قالت صحيفة "الغارديان"، إنّ الهجمات الأمريكية على إيران تُعيد رسم حسابات استخدام القوة لدى حلفاء الولايات المتحدة وخصومها حول العالم، ورأت أنّ الاستعداد الأمريكي المُتصوَّر لاستخدام القوة بدلًا من المفاوضات قد تكون له آثارٌ سلبيةٌ على العالم أيضًا.
وبحسب الصحيفة، أعادت ضربات الرئيس دونالد ترامب على إيران، بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة ومنافسيها حول العالم، رسم حسابات استعداد البيت الأبيض لاستخدام القوة في نوع من التدخلات المباشرة التي قال الرئيس الأمريكي إنّه سيجعلها شيئًا من الماضي في ظلّ سياسته الخارجية الانعزالية "أمريكا أولًا".
صراع الصين وتايوان
ومن روسيا والصين إلى أوروبا وعبر الجنوب العالمي، يُشير قرار الرئيس ترامب بشنّ أكبر ضربة قصف استراتيجية في تاريخ الولايات المتحدة إلى استعداد البيت الأبيض لاستخدام القوة في الخارج؛ ولكن على مضض، وتحت قيادة الرئيس المتقلّبة المزاجية وغير المتوقعة.
وأضافت الصحيفة أنّه قد يكون للضربة أيضًا تداعيات على الصين، التي صعّدت ضغوطها العسكرية حول تايوان في الأشهر الأخيرة، وأجرت "بروفات" لإعادة توحيدها قسرًا رغم دعم الولايات المتحدة للجزيرة، وفقًا لشهادة الأدميرال صموئيل بابارو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ.
التردد الذي شجّع الصين
فعلى الرغم من أنّ ترامب وعد باتباع نهج صارم تجاه الصين، والعديد من كبار مستشاريه إمّا متشدّدون تجاه الصين أو يعتقدون أنّ على الجيش الأمريكي إعادة تموضع قواته والتركيز من أوروبا والشرق الأوسط إلى آسيا للتعامل مع الصين باعتبارها "تهديدًا متسارعًا"، إلّا أنّ تردده السابق في استخدام القوة الأمريكية في الخارج ربما شجّع بكين على الاعتقاد بأنّ الولايات المتحدة لن تُقدِم على مساعدة مباشرة لتايوان في حال اندلاع صراع عسكري؛ وهو العامل الحاسم الوحيد في صراع كان من المرجّح أن يكون غير متكافئ بين الصين وتايوان.
وفي المقابل، حذّر الخبراء من أنّ المخاطر مختلفة تمامًا، وأنّ الصراعات بعيدة جدًا؛ ما يحول دون استخلاص استنتاجات مباشرة حول استعداد ترامب للتدخّل في حال اندلاع صراع بين الصين وتايوان.
ويبدو أنّ إدارة ترامب منغمسة في دبلوماسية الشرق الأوسط أكثر ممّا أرادت، كما تأخّر تحوّلها نحو التركيز على الصين.
استعادة المصداقية
وفي حين يقول بعض المقرّبين من الجيش إنّ الضربات استعادت مصداقيتها المفقودة بعد بعض الانتكاسات الأخيرة، بما في ذلك الانسحاب من أفغانستان، قال آخرون إنّها لن تُرسل الرسالة نفسها للمخطّطين العسكريين في موسكو أو بكين.
وقالت الدكتورة ستاسي بيتيجون من مركز الأمن الأمريكي الجديد: "لا ينبغي لنا أن نخلط بين الاستعداد لاستخدام القوة في موقف منخفض المخاطر للغاية، وردع أنواع أخرى من الصراعات أو استخدام القوة عندما يكون ذلك مكلفًا للغاية؛ وهو ما سيكون عليه الحال إذا أردنا الدفاع عن تايوان".
وأردفت الصحيفة أنّ خصوم الولايات المتحدة، في جميع أنحاء العالم، قد يستخدمون الضربات لتعزيز صورة الولايات المتحدة كقوة عدوانية تُفضّل استخدام القوة بدلاً من التفاوض؛ وهي رسالة قد تلقى صدى لدى الدول المنهكة أصلًا من البيت الأبيض المتقلّب المزاج.
وقالت أصلي أيدينتاشباش، الزميلة في مركز الولايات المتحدة وأوروبا في معهد بروكينجز: "أعتقد أنّ سرعة حدوث كلّ شيء، وعدم وجود مشاركة متعددة الأطراف أو فرصة للدبلوماسية، هو أمر يمكن للروس الإشارة إليه كمؤشّر على الإمبريالية في الجنوب العالمي".