قالت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية، الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب يدرس 4 خيارات ضد روسيا، حيث يستعد للإعلان عن قرارات مهمة تتعلق بهذا الملف في خطاب مرتقب له يوم الاثنين، في أعقاب تغيّر جوهري في موقفه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت المصادر في تصريحات أدلت بها لـ "إرم نيوز" أن تغير موقف ترامب جاء بعد تقييم سلبي من مجلس الأمن القومي لنتائج المساعي الدبلوماسية التي قادها ترامب خلال الأشهر الماضية لإعادة موسكو إلى طاولة الشراكة الدولية.
وتشمل الخيارات المطروحة بحسب المصادر فرض عقوبات جديدة، وتعديل استراتيجية التعامل مع موسكو، وسط توافق نادر بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس على ضرورة تبني نهج أكثر حزما تجاه بوتين.
وأوضحت المصادر أن ترامب فضل عودة وزير الخارجية ماركو روبيو الذي يشغل في الوقت ذاته منصب مستشار الأمن القومي بالوكالة من قمة "آسيان" التي عقدت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور والتي كانت قد شهدت لقاء محوريا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى خيار أخذ الوقت الكافي في عطلة نهاية الأسبوع وبعيدا عن المكتب البيضاوي، لمناقشة الخيارات المطروحة أمامه لاتخاذها كخطوة جديدة تتعلق بالموقف من موسكو ومن الرئيس بوتين تحديدا.
عودة إلى المربع الأول
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الحالية عادت بخطواتها كاملة إلى الوراء فيما يتعلق برؤيتها الاستراتيجية للتعامل مع روسيا في المرحلة المقبلة.
وقالت إنه على غرار ما حصل في الملف النووي الإيراني طلب ترامب من المقربين السماح باستخدام الخيار الدبلوماسي الناعم مع موسكو في مسعى كان مقتنعا به بالكامل للتوصل إلى اتفاق مع الكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإعادة روسيا إلى المجتمع الدولي من الباب الواسع وإطلاق شراكة اقتصادية شاملة وكبيرة بين واشنطن وموسكو بصورة لم تحدث مع الرؤساء الأمريكيين السابقين.
وأضافت المصادر أن ترامب كان جادا في سعيه لإعادة إدماج موسكو في مجموعة السبع الكبار والتراجع عن ذلك القرار الذي اتخذه الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما ألغى عضوية موسكو في المجموعة وتحولت من مجموعة الثمانية حينها إلى مجموعة السبع بصورتها الحالية، إلا أن موقف واشنطن يشهد اليوم تحولا سينهي هذه الجهود.
وأطلق ترامب سلسلة جهود غير منقطعة تجاه بوتين إلا أن الحقائق على الأرض لم تكن بمستوى هذا التفاؤل حيث انتهى تقييم مجلس الأمن القومي للشهور الستة من الجهود في الملف الروسي، إلى تشكيك جدي وصريح في نوايا الرئيس الروسي وإن حقيقة الموقف الروسي لا تهدف سوى إلى إظهار ضعف الموقف الأمريكي على الأرض وتحقيق المزيد من التقدم على الجبهة العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية.
4 خيارات على مكتب الرئيس
وقالت المصادر المقربة من الإدارة الأمريكية لـ"إرم نيوز" إن هناك 4 خيارات على طاولة الرئيس الأمريكي، حيث ستكون عطلة نهاية الأسبوع فرصته لانتقاء الأفضل لإدارته المرحلة المقبلة للتعامل مع القيادة الروسية.
وأضافت المصادر أن الخيار الأول يتمثل في تعجيل مصادقة الكونغرس على مشروع القانون الجديد المرتبط بـحزمة العقوبات الجديدة وهو أمر يتماهى مع رغبة الديمقراطيين والصقور الجمهوريين في التعامل "بقسوة" مع موسكو، وهم بذلك يستعيدون جزءا من صدقية رؤيتهم السياسية.
أما الخيار الثاني بحسب المصادر، فيتمثل في محاولة ترامب عدم التخلي عن وعده الانتخابي بعدم ضخ مزيد من الأموال الامريكية في حرب أوكرانيا، عن طريق إصدار أمر رئاسي يرفع التجميد على جزء من الأموال الروسية المحتجزة في البنوك الأمريكية والمعنية بقانون العقوبات المفروضة على روسيا ومنحها مباشرة لأوكرانيا، وهذا خيار قديم كان قد طرح على الرئيس السابق جو بايدن وقتها، واختار تأجيل تنفيذه لوقت لاحق.
وتبقى إعادة التحالف الدولي ضد موسكو الذي شكلته الإدارة السابقة، أحد الخيارات المطروحة أمام ترامب، وفق ما أكدته المصادر، إلا أنه خيار يحتاج إلى جهد دبلوماسي ماراثوني لعودة الثقة بين واشنطن والحلفاء الأوروبيين.
وأشارت المصادر إلى أن الخيار الرابع المطروح على طاولة ترامب وهو الأخطر، بأن تسمح واشنطن بتزويد كييف بالأسلحة الأمريكية الهجومية، بعد قرارها بتزويد الأوكرانيين بأسلحة دفاعية.