الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن روسيا قد تكتسب دورًا رئيسًا في مسار المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مع تقدم المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو تُعد وجهة محتملة لمخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، إضافة إلى كونها مرشحًا محتملًا لأداء دور الوسيط في حال وقوع انتهاكات مستقبلية للاتفاق.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن 4 ساعات من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين، جرت في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت، أحرزت "تقدمًا ملحوظًا"، ما يعكس انفتاحًا حذرًا على إمكانية التوصل إلى تفاهم جديد.
ويطمح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي كان في قلب محادثات روما، إلى التوصل إلى اتفاق خلال 60 يومًا، إلا أن هذا الهدف قد يصطدم بمواقف أكثر تحفظًا من الجانب الإيراني، خاصة من وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يرى أن انعدام الثقة المتبادل وتعقيد الجوانب التقنية للمحادثات يجعلان من التوصل إلى اتفاق سريع أمرًا غير مرجح.
وتُعد قضيتا مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب وتقديم ضمانات خارجية لطهران في حال الإخلال بالاتفاق من أكبر العقبات أمام إحراز تقدم فعلي، وتطالب إيران بضمانات تُلزم الولايات المتحدة بتحمل عواقب أي انسحاب أحادي من الاتفاق أو انتهاكه، خصوصًا في ظل التجربة السابقة مع انسحاب واشنطن من اتفاق 2015.
وتسعى الولايات المتحدة، وفق الصحيفة، إلى التخلص من مخزونات اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، سواء عبر تدميرها أو نقلها إلى دولة ثالثة مثل روسيا، في حين تُصر إيران على الاحتفاظ بها داخل أراضيها.
ويُعتقد أن طهران تلقت تطمينات غير رسمية بأن واشنطن لا تسعى إلى تفكيك كامل لبرنامجها النووي، وهو ما كان محور خلاف بعد تصريحات ويتكوف التي أثارت الجدل قبيل محادثات روما.
وفي هذا السياق، قال محمد أميرسي، عضو المجلس الاستشاري في مركز "ويلسون" للأبحاث في واشنطن، إن "الإيرانيين تلقّوا إشارات متضاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقابلات الإعلامية بشأن نية الولايات المتحدة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما لم يكن مقبولًا من جانب عراقجي.
وأوضح أن تأكيد ويتكوف في روما عدم وجود تغيير في الأهداف الأمريكية كان حاسمًا لاستمرار المفاوضات، ولولاه لانتهت الجولة فورًا".
وفيما يخص الضمانات، فإن طهران ترى أن السبيل الوحيد لضمان التزام أمريكي فعلي هو من خلال معاهدة يقرها الكونغرس، غير أن مصادر مطلعة أكدت لعراقجي أن تمرير مثل هذه المعاهدة سيكون صعبًا، نظرًا إلى قوة التيار الداعم لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي.
وطرحت إيران عدة بدائل، من بينها آلية لتعويضها ماليًا في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق. إلا أن غياب إطار قانوني ملزم، في ظل عدم وجود معاهدة رسمية، يجعل تنفيذ هذه الفكرة معقدًا.
كما طُرح خيار ثالث يتمثل في تمكين روسيا من إعادة مخزونات اليورانيوم إلى طهران في حال الإخلال الأمريكي بالاتفاق، بما يضمن عدم معاقبة إيران على ردودها المحتملة.
وترى الصحيفة أن هذا السيناريو يمنح روسيا دورًا فاعلًا في هيكل الاتفاق النووي الجديد، ما قد يؤدي إلى تهميش دور القوى الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، التي كانت ضامنة رئيسة لاتفاق عام 2015.
وتشير الغارديان إلى أن كلًا من إيران والولايات المتحدة لا تبديان رغبة في بقاء الأمم المتحدة كفاعل رئيس في أي ترتيبات مستقبلية.