تتصاعد التكهنات حول احتمال قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري ضد فنزويلا لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو، في إطار حملته المستمرة ضد عصابات المخدرات الكاريبية.
وقد عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، وشنّت ضربات على سفن يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات إلى الأراضي الأمريكية.
مع ذلك، تُظهر أسواق التنبؤ أن الإطاحة الفورية بمادورو غير مرجحة، مما يعكس حالة عدم اليقين بشأن مستقبل النظام في كاراكاس، بحسب مجلة "نيوزويك".
أبعاد الجيوسياسة والطاقة
تشكل أي ضربة أمريكية لفنزويلا حدثًا جيوسياسيًا ذا تداعيات واسعة، إذ تمتلك البلاد أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم؛ وأي زعزعة للاستقرار قد تؤثر على أسواق الطاقة العالمية، وتفاقم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية داخل فنزويلا.
من منظور ترامب، يمكن عرض أي عملية ناجحة على أنها خطوة حاسمة ضد الجريمة المنظمة، في حين أن أي تصعيد أو سقوط ضحايا من المدنيين قد يؤدي إلى ردود فعل سياسية ودبلوماسية عنيفة، وربما إلى توتر العلاقات الإقليمية.
على الصعيد الاقتصادي، تُشير التقديرات إلى أن المخاطر قصيرة الأجل للعمل العسكري الأمريكي أقل تأثيرًا على فرص رحيل مادورو مقارنة بالضغوط السياسية الداخلية طويلة الأجل.
وتشير توقعات بولي ماركت إلى احتمال رحيل مادورو عام 2025 بنسبة 20%، ترتفع إلى 39% بحلول مارس 2026، بينما يعطي كالشي فرصة بنسبة 23% لعام 2025، وترتفع إلى 69% قبل عام 2027.
الحشد العسكري والتهديدات المتبادلة
كجزء من عملية الرمح الجنوبي، نشرت الولايات المتحدة أكثر من 12 سفينة حربية و15 ألف جندي في منطقة البحر الكاريبي منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ونفذت 21 ضربة ضد قوارب يُشتبه بها في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 83 شخصًا على الأقل وفقًا لرويترز.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن الضربات "قانونية"، في إشارة إلى الصلاحيات التي منحتها الإدارة لمواجهة التهريب.
في المقابل، نفى مادورو الاتهامات الأمريكية بقيادة كارتل المخدرات "دي لوس سولس"، واعتبر أي تحرك عسكري أمريكي محاولة للاستيلاء على الموارد الطبيعية الفنزويلية.
وأكد مادورو لمؤيديه: "يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المباركة من التهديد أو العدوان الإمبريالي".
احتمالات الإطاحة ومستقبل النزاع
على الرغم من الحشود العسكرية والضغوط الأمريكية، تُظهر الأسواق أن الإطاحة الفورية بمادورو غير مرجحة.
ومن المرجح أن تقتصر العمليات الأمريكية على ضربات بحرية أو عمليات برية محدودة لاختبار دفاعات مادورو وعزيمته.
في الوقت نفسه، ستسعى الحكومة الفنزويلية إلى زيادة جاهزيتها العسكرية وتعزيز الدعم الشعبي.
ويبدو أن الضغط السياسي الداخلي وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي سيستمران في رفع احتمالات رحيل مادورو على المدى المتوسط، مع متابعة الحكومات الإقليمية وأسواق الطاقة والمنظمات الإنسانية للوضع عن كثب، خشية تأثير أي تصعيد على التجارة والهجرة والوصول إلى الموارد الحيوية.