غارات إسرائيلية تستهدف برج الرؤيا في مدينة غزة
يواجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حملة واسعة يقودها الصقور في البرلمان الإيراني، لثنيه عن إحياء المسار التفاوضي مع الغرب.
واستبعد خبراء في الشؤون الإيرانية والعلاقات الدولية امتثال بزشكيان للحملة التي تهدف إلى دفعه لاستفزاز القوى الغربية.
ويسعى الصقور إلى إبعاد بزشكيان عن سياسته التي تعمل على عدم الصدام مع الولايات المتحدة والحفاظ على البرنامج النووي بقدر المستطاع عبر المفاوضات ورفع أكبر قدر من العقوبات.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ميزان القوى الداخلي في إيران ليس لصالح الصقور ولن يكون كذلك إلا بتعثر مسار التفاهم مع الجانب الأمريكي والأوروبي.
وأكدوا أن حرب الـ12 يوما والتعامل معها من جانب بزشكيان والوصول إلى النقطة الفاصلة أمام الغرب بتقوية إيران كمفاوض يمتلك في الوقت نفسه قدرة على الردع، عززت حظوظ الإصلاحيين في الداخل الإيراني.
وبينوا أن بزشكيان حقق نجاحا كبيرا أمام الصقور عندما استطاع جذب مجموعات من المحافظين، لديهم تأثير في الرأي العام الداخلي.
وكان أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قد طالبوا، خلال اجتماع مع الرئيس مسعود بزشكيان، بمراجعة العقيدة السياسية الخارجية لإيران، والتعامل بندية مع القوى الكبرى، خاصة مجموعة 1+5، والتصدي الحازم في حال تفعيل آلية الزناد العقابية ضد طهران، إضافة إلى ضرورة بناء ردع نووي، وهو ما يعكس سيطرة ظاهرة للصقور على البرلمان الإيراني.
ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور أحمد الياسري، أن بزشكيان يعتمد في إدارته وتعاملاته على التطورات والظروف الجيوسياسية التي تطرأ على الداخل الايراني، ويسير بخطوات مدروسة قادرة إلى حد كبير على التفاهم مع الغرب وهو ما وجدت فيه أوساط متعددة في الداخل مسارات مطلوبة.
وأوضح الياسري لـ"إرم نيوز"، أن هناك تحولا داخل البيئة السياسية الإيرانية بعد الحرب مع إسرائيل، وأن ميزان القوى الداخلي ليس لصالح الصقور ولن يكون كذلك إلا بتعثر مسار التفاهم مع الجانب الأمريكي والأوروبي.
وأشار الياسري إلى أن الظروف التي ستخلق استراتيجية الردع النووي الإيراني في المرحلة المقبلة تعتمد على تفاعلات الشرق الأوسط وثنائية العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ومدى استعداد إيران للتعامل مع طوق العقوبات الاقتصادية.
واستكمل الياسري بأن إيران لم تخرج من عنق زجاجة تأثيرات الحرب الأخيرة ولا تستطيع توسيع دائرة التحدي مع أمريكا وإثبات أن قدراتها النووية لم تمس؛ لأن ذلك سيجلب إليها تحديات أكبر مع الغرب، وإذا أعلنت نجاح العملية الأمريكية الإسرائيلية وأن قدراتها النووية تدمرت فسيفتح ذلك الباب أمام استهدافات متكررة، لذلك تحاول خلق نوع من الردع الواقع على حافة الهاوية.
وشدد الياسري على أن إيران تحاول تصدير فكرة امتلاك قدرات تجعلها جزءًا من الفضاء النووي لتتجنب الحروب تجاهها.
وذكر أن حرب الـ12 يوما والتعامل معها والوصول إلى النقطة الفاصلة أمام الغرب بتقوية طرفها كمفاوض قادر على الردع عززت حظوظ الإصلاحيين في الداخل الإيراني.
بدوره، يقول الخبير في الشأن الدولي راضي إسماعيل، إن الرئيس الإيراني يواجه ضغوطا عدة من المحافظين تريده أن يدخل في صدام مباشر مع الغرب وإسرائيل، وأن يخرج عن سياساته في استخدام المراوغة التي يختلفون مع شكل تطبيقها لكسب أطول وقت ممكن للوصول إلى اتفاق يحافظ على البرنامج النووي الإيراني وفي الوقت نفسه يكون هناك حلحلة للعقوبات.
وأضاف إسماعيل في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصقور أو المحافظين في الداخل الإيراني، يرون ضرورة الرهان على الاصطفاف مع الصين في المرحلة المقبلة بشكل مباشر وباتفاقيات تحالف متطورة، الأمر الذي سيحمل حسابات جديدة بحسب ما يعتقدونه من جانب واشنطن مع طهران، لاسيما في هذه الفترة التي تأخذ دوائر جديدة للمواجهة بين الولايات المتحدة والصين.
وأفاد إسماعيل بأن فريق الصقور الذي له سيطرة على مؤسسات حاكمة في إيران وعلى رأسها الحرس الثوري، يرفض في الأساس دخول بزشكيان في أية مباحثات أو مفاوضات مع الولايات المتحدة أو الغرب، منذ دخول طهران في الجولات الخمس من المباحثات التي كانت بوساطة عمانية في الربيع الماضي، ويرون أن أي اتفاق مع الولايات المتحدة سيقطع ويبدد أوراق القوة الإيرانية وسيكون الطريق النهائي هو إسقاط النظام الحاكم في طهران.
وتابع إسماعيل أن بزشكيان استطاع جذب مجموعات من المحافظين لهم تأثير وتواجد في الرأي العام بعد أن استطاع تحقيق عملية الردع في حرب الـ12 يوما وأوجد ضغوطا على الغرب والولايات المتحدة ضمن العمل على التفاوض بشكل يحافظ على البرنامج النووي مع رفع جانب من الضغوط المتعلقة بالعقوبات القصوى في حال إبرام الاتفاق مع الغرب.