استهجن تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية عدم استجابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكونغرس، عندما يتعلق الأمر بحربه التجارية والرسوم الجمركية، رغم أن الجمهوريين في المجلس "يُعيرونه احترامًا كبيرًا".
وبحسب تقرير الصحيفة، عندما يتعلق الأمر بخفض الضرائب أو تمويل عمليات الترحيل الجماعي، يُبدي ترامب استعداده للتعاون مع الكونغرس. ولكن إذا كانت القضية تتعلق بسياسته الجمركية "المُفضّلة والمُزعجة"، فقد أوضح الرئيس أنه لا وقت لديه لـ"مشاحناتهم التشريعية".
وأضاف التقرير أن الرئيس ترامب أكد موقفه تجاه الكونغرس بعد أن أوقفت محكمة تجارية أمريكية هذا الأسبوع لفترة وجيزة سياسته المثيرة للجدل المتمثلة في فرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من الدول؛ وقبل أن تُلغي محكمة أخرى هذا القرار بينما تستمر الإجراءات القانونية.
وفي هذا السياق، كتب ترامب على موقع "تروث سوشيال": "القرار المُروّع بضرورة الحصول على موافقة الكونغرس على الرسوم الجمركية يعني أن مئات السياسيين سيجلسون في واشنطن لأسابيع، بل وأشهر، في محاولة للتوصل إلى قرار بشأن ما يجب فرضه على الدول الأخرى التي تُعاملنا بشكل غير عادل؛ وإذا سُمح لهذا الأمر بالاستمرار، فسيُدمّر السلطة الرئاسية تمامًا، ولن تعود الرئاسة كما كانت أبدًا".
وتابع التقرير أن منشور ترامب ساهم في وضع الكونغرس "في مكانه الصحيح"، على الرغم من أن قادته الجمهوريين أظهروا احترامًا كبيرًا للرئيس منذ توليه منصبه؛ إذ وافق مجلس الشيوخ على كل مسؤول رشحه ترامب تقريبًا، مهما كان مثيرا للجدل، بينما تغلّب مجلس النواب الأسبوع الماضي على خلافات جوهرية بين أعضاء الحزب الجمهوري لإقرار مشروع قانون الرئيس الموصوف بـ" الكبير والجميل" الذي يتضمن أولويات ترامب الضريبية والإنفاقية.
وإذا كان هناك مجال للخلاف بين ترامب وحلفائه الجمهوريين، فهو سياساته الجمركية؛ فحتى مؤيدو الرئيس المعلنون أبدوا استياءهم من فرضه المتقطع للرسوم على الدول التي يشتري منها المستهلكون الأمريكيون سلعهم وتستورد منها المصانع مدخلاتها.
وفي حين قد يكون هذا هو السبب الذي دفع ترامب إلى اتخاذ موقف منفرد، آملًا أن تدعمه المحاكم، فإنها لم تفعل حتى الآن.
وقد يعود الأمر في النهاية إلى آراء المحكمة العليا، حيث عيّن ترامب نصف الأغلبية المحافظة المكونة من ستة قضاة خلال ولايته الأولى.
وأردف التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين المحاصرين في الكونغرس، فإن تدخل المحكمة هذا الأسبوع، مهما كان عابرًا، قد وفّر مادةً أساسيةً لقضيتهم التي يحاولون تقديمها للناخبين منذ تولي ترامب منصبه؛ وهي أنه يحاول التصرف بأسلوب الملكية الذي تأسست أمريكا على رفضه.
وقالت سوزان ديلبين، النائبة الديمقراطية عن ولاية واشنطن في مجلس النواب، والتي اقترحت أحد مشاريع القوانين العديدة لمنع تعريفات ترامب الجمركية: "لهذا السبب منح المؤسسون الكونغرس سلطةً دستوريةً على التجارة والتعريفات الجمركية".
وأضافت ديلبين أن المحكمة أصدرت حكمًا حاسمًا دفاعًا عن الديمقراطية الأمريكية وضد رئيسٍ يحاول أن يكون ملكًا"، وفق تعبيرها.