logo
العالم

يهود إيران.. جبهة صراع جديدة بين طهران وتل أبيب

يهود إيران.. جبهة صراع جديدة بين طهران وتل أبيب
يهود إيرانالمصدر: وسائل إعلام إيرانية
27 يونيو 2025، 1:15 م

تشتعل جبهة صراع خاصة جدًا بين الإيرانيين والإسرائيليين في إطار الحرب النفسية المستمرة بينهما، والتي لم تُعلن فيها أي هدنة. 

وتتمثل هذه الجبهة في الطائفة اليهودية الإيرانية، التي تسعى طهران إلى إبرازها كداعمة للنظام، في حين تسلط تل أبيب الضوء على ما تصفه بـ"معاناتها"، مشيرة إلى اعتقال أعداد كبيرة من أفرادها بتهمة الاتصال بإسرائيل، وسط تلميحات بمحاولات تهريب بعضهم إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تصريحات للدكتور همايون سامه، أحد قيادات الطائفة اليهودية في إيران، خلال فعالية أقيمت في كنيس يهودي بطهران، وبثها التلفزيون الإيراني، حيث ندد بالحرب الإسرائيلية قائلًا: "الصهاينة لم يتخيلوا قط مدى عظمة القوة العسكرية لإيران، ولذلك هُزموا بإذلال".

ووفقًا لتصريحاته، أضاف النائب اليهودي في البرلمان الإيراني، الداعم للمرشد علي خامنئي، أن "الصهاينة يزعمون أنهم خططوا لهذا الهجوم لسنوات، ولكن الضربة الوحيدة التي وُجّهت لنا كانت خسارة بعض قادتنا".

اليهود في إيران

هجوم على ترامب ونتنياهو

ولم يتوقف سامه عند ذلك، بل هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا: "أدرك نتنياهو وترامب أن لكل ضربة سيكون رد، وظن النظام الصهيوني أن هذه الحرب ستنتهي خلال ستة أيام، وأنه سيحقق انتصارات كثيرة، لكنه أدرك أن هذه ليست سوى البداية، وفي النهاية، هُزم، وإيران ستظل منتصرة وقوية، وهذه القوة باقية حتى بعد الحرب".

وزار سامه، عضو لجنة الصحة في مجلس الشورى الإسلامي، برفقة الممثل المسيحي والدكتور إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عددًا من المدنيين المتضررين من هجمات إسرائيل، في زيارة غطاها التلفزيون الإيراني.

وقال سامه: "زرنا مجموعة من المدنيين الذين أصيبوا في الهجمات الأخيرة للنظام الصهيوني، وبصفتي عضوًا في لجنة الصحة البرلمانية، اطلعتُ بشكل خاص على عملية العلاج الطبي والخدمات المقدمة لهم".

إساءة لليهودية

من جهته، أعرب الحاخام يونس حمامي عن أسفه لما وصفه بـ"إساءة الصهاينة استخدام عدد من المُثُل والآيات اليهودية"، مضيفًا: "عندما تأسست الصهيونية، جاءت المعارضة الأولى من اليهود أنفسهم، وخلال العامين الماضيين، لم يخلُ العالم تقريبًا من دولة لم تُعارض سياسات وسلوك النظام الصهيوني".

وكشف النائب اليهودي بالبرلمان الإيراني أن الهجمات الإسرائيلية خلّفت آثارًا مؤلمة على الجالية اليهودية الإيرانية، أسوة ببقية مكونات الشعب الإيراني، حيث تضررت العديد من منازلهم في مواقع مختلفة بسبب القصف الصاروخي الشامل.

وأضاف: "ستواصل الجالية اليهودية الإيرانية، كجزء من هيكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خدمة النظام الإسلامي مع إخوانها وأخواتها تحت راية إيران".

يهود في الجيش الإيراني

الترويجات الإسرائيلية

في المقابل، كثّفت تل أبيب من ترويجها لما تقول إنه "معاناة اليهود في إيران"، حيث أفادت منظمة نسائية إيرانية في المنفى تُدعى جمعية المرأة الحرة، بحسب موقع بحداري حريديم العبري، بأن السلطات الإيرانية بدأت في اعتقال عدد من شخصيات الجالية اليهودية، من بينهم حاخامات وقيادات بارزة في طهران وشيراز.

وأشارت تقارير عبرية إلى أن السلطات الإيرانية اعتقلت ما لا يقل عن 700 شخص منذ بداية الحرب، بزعم صلاتهم بإسرائيل، كما تم إعدام ستة أشخاص للاشتباه في تعاونهم مع جهاز الموساد الإسرائيلي.

وسلط الإعلام العبري الضوء على قيادات الجالية اليهودية الإيرانية في الخارج، حيث تحدث بعضهم عن ما وصفوه بـ"التضييقات" التي تعرضوا لها في إيران، مدّعين أن ما يصدر عن القيادات اليهودية داخل إيران يتم تحت الضغط، رغم تمثيلهم في البرلمان، وامتلاكهم عدة معابد، ومشاركتهم في القطاعات الاقتصادية والعلمية المختلفة.

أنباء الاعتقالات

وتناقلت وسائل الإعلام العبرية أنباء اعتقال أفراد من الجالية اليهودية الإيرانية، نقلًا عن نشطاء يهود حول العالم، ووفقًا لمصادر هؤلاء النشطاء، فقد تم احتجاز عدد من اليهود، بينهم حاخامات، وصودرت هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وبعد ذلك، تم إطلاق سراح النساء، بينما بقي الرجال رهن الاحتجاز.

وكتب أحد النشطاء في مجال حقوق اليهود الإيرانيين، ويقيم حاليًا في الولايات المتحدة: "اقتحم النظام الإيراني منازل اليهود، وقيّد أيديهم، واقتادهم إلى أماكن مجهولة".

وفي أعقاب التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن أعضاء الجالية اليهودية الصغيرة المتبقية في إيران أعربوا عن أسفهم العميق لعدم استغلالهم الفرصة للهجرة إلى إسرائيل، مشيرين إلى أنهم يبعثون برسائل مؤلمة إلى الجاليات اليهودية في أنحاء العالم.

رسالة المعاناة

وفي رسالة من يهود إيران إلى أحد الحاخامات في أوروبا، عبّروا عن مشاعر اليأس والاستسلام لحالتهم، مستخدمين عبارات متداولة بين القيادات الدينية اليهودية في إسرائيل والشتات، وسط تلميحات عن محاولات تهريبهم إلى إسرائيل.

وكان تعداد الجالية اليهودية في إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979 يُقدّر بأكثر من 80 ألف نسمة، أما اليوم، فتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عددهم لا يتجاوز 10 آلاف، في حين تذكر الإحصاءات الرسمية الإيرانية أن العدد يصل إلى 70 ألفًا، وتصفهم بأنهم أكبر طائفة يهودية في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، تقول صحيفة "معاريف"، كما غيرها من وسائل الإعلام العبرية، إن يهود إيران يعيشون في أجواء من الشك الدائم، ويتعرضون أحيانًا لضغوط ناتجة عن خطاب النظام المعادي للصهيونية، على الرغم من الجهود التي يبذلها قادة المجتمع، بمن فيهم الحاخام الأكبر يهودا جيرمي، للحفاظ على حياة ووجود الطائفة اليهودية في البلاد.

أخبار ذات علاقة

العالم النووي الإيراني سليمان سليماني

إيران تعلن مقتل العالم النووي سليمان سليماني في الضربات الإسرائيلية

وقد زاد قلق الجالية ما وصفته الصحيفة بإعدام إرفين جيرماني، وهو شاب يهودي، في ظروف غامضة، أثارت مخاوف بشأن ما أسمته معاداة السامية المؤسسية داخل النظام الإيراني، بحسب زعمها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC