ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشف تقرير حديث أن التحركات الأمريكية ضد فنزويلا بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبدو أبعد بكثير من السعي وراء النفط الذي لطالما ثار حوله الجدل.
وبحسب "فورين بوليسي"، فإن واشنطن مع تصاعد الحديث عن تدخل محتمل في كاراكاس، يتضح أنها تتحرك بدافع إعادة تشكيل ميزان القوى في نصف الكرة الغربي، أكثر من رغبتها في الاستحواذ على نفط ثقيل ومكلف لا يشكل قيمة حقيقية للاقتصاد الأمريكي.
وعلى الرغم من أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، وانتشار الروايات التي تربط التحرك الأمريكي بهذه الثروة النفطية، فإن غياب أي تصريح رسمي بهذا المعنى يعزز الفكرة التي تتبناها المعارضة وبعض الخبراء: النفط ليس جوهر ما تريده واشنطن.
ويعتقد مراقبون أن الحديث الوحيد عن "سرقة النفط" خرج من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو التي حاولت تصوير الأزمة كتهديد مباشر لموارد البلاد، بينما أوضحت شهادات مطّلعين أن ذلك جزء من خطاب النظام الفنزويلي، لا من واقع السياسة الأمريكية.
ورغم امتلاك فنزويلا 303 مليارات برميل من الاحتياطي المؤكد، إلَّا أنها لا تنتج سوى أقل من 1% من النفط العالمي؛ بسبب تراجع قدرات القطاع وعقود طويلة من سوء الإدارة، وحتى الشركات الدولية التي بقيت داخل البلاد، مثل "شيفرون"، لا تعتبر إنتاجها هناك ذا قيمة تُذكر؛ نظرًا لطبيعة النفط الفنزويلي الثقيلة والمحمّلة بالكبريت، ما يجعله مكلفًا في الاستخراج والمعالجة.
ومع أن مصافي خليج المكسيك الأمريكية مصممة للتعامل مع النفط الثقيل، فإن الولايات المتحدة -التي أصبحت أكبر منتج عالميًّا- لا تحتاج فعليًّا إلى نفط كاراكاس كي توازن سوق الطاقة، ولهذا تبدو الذرائع المرتبطة بالطاقة أقل قوة من تلك المتعلقة بالسياسة الإقليمية، خصوصًا أن الحشد العسكري الأمريكي جرى تبريره بمكافحة المخدرات، رغم التناقضات الواضحة في هذا الخطاب، مثل العفو عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز المتورط في قضايا تهريب كبيرة.
وتشير التطورات السياسية إلى أن تحركات الإدارة الأمريكية يقودها هدف أوسع يتعلق بإعادة رسم المشهد السياسي في أمريكا اللاتينية، وطمس ما تبقى من نفوذ التيارات اليسارية التي مثّلها من قبل هوغو تشافيز وفيديل كاسترو.
ويرى الخبراء أن هذه الرغبة -التي يُعبِّر عنها بوضوح عدد من صقور الجمهوريين- تتجاوز الحسابات النفطية الضيقة، لتصبح جزءًا من معركة نفوذ ممتدة في المنطقة.
ويعتقد المحللون أن مستقبل قطاع النفط الفنزويلي نفسه، سواء حدث تدخل أمريكي أم لا، سيعتمد على استثمارات ضخمة ووقت طويل قبل أن يعود إلى طاقته الإنتاجية؛ ما يعزز القناعة بأن ما تريده واشنطن اليوم هو النفوذ السياسي، لا براميل النفط.