حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
تستكمل المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الاتفاق النووي في العاصمة العمانية، مسقط، يوم الأحد، وسط مؤشرات أن الجولة قد تكون حاسمة، إذ ستبحث صلب المشروع النووي والبرنامج التسليحي الصاروخي الإيراني، كما أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة يتطلب تقديم تنازلات.
وناقشت الجولات الثلاث السابقة مبادئ وأهدافًا رئيسة، مثل التوترات الإقليمية وتبادل السجناء، وعناوين عامة حول البرنامج النووي، وساد تفاؤل حذر في التصريحات التي كانت تخرج من مسؤولي البلدين.
لكن تأجيل الجولة الرابعة التي كانت مقررة في روما الأسبوع الماضي، كشف عن عقبات حقيقية تعترض المباحثات التقنية انطلاقًا من تصور كلا الطرفين للاتفاق المرجو بشأن النووي الإيراني.
وسبق تأكيد موعد الجولة الرابعة، جملة من المؤشرات التي تدفع باتجاه تسريع التوصل إلى اتفاق جديد، أو ربما إعلان الفشل.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استبق الجولة بتصريحات "مرنة"، أكد فيها أنه لم يقرر بعد ما إذا كان ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق نووي جديد، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض قد يكون "مرنًا" بشأن قضية محورية في المحادثات.
ووُصفت تصريحات ترامب في المكتب البيضاوي بأنها تهدف إلى تهيئة الأجواء أكثر للجولة الرابعة، خاصة أن نائبه، جيه دي فانس، قال فيما بعد إن "الأمور تسير على ما يرام، ولقد سررنا للغاية بكيفية رد الإيرانيين على بعض النقاط التي طرحناها".
منذ بداية المحادثات، تذبذب موقف الولايات المتحدة بشأن التخصيب، وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" قبيل بدء المحادثات، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، بأن موقف الولايات المتحدة المبدئي هو ضرورة تفكيك إيران لبرنامجها النووي، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة منفتحة على أي تسوية.
تطور لافت
ومن المؤشرات على وصول المفاوضات إلى مرحلة الحسم، ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تواصل مع ويتكوف، طالبًا إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
ولطالما رفضت طهران إجراء مفاوضات مباشرة مع الأمريكيين، إذ كانت الجولات الثلاث الأولى في مسقط وروما، قد تمّت عبر وسطاء كانوا يحملون الرسائل من غرفتي الوفدين الأمريكي والإيراني، إلا أن الصحيفة العبرية كشفت عن "خيبة أمل " طهران من الوسطاء.
الاتفاق مع الحوثي
كما سبق الجولة الرابعة اتفاق مفاجئ، حين أعلن ترامب التوصل عبر وسطاء إلى التوصل إلى "تفاهم" مع الحوثيين على وقف الهجمات المتبادلة، وهو ما فسّرته تقارير صحفية على أنه في إطار ضغوط إيرانية على ذراعها، لتوفير فرصة لإيجاد بيئة أقل توترًا للمحادثات الأمريكية الإيرانية.
كما ذهبت تقارير أمريكية إلى أن ترامب أراد من الاتفاق "غير الرسمي" مع الحوثيين، إظهار إصرار على إنجاح المفاوضات مع طهران، حتى لو كان ذلك على حساب إسرائيل التي عبّر إعلامها عن صدمته من الاتفاق، الذي أكد بوضوح حرص الرئيس الأمريكي على تقديم مصلحة بلاده على أي مصلحة أخرى.
تحييد إسرائيل
رغم استقبال ترامب لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، قبيل الجولة الرابعة من المفاوضات مع طهران، إلا أن كثيرًا من المؤشرات كشفت سعي إدارة الرئيس الأمريكي لـ "تحييد" إسرائيل من من التأثير على مجريات المفاوضات، وسط اتساع فجوات الثقة والتنسيق بين الإدارتين، وفق موقع "أكسيوس".
وكانت تقارير سابقة كشفت عن خلافات عديدة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إزاء التعاطي مع الملف النووي الإيراني، فبينما يريد الرئيس الأمريكي منح المفاوضات "كل الوقت" اللازم للتوصل إلى اتفاق، تحاول تل أبيب تسريع التوجه نحو الخيار العسكري.
وشكّل إعلان ترامب وقف الهجمات ضد الحوثيين مفاجأة صادمة للإسرائيليين، الذين يعتقدون أنه ربما يعد تمهيدًا لـ "تنازلات" أخرى محتملة في المفاوضات مع إيران.