logo
العالم

التهديد القادم من السماء.. الصين تُرعب البنتاغون ببرنامج "سلاح الفضاء"

التهديد القادم من السماء.. الصين تُرعب البنتاغون ببرنامج "سلاح الفضاء"
طائرات عسكرية صينيةالمصدر: (أ ف ب)
27 يونيو 2025، 12:01 م

حذّرت الولايات المتحدة من أن الصين تُطوّر تكنولوجيا عسكرية فضائية "بسرعة مذهلة"، في وقتٍ تزداد فيه أهمية قدرات حرب الفضاء ضمن استراتيجيات الدفاع لدى القوى الكبرى.

وصرّح الجنرال ستيفن وايتينغ، القائد الأعلى لقوة الفضاء الأمريكية، بأن استخدام الصين للفضاء في تنفيذ ما يُعرف بـ"سلسلة التدمير"، والتي تشمل تحديد الهدف وتتبعه ومهاجمته، أصبح مقلقًا للغاية بالنسبة لواشنطن.

وأوضحت صحيفة "التلغراف" أن كلًّا من الولايات المتحدة والصين وروسيا منخرطة في سباق تسلح متسارع لتطوير قدرات الفضاء العسكرية، حيث تخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق مشروع "القبة الذهبية"، وهو نظام من الصواريخ الاعتراضية في الفضاء، يهدف إلى صد أي هجوم صاروخي محتمل باتجاه الأراضي الأمريكية.

وفي هذا السياق، سلّط وايتينغ الضوء على 3 مجالات تحقّق فيها الصين تقدمًا مقلقًا، وهي أنظمة الاستهداف الفضائي، وتطوير الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، ودمج التكنولوجيا الفضائية ضمن بنية الجيش الصيني التقليدي.

وبالنسبة لأنظمة الاستهداف الفضائي، فإن الصين، بحسب وايتينغ، باتت تمتلك القدرة على تتبع واستهداف القوات الأمريكية وقوات الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويُعتقد أن هذه الأنظمة تمكّن بكين من تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى على أهداف عسكرية أمريكية. وتشير تقديرات الصحيفة إلى أن الصين نشرت بحلول نهاية عام 2024 أكثر من 500 قمر صناعي مخصص لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، من أصل قرابة 900 قمر صناعي وضعتها في المدار خلال العقد الأخير.

وفي عام 2024 وحده، أطلقت الصين 260 قمرًا صناعيًّا، منها 67 قمرًا لأغراض التجسس والمراقبة. كما تمكّن العلماء الصينيون في وقت سابق من العام الجاري من تطوير أقوى كاميرا لتتبع الأقمار الصناعية في العالم، قادرة على التقاط صور دقيقة تصل إلى مستوى المليمتر من مسافة تتجاوز 100 كيلومتر.

أما في مجال الأسلحة المضادة، فقد مضت بكين بخطى متسارعة نحو تطوير تكنولوجيا قادرة على تدمير أو تعطيل أقمار صناعية أخرى، سواء بإطلاقها من الأرض أو من الفضاء نفسه.

وأوضح وايتينغ أن هذه التهديدات تشمل الهجمات السيبرانية على الأقمار الصناعية، ومحاولات التشويش على الاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، إلى جانب استخدام الليزر عالي الطاقة والصواريخ المضادة للأقمار الصناعية سواء عبر صعود مباشر أو من مدارات مشتركة.

وفي هذا الإطار، كشف الجنرال مايكل جيتلين، المسؤول السابق في قوة الفضاء الأمريكية، أن الصين تجرّب عمليات فضائية معقّدة من قمر صناعي إلى آخر، ما يُشير إلى امتلاكها برنامجًا واحدًا أو أكثر لتنفيذ اصطدامات موجهة أو إطلاق مركبات تعتمد على الطاقة الحركية لتدمير أهداف في الفضاء.

من جانب آخر، اتخذت الصين خطوة نوعية بتقسيم قوتها الفضائية في أبريل 2024 إلى 3 وحدات مستقلة: قوة جوية فضائية، وجيش فضاء إلكتروني، وذراع دعم معلوماتي، في محاولة لتحقيق تكامل تام بين القدرات الفضائية ومختلف أفرع جيشها التقليدي، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية. ويعكس هذا التوجه رغبة بكين في تعزيز قدراتها الاستراتيجية وربط الفضاء بمجمل عملياتها العسكرية.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بميزة كمية في الفضاء، إذ تمتلك نحو 8000 قمر صناعي مقارنة بألف قمر للصين، فإن الفجوة تتقلص بسرعة. فكل من واشنطن وبكين تمتلكان ما يقارب 250 قمرًا صناعيًّا مخصصًا لأغراض عسكرية.

وتشير الصحيفة إلى أن الفارق التكنولوجي الهائل الذي كانت تتمتع به الولايات المتحدة بات أقل وضوحًا، وهو ما يدفعها اليوم إلى إعادة تقييم نهجها في الفضاء حتى لا تنقلب موازين القوة لصالح الخصوم، وعلى رأسهم الصين.

وفي هذا السياق، أعلنت إدارة ترامب في مايو 2025 عن مشروع "القبة الذهبية"، الذي تبلغ كلفته 175 مليار دولار، ويهدف إلى إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية بحلول عام 2029، تتمكن من رصد وتتبع وإسقاط الصواريخ الموجهة إلى الأراضي الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يعلن عن اتفاق تجاري جديد مع الصين

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن هذا النظام الدفاعي سيغطي الولايات المتحدة فقط، مما يعني أنه في حال اندلاع صراع بين أمريكا والصين، كما في سيناريوهات محتملة بشأن تايوان، فإن بكين لن تتمتع فقط بميزة جغرافية، بل ستملك كذلك تفوقًا استراتيجيًّا في الفضاء نفسه.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC