كشف الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا فجوة كبيرة في القوة العسكرية بين البلدين، حيث تواجه تايلاند الحليف الأمريكي القوي خصمًا كمبوديًا مدعومًا من الصين؛ ما يثبت أثر الاعتماد على الدعم الدولي في النزاعات الإقليمية.
فتايلاند، الحليف القديم للولايات المتحدة، تمتلك جيشًا متقدمًا يضم 361 ألف جندي نشط، إضافة إلى قوة جوية مجهزة بمقاتلات سويدية حديثة من طراز "غريبن" وعدد كبير من مقاتلات "إف-16" و"إف-5" أمريكية، كما تمتلك أكثر من 600 قطعة مدفعية ودبابات حديثة، بالإضافة إلى مروحيات هجومية ونقل متعددة؛ ما يجعلها قوة عسكرية إقليمية مرجعية.
وبحسب "سي إن إن"، فإن هذه القوة ليست مجرد أرقام، بل هي ثمرة شراكة طويلة الأمد مع واشنطن، تشمل مناورات سنوية مثل "كوبرا غولد" التي تشارك فيها عشرات الدول، وزيارات أكثر من 900 طائرة و40 سفينة أمريكية إلى أراضي تايلاند سنويًا، كما حرصت تايلاند في السنوات الأخيرة، على تنويع مصادر تسليحها، مستعينةً بإسرائيل وإيطاليا وروسيا وكوريا الجنوبية والسويد، لتجنب الاعتماد على مورد واحدة فقط.
وعلى الطرف الآخر، يبرز الجيش الكمبودي كقوة صغيرة نسبيًا، تأسس حديثًا عام 1993 بعد دمج القوات الحكومية مع فصيلين غير شيوعيين من المقاومة، ويعتمد بشكل رئيسي على الصين وروسيا لتجهيز قواته، فيما أسهمت بكين في تطوير قاعدة بحرية استراتيجية في خليج تايلاند، كما أكدت التدريبات المشتركة السنوية "التنين الذهبي" عمق التعاون العسكري الصيني-الكمبودي؛ إذ تصر بكين على أن العلاقة بين الجيشين "متينة وغير قابلة للكسر".
ورغم التفوق العددي والمادي لتايلاند، فإن الكمبوديين يستفيدون من ميزة الأرض، بما في ذلك السيطرة على التضاريس وإمكانات نشر الألغام والفخاخ الدفاعية.
من جانبه أشار المحلل العسكري كارل شستر إلى أن تايلاند ستعتمد على القوة الجوية والمدفعية بعيدة المدى لتعويض هذه الميزة التكتيكية، في حين أن الدعم الأمريكي لتايلاند والصيني لكمبوديا يجعل الصراع اختبارًا لتوازن النفوذ الإقليمي في جنوب شرق آسيا.
ويعتقد مراقبون أن النزاع لم يغد مقتصرًا على الحدود فحسب، بل يعكس كيف يمكن للروابط الدولية والتجهيزات العسكرية أن تشكل نتائج أي مواجهة، ويبرز الدور الاستراتيجي لكل من واشنطن وبكين في إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.