في تصعيد جديد على خلفية التوترات الإقليمية والدولية، حذر الأدميرال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، من أن استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران في حالة "عدوان عسكري محتمل" قد يدفع طهران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية شديدة، من بينها طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون الكامل مع الوكالة.
جاء ذلك في منشور نشره شمخاني عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" قال فيه إن "استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران في ظروف هجوم عسكري قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات ردعية، مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقطع التعاون معها. كما يمكن أن يُدرج نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معروفة داخل البلاد ضمن جدول الأعمال".
تصريحات شمخاني تعكس تصعيدا واضحا في لهجة الخطاب الإيراني، وتُعد رسالة مزدوجة موجهة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تتهمهما طهران بتكثيف تهديداتهما العسكرية والسياسية ضد البرنامج النووي الإيراني، وللوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضغط على إيران للعودة إلى التزاماتها النووية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، بعد تقارير غربية عن زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشآت إيرانية، وتقارير استخبارية عن إمكانية اقتراب إيران من العتبة النووية.
وسبق أن اتخذت إيران خطوات مشابهة في مراحل سابقة من التصعيد، حيث قلّصت بشكل كبير من تعاونها مع الوكالة الدولية، ورفضت دخول بعض المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية.
ومن بين النقاط الأكثر إثارة للقلق في تغريدة شمخاني، كانت الإشارة إلى إمكانية نقل المواد النووية المخصبة إلى "أماكن آمنة وغير معلومة" داخل إيران.
ولم تصدر حتى الآن ردود فعل رسمية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الدول الغربية، إلا أن مراقبين يتوقعون أن تثير هذه التصريحات قلقا كبيرا في الأوساط الدبلوماسية الدولية، خاصة أنها تفتح الباب أمام أزمة جديدة في ملف إيران النووي، وتضع المجتمع الدولي أمام خيارات صعبة بين التصعيد أو العودة إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة.
