ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

معركة "صامتة" بين بكين وواشنطن لتغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط

معركة "صامتة" بين بكين وواشنطن لتغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط
الرئيسان الأمريكي والصينيالمصدر: أ ف ب-أرشيفية
02 يوليو 2025، 12:29 م

أحدثت الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة تغييرات في قواعد اللعبة بمنطقة الشرق الأوسط، ليس فقط بين طهران وتل أبيب، بل أيضًا بين أعظم قوتين في العالم حاليًّا، حيث اشتدّت المعركة الصامتة بين الصين والولايات المتحدة، وفق القناة الـ14 العبرية.

أخبار ذات علاقة

مقاتلة إيرانية

منظومتها الجوية متهالكة.. هل تلجأ إيران إلى الصين لحماية سمائها؟

 وقالت القناة: إن بكين وواشنطن تسعيان إلى تشكيل الواقع الإقليمي بما يتوافق مع مصالح كل منهما. وبينما أظهرت واشنطن قوتها العسكرية والسياسية، اكتفت بكين بتحرك دبلوماسي وصفته القناة بـ"الركيك".

وشنَّت القناة العبرية هجومًا على الدعم الصيني لإيران، متسائلة: هل ستبقى الصين لاعبًا اقتصاديًّا بحتًا، أو ستحاول قريبًا فرض واقع جديد على الأرض؟

وأشارت إلى أن الصين قوة رئيسة في التجارة العالمية، ولا سيما كشريك استراتيجي لإيران في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية عبر البنى التحتية البرية والبحرية. وهي تدعم استقرار النظام الإيراني لضمان مرور البضائع عبر الطرق الاستراتيجية.

وتتسم الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة بمنافسة اقتصادية وتكنولوجية وجيوستراتيجية، ولها تداعياتها الكبيرة على الشرق الأوسط. 

وتُعزز الصين حضورها في المنطقة من خلال استثمارات في مشاريع، مثل: الموانئ والبنية التحتية للطاقة، بينما تدعم دولًا مثل إيران لموازنة النفوذ الأمريكي.

وعادت الولايات المتحدة لتشدد على تحالفاتها مع دول، مثل: إسرائيل وقوى عربية في المنطقة، بينما تفرض عقوبات على منافستها الصين لتعطيلها في مواجهتها.

وتُشكّل هذه المنافسة الديناميكيات الإقليمية خلال الفترة الأخيرة، حيث تتنقل دول الشرق الأوسط بين القوتين سعيًا وراء مكاسب اقتصادية وسياسية من خلال التعاون المنوع معهما.

دعم طهران

وبحسب تقدير القناة الـ14، فإن الصين، وسط حربها ضد الولايات المتحدة، تعزز علاقاتها الاستراتيجية مع طهران، فهي تقدم لها الدعم الاقتصادي وتساعدها على تجديد ترسانتها الصاروخية. 

ومنذ عام 2021، وقّع البلدان اتفاقية تعاون استراتيجي لمدة 25 عامًا. وترى القناة العبرية أن الصين تسعى إلى استثمار تسليح نفسها في الشرق الأوسط وتقوية نفوذها فيه.

وتعد الصين من أكبر مستهلكي النفط الإيراني، متجاوزةً أحيانًا آليات الرقابة الدولية. 

وتشير التقديرات إلى أن جزءًا كبيرًا من النفط الإيراني يباع للصين بأسعار مخفّضة عبر أطراف ثالثة؛ ما يجعل إيران موردًا نفطيًّا بالغ الأهمية لبكين.

حرب نفوذ

ووفقًا لصحيفة "أمريكان تايمز"، شكّلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية مسرحًا لمواجهة غير مباشرة بين الصين والولايات المتحدة في إطار التنافس على النفوذ في الشرق الأوسط. 

وبينما اختارت واشنطن، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، التدخل العسكري، وهاجمت منشآت في إيران، ثم توسطت لوقف إطلاق النار، دعت الصين إلى الهدوء، وحاولت تصوير نفسها كوسيط محايد، ولكن دون أي تأثير حقيقي على الأرض.

أخبار ذات علاقة

طائرات عسكرية صينية

التهديد القادم من السماء.. الصين تُرعب البنتاغون ببرنامج "سلاح الفضاء"

 وترى القناة العبرية، أن هذا يؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة وحدها تملك القوة العسكرية والسياسية لحل الصراعات في الشرق الأوسط؛ ما يجعل الصين شريكًا اقتصاديًّا لإيران، ولكن ليس قوة سياسية رائدة.

وتبدو العواقب واضحة على الساحة الدولية، فالصين تستفيد من وقف إطلاق النار بفضل استمرار تدفق النفط عبر مضيق هرمز، وأشار ترامب بذلك صراحة، لكن الأحداث أظهرت لها مرة أخرى ضعفها الدبلوماسي في مواجهة القوة العالمية للولايات المتحدة، بحسب الترويج الإسرائيلي.

ومن وجهة النظر الصينية، فإن التدخل الأمريكي في الحرب عزز صورة واشنطن كقوة متقلبة ومندفعة، لكنه في المقابل كشف عن حدود نفوذ الصين كقوة عالمية.

وعلى المدى البعيد، قد تستخدم الصين استثماراتها الاستراتيجية في المنطقة لكسب النفوذ، لكنها في الوقت الحالي، تبقى إلى حد كبير متفرجة، بينما تضع الولايات المتحدة القواعد، كما تردد الرواية الإسرائيلية.

تدخل غير مباشر

ومن جانبه، أوضح محلل شؤون الشرق الأوسط هنري ستوري لمجلة "ذا ويك" الإخبارية أن الصين امتنعت عن التدخل المباشر في الحرب؛ لأنها لا تملك القدرة أو الموارد اللازمة لتصبح لاعبًا حقيقيًّا في مجال الأمن العالمي، وفق رؤيته.

وهذا في مقابل أن الصين زوّدت بالفعل إيران بمواد تُستخدم في صنع الصواريخ البالستية، إلا أنها لم تبعها أسلحة عسكرية مباشرة قط. 

أخبار ذات علاقة

قاذفة الشبح الأمريكية تسقط قنبلة قاذفة

من الصين إلى روسيا.. هجمات إيران تُجبر خصوم أمريكا على إعادة الحساب

 وأضاف ستوري، أن العلاقة بين الصين وإيران لطالما كانت "سطحية"، إذ تهتم بكين بالحفاظ على الوضع الراهن في الشرق الأوسط، وتتجنب اعتبار إيران دولةً مسلحةً نوويًّا. كما أن الصين تدرك طموحات طهران وتفضل تجنب التورط معها.

وترى بكين أن تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو طريق استراتيجي للنفط الصيني، مصدر قلق.

وأشار ستوري في هذا النطاق إلى أن الصين تميل إلى التدخل فقط في النزاعات القريبة من حدودها والتي تهدد مصالحها بشكل مباشر، ولا تستطيع تحمل تكاليف الاستثمار في قدرات نشر القوة بعيدة المدى، مثل: حاملات الطائرات، أو شبكة قواعد إقليمية، مثل: الولايات المتحدة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC