logo
العالم

بعد نجاحه في رفع الإنفاق.. هل يستدرج ترامب "الناتو" ضد التنين الصيني؟

بعد نجاحه في رفع الإنفاق.. هل يستدرج ترامب "الناتو" ضد التنين الصيني؟
قمة الناتو في لاهايالمصدر: أ ف ب
28 يونيو 2025، 7:50 ص

رأى خبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يدفع حلف شمال الأطلسي "الناتو" للتوسع باتجاه آسيا، في ظل عدائه المعروف لبكين، بعد أن أحرز تفاهمات مع دول "القارة العجوز" تستهدف تكوين تحالف صلب ضد الصين.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب استطاع أن يفرض على الأوروبيين الأوراق كافة التي يريدها حتى يصيغ إطارا قويا يجعل الناتو في يد أمريكا خصما للصين في الفترة المقبلة مقارنة بأي وقت مضى. 

وأشاروا إلى أن الصين تعتبر أي توسع لـ"الناتو" في آسيا ليس فقط عملا استفزازيا بل تهديدا مباشرا للتوازن الإقليمي في ظل ما يشهده المحيط الهادئ من نزاعات حساسة في صدارتها تايوان وبحر الصين الجنوبي.

وكانت الصين استنكرت مؤخرا، دعوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" لزيادة الإنفاق الدفاعي ومحاولاته للتوسع في آسيا، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، إن بعض أعضاء وشخصيات حلف شمال الأطلسي "الناتو" تبالغ عمدا فى التوترات الدولية والإقليمية، وتشوه سمعة التطور العسكري المعتاد للصين.  

أخبار ذات علاقة

لقطة جماعية للمشاركين في قمة الناتو في لاهاي

دول "الناتو" تتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5%

البحث عن عدو

ويقول الخبير في العلاقات الدولية الصينية الدكتور محمد بايرام، في ضوء تصاعد لهجة الناتو تجاه بكين، بات واضحا بقوة أن وراء ذلك اتفاق بين ترامب والأوروبيين على الصين، وسط تعبير الأخيرة عن رفضها التام أي محاولة لتوسيع نفوذ الناتو تجاه آسيا. 

وأضاف بايرام في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه لا يمكن تجاهل محاولة دمج الملف الصيني في خطاب الناتو في ظل تزامن ذلك مع أزمات اقتصادية عميقة في الغرب؛ ما يدفع بعض الحكومات للبحث عن عدو خارجي لتحويل الانتباه عن ذلك، لكن بكين التي تعتمد على اقتصاد متكامل مع الأسواق الغربية لا تزال تراهن على العقلانية والتعددية بدلا من منطق التحالفات العسكرية.

ويؤكد بايرام أن الرسالة الصينية واضحة أنه في حال أراد الغرب مواجهة الصين سترد بكين بسياسة ردع محسوبة لا تستبعد التصعيد إذا لزم الأمر، موضحا أن المشهد الدولي أمام مفترق حاسم وسط معضلات لا تتعلق بمدى اتفاق ترامب مع الأوروبيين على الصين وقدرة الشرق على الصمود أمام تحالف غربي جديد يتشكل تحت عباءة الأمن المشترك.

أخبار ذات علاقة

طائرات عسكرية صينية

التهديد القادم من السماء.. الصين تُرعب البنتاغون ببرنامج "سلاح الفضاء"

تحوّل استراتيجي

وبحسب بايرام، فإن الصين تستشعر تحولا استراتيجيا خطيرا عقب انطلاق خطاب ترامب مع الناتو، ومواقف تلك الدول تجاهها، وما يقوم به الرئيس الأمريكي قد يدفع بتحالف غربي أكثر هجومية على المستوى العسكري والاقتصادي، مشيرا إلى أن بكين ترد بوضوح بأنها لن تقبل بأي ذريعة تجاه توسعة نفوذ الحلف في آسيا. 

وأردف بايرام، بأن بكين تراقب مؤشرات التفاهم الأمريكي الأوروبي خاصة أن ترامب يدفع بهذا الاتجاه في ظل ما هو معروف عن عدائه العلني مع الصين حتى لو كان على خلاف سابق مع "الناتو" ذاته، وسط تعقيدات تتعلق بالتناغم الغربي والتفاهمات المفاجئة التي تجسدت في تحالف صلب ضد الصين التي ترفض عسكرة العلاقات الدولية ولكنها في المقابل تعزز قدراتها الدفاعية وتتمسك بحقها السيادي في حماية أمنها القومي، وكل الأنظار تتجه الآن نحو مسار التهدئة أو الصراع في منطقة الهند والباسفيك بأكملها. 

وأشار بايرام إلى أن الصين لا تعارض مبدأ التعاون الدولي، ولكنها ترفض السياسات التي تُعيد إحياء الحرب الباردة والتكتلات العسكرية، وتعتبر أي توسع لـ"الناتو" في آسيا ليس فقط عملا استفزازيا بل تهديد مباشر للتوازن الإقليمي في ظل ما يشهده المحيط الهادئ من نزاعات حساسة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

من طهران إلى تايوان.. ضربة ترامب "النووية" تربك حسابات الصين

اندفاع التنين 

فيما يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، أن ترامب استطاع أن يفرض على الأوروبيين جميع الأوراق التي يريدها حتى يصيغ إطارا قويا يجعل الناتو في يد أمريكا خصما للصين في الفترة المقبلة مقارنة بأي وقت مضى. 

وأوضح حسين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه لا يُشغل ترامب سوى ما يراه من أن الصين تهدد وضع الولايات المتحدة كقطب أوحد ما بين سير بكين نحو التربع على عرش الاقتصاد العالمي حتى لو كان لواشنطن بعض المسارات في الحفاظ على مصالحها وتمركزاتها الاقتصادية العالمية، ولكن اندفاع الصين الاقتصادي سيجعلها تخلق فارقا قريبا على المدى المنتظر عن "إمبراطورية الولايات المتحدة".

وأفاد حسين بأن القوة الصينية على الرغم من أنها عملت على الابتعاد عن النزاعات العسكرية والاهتمام بضخامة اقتصادها، إلا أنها حققت خطوات كبيرة على مستوى التمكن العسكري في محيطها وفرض مظلتها لاسيما في بحر الصين الجنوبي.

كابوس ترامب

واستكمل حسين، أن ما توصف به الصين على أنها "كابوس" ترامب الأول يجعله يعمل على محاولة تفكيك تحالفاتها وذلك عندما دأب على تحييد روسيا عن التحالف الشرقي مع الصين؛ وهو ما لم يثق فيه ليكون الضغط على الناتو سواء في زيادة حجم الإنفاق العسكري ليتجاوز نسبة الـ5% من الناتج المحلي لكل دولة، ليكون حصن الولايات المتحدة العسكري وذراعها في الحرب التي يراها قادمة مع الصين.

وتابع حسين، أنه في الوقت نفسه، جاءت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والاستثمارية لـ"ترامب" مع الأوروبيين في ظل ما فرضه من رسوم جمركية ومذكرات تفاهم تعيد صياغة التعامل الاقتصادي مع دول اليورو وبريطانيا، حتى لا يكون هناك اختراق غير مباشر من جانب بكين لكتلة اقتصاد الاتحاد الأوروبي يكون على حساب ما تستفيد به الولايات المتحدة من دول "القارة العجوز".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

اهتمام أمريكي متجدد بآسيا.. روبيو يستضيف قمة الرباعية

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC