تقضي عليه كليًا.

وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف: "أشعر بشدة أن إيران باتت جاهزة"، مشيرًا إلى أن المفاوضات السابقة كانت قد بدأت مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل اندلاع الحرب في 13 يونيو تموز. 

ورغم أن أي مسؤول إيراني لم يؤكد رسميًا حتى الآن هذه الأنباء، فإن عدم النفي العلني يترك الباب مفتوحًا أمام هذا الاحتمال.

وقال أوليفييه روي، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، لـ"إرم نيوز"، إن "اللغة التي يستخدمها بزشكيان تشبه إلى حد بعيد تلك التي استخدمها الرئيس الأسبق روحاني قبل التوصل إلى اتفاق 2015. 

وأشار روي إلى أن النظام الإيراني لم يعد يملك ترف الصمود الطويل، خاصة في ظل التآكل الداخلي المتزايد وعودة العقوبات الكاملة. لذا، فإن هذا الانفتاح ليس خيارًا استراتيجيًا، بل ضرورة وجودية".

من جانبها، قالت كلوي موران، الباحثة في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، لـ"إرم نيوز"، إن "ما نرصده اليوم هو محاولة إيرانية لإعادة التموضع في لحظة ضعف استراتيجية". 

وأشارت موران إلى أن الإيرانيين يعرفون أن ترامب سيضع شروطًا أصعب مما كانت عليه، لكنهم يعولون على واقعية الإدارة الأمريكية، لتجنب الانفجار الداخلي في إيران".

ورأت الباحثة السياسية الفرنسية أن استعداد طهران للتفاوض لا يرتبط فقط بالتداعيات الميدانية للحرب، بل يعود أيضًا إلى الأوضاع الداخلية.

وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية أسهمت في إضعاف هيبة النظام، وعمّقت التذمر الشعبي الذي بدأ يتصاعد منذ أشهر على خلفية الأزمة الاقتصادية والعزلة الدولية.

وتابعت أن "الرئيس بزشكيان يدرك أن استمرار التصعيد يعني مزيدًا من الفوضى الداخلية".

كما اعتبرت أن خيار التفاوض مع واشنطن بمرتبة "خيط نجاة" للنظام، موضحة أن الاتفاق مع الولايات المتحدة، ولو جزئيًا، يمكن أن يخفف العقوبات الاقتصادية، ويتيح إعادة تأهيل النظام دوليًا، أو على الأقل كسب الوقت في مواجهة الضغط الشعبي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد "إحاطة سرّية".. الديمقراطيون يتحركون لمنع ترامب من ضرب إيران مجدداً

وفي الوقت الذي يبدو فيه الاتحاد الأوروبي غائباً عن مشهد المبادرة، يسعى ترامب إلى استعادة الزخم من خلال قيادة مفاوضات مباشرة مع طهران.

وترى موران أن ترامب قد يروج لأي اتفاق مرتقب مع إيران باعتباره "انتصارًا شخصيًا" يعيد ضبط المشهد في الشرق الأوسط على طريقته الخاصة.

وشدد على أنه رغم أن بعض الأوساط الإسرائيلية تبدي تحفظًا على استئناف الحوار مع طهران، فإن الواقع الميداني، خاصة عدم قدرة إسرائيل على تحطيم كامل للبنية النووية الإيرانية، يجعل من التفاوض أداة واقعية لاحتواء التصعيد.

ورأت المحللة السياسية الفرنسية أن إيران تقف عند مفترق طرق حاسم، فبعد أن فقدت الكثير في الحرب مع إسرائيل، باتت مضطرة إلى استثمار أي فرصة تمنحها متنفسًا داخليًا ومكانة تفاوضية خارجية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC