كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الجمعة، أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اضطرّ لتغيير موقفه والقبول بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، بعد ضغط مارسه مسؤولون إيرانيون، حذروا فيه من أن الحرب المحتملة مع الأزمة الاقتصادية قد تؤديان إلى إسقاط النظام.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن موافقة خامنئي جاءت بعد اجتماع "عاجل ومحدود" جرى في مارس/ آذار الماضي، وضم خامنئي، والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ورئيسا السلطة القضائية والبرلمان، وفقًا لمسؤولين إيرانيين كبيرين مطلعين على الاجتماع.
وكان خامنئي قد حظر علنًا وبشكل متكرر التعامل مع واشنطن، معتبرًا أنه "غير حكيم وغبي".
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما لمناقشة قضايا حساسة، إن المسؤولين الكبار، في جهد منسق غير عادي، حثوا المرشد على تغيير مساره.
وكانت الرسالة الموجهة إلى خامنئي صريحة: اسمحوا لطهران بالتفاوض مع واشنطن، حتى لو كان ذلك مباشرًا إذا لزم الأمر، وإلا فقد يُطاح بحكم "الجمهورية الإسلامية".
وتعاني البلاد بالفعل من اقتصادٍ مُنهار، وعملةٍ تتراجع مقابل الدولار، ونقصٍ في الغاز والكهرباء والمياه.
وحذّر المسؤولون خامنئي من خطورة الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرين أنه في حال رفضت إيران المحادثات أو فشلت المفاوضات، فسيكون شنّ ضربات عسكرية على الموقعين النوويين الرئيسين في إيران، نطنز وفوردو، أمرًا لا مفر منه.
وعرض المسؤولون على خامنئي سيناريو الردّ المتوقع لإيران عند ردّها على الهجوم الأمريكي – الإسرائيلي، معتبرين أنه سيُعرّضها لحرب أوسع نطاقًا، وهو سيناريو قد يُلحق ضررًا أكبر بالاقتصاد ويُشعل فتيل اضطرابات داخلية، تشمل احتجاجات وإضرابات، كما أكدوا حينها أن القتال على جبهتين سيُشكّل تهديدًا وجوديًا للنظام.
وفي نهاية الاجتماع الذي استمر لساعات، رضخ خامنئي، مانحًا موافقته على إجراء محادثات، أولًا بشكل غير مباشر، عبر وسيط، ثم، إذا سارت الأمور على ما يُرام، لإجراء محادثات مباشرة بين المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين، وفقًا للمسؤولين.
وفي 28 مارس/ آذار، أرسلت إيران ردًا رسميًا على رسالة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، معلنة استعدادها للمفاوضات.
ستُعقد الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة يوم السبت في عُمان.
وإذا تطورت هذه المحادثات إلى لقاءات وجهًا لوجه، فسيكون ذلك مؤشرًا على تنازل كبير من إيران، التي أصرت على عدم رغبتها في لقاء الأمريكيين مباشرة.
ولا تزال إيران تُصر على أن المفاوضات ستكون غير مباشرة، أي أن كل طرف سيجلس في غرف منفصلة، وسيتبادل الدبلوماسيون العُمانيون الرسائل، بينما أعلنت الولايات المتحدة أن الجانبين يعتزمان الاجتماع مباشرة.