logo
العالم

غموض ومماطلة و"صفر تخصيب".. هل تعود إيران للمفاوضات النووية؟

غموض ومماطلة و"صفر تخصيب".. هل تعود إيران للمفاوضات النووية؟
منشأة أصفهان النوويةالمصدر: أ ف ب
27 يونيو 2025، 1:29 م

رأى خبراء أن شكل المفاوضات النووية المتوقعة بين إيران والولايات المتحدة، ما يزال غامضاً، في ظل النتائج التي فرضتها الحرب الأخيرة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير غربية تؤكد سعي إيران بشكل سري وسريع لامتلاك السلاح النووي، وسط قناعة راسخة لدى كل من الإصلاحيين والمحافظين بأن إسرائيل، سواء باتفاق أو دونه، تتجه نحو إسقاط النظام الإيراني في ضربة مستقبلية، استنادًا إلى الضربات الاستكشافية التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين.

أخبار ذات علاقة

من الهجوم الإسرائيلي على إيران

إسرائيل تكشف حصيلة عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران

وتوقع الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "يتمسك المفاوض الأمريكي في الجولات المقبلة بشروط أكثر صرامة من تلك التي طُرحت في الجولات الخمس السابقة بين واشنطن وطهران، التي سبقت الحرب". ومن المحتمل أن تتضمن الشروط الجديدة حظر التخصيب داخل إيران بشكل كامل.

وأشاروا، في الوقت ذاته، إلى أن إيران، رغم تكبدها خسائر كبيرة في برنامجها النووي - مع وجود ارتباك داخل واشنطن حول حقيقة تلك الخسائر - لن تقبل بمثل هذه الشروط.

يأتي هذا في وقت أكد فيه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن أنشطة إيران في مجال التخصيب والتسلح النووي تُعد من "الخطوط الحمراء" للولايات المتحدة، معبّرًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع طهران.

وكان ترامب قد أعلن أن الولايات المتحدة ستبدأ مباحثات مع إيران خلال الأسبوع المقبل، عقب الحرب التي اندلعت بين طهران وتل أبيب، والتي تدخلت فيها واشنطن عبر قصف منشآت نووية إيرانية.

غموض كبير

وقال الخبير في الشأن الإيراني هاشم سليمان، إن "غموضًا كبيرًا يكتنف مصير المفاوضات، خاصة في ظل الطريقة التي أعلن بها ترامب وقف إطلاق النار، والتي سمحت لطهران بردّ رمزي لحفظ ماء الوجه".

وأضاف سليمان لـ"إرم نيوز"، أن "هناك تساؤلات محورية تُحيط بإمكانية العودة إلى المفاوضات، تتعلق بما إذا كانت ستُستكمل الجولات الخمس السابقة التي جرت بوساطة عُمانية بين ستيف ويتكوف وعباس عراقجي، أم أن هناك قواعد جديدة ستُرسم لمسار التفاوض".

وأوضح أن "من أبرز ملامح المرحلة المقبلة، تمسّك كل طرف بشروطه، في ظل إصرار إيران على أنها لم تُهزم، وأنها لا تزال تحتفظ بمقومات برنامجها النووي، في وقت يصر فيه ترامب على أن هذا البرنامج قد انتهى".

وأشار سليمان، إلى أن "حرب الـ12 يومًا ونتائجها ستجعل المفاوض الأمريكي أكثر تشددًا، وقد تُضاف شروط جديدة، مثل حظر التخصيب بالكامل داخل إيران، ونقل المخزونات إلى روسيا، وتحديد حصص زمنية، تحت رقابة دولية صارمة".

ورأى أن "إيران، حتى لو خسرت أجزاءً من برنامجها النووي، فإنها لن تقبل بهذه الشروط القاسية، التي تراها أشبه بوثيقة استسلام، لا اتفاقًا عادلاً".

المماطلة وتصنيع السلاح

ومن جانبه، أكد الخبير في العلاقات الدولية عادل فاضل، أن "حالة انعدام الثقة بين ترامب وطهران لا تزال قائمة"، مرجحًا أن تدفع الحرب الأخيرة إيران إلى اعتماد أسلوب "المماطلة الخفية"، بالتوازي مع السعي إلى الحد الأدنى الممكن من التنازلات، بالتزامن مع العمل بأقصى سرعة ممكنة على تصنيع سلاح نووي.

وأضاف فاضل لـ"إرم نيوز"، أن "إيران باتت على يقين، بعد هذه الحرب، بأن إسرائيل ستضغط على الغرب لتوجيه ضربة مستقبلية لإسقاط النظام".

واعتبر أن "حرب الأيام الـ12 كانت معركة استكشافية تمهيدًا لضربة أكبر. وهذا ما سيدفع طهران إلى التفاوض والمراوغة، عبر تقديم تنازلات محدودة حول برنامجها، بعد أن اقتربت من بلوغ المرحلة النهائية لامتلاك السلاح النووي".

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف

مباحثات أمريكية باكستانية لدعم "سلام دائم" بين إسرائيل وإيران

وبحسب فاضل، فإن "هناك قناعة مشتركة بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران، رغم خلافاتهم، بأن تل أبيب ستعاود الهجوم بهدف إسقاط النظام، وأن ما قد يردعها هو امتلاك إيران للسلاح النووي، وهو ما ستسعى إليه طهران بوتيرة متسارعة، في موازاة متابعة المفاوضات".

ولفت إلى أن "التحدي الأكبر أمام ترامب هو أن إيران قد تذهب إلى طاولة المفاوضات على أساس برنامج نووي سلمي، لكنها ستراهن على المماطلة من خلال إثارة قضايا فرعية، مثل مستقبل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بهدف كسب الوقت".

وختم فاضل بالقول، إن "نتائج الحرب ستدفع واشنطن إلى فرض شروط صارمة في المفاوضات، في مقدمتها حظر تخصيب اليورانيوم، وتسليم الكميات الموجودة لدى إيران، إضافة إلى إشراف مفتشين أمريكيين ودوليين، تحت غطاء التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC