logo
العالم

تجاهل وساطات أوروبية.. لماذا يصرّ ترامب على مفاوضة إيران "وحيدا"؟

تجاهل وساطات أوروبية.. لماذا يصرّ ترامب على مفاوضة إيران "وحيدا"؟
ترامب وخامنئي
13 يوليو 2025، 6:36 ص

بات الدخول في محادثات البرنامج النووي بين الولايات المتحدة وإيران محفوفًا بالتناقضات، وسط اشتباك في المواقف بين ما يُعلن عنه الطرفان بشأن رغبتهما في التفاوض، وما يجري فعليًا على الأرض من عقبات تُبعد أي محاولة لتحقيق توافق حقيقي.

ففي كل أسبوع، تخرج التصريحات، خصوصًا من جانب واشنطن، يتقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتحدث عن قرب عقد اجتماعات ومحادثات، لكن الأيام تمضي دون أي لقاءات، أو حتى تحرك جاد من وسطاء يمكنهم "هندسة" اتفاق مأمول.

أخبار ذات علاقة

أسلحة نووية إيرانية "مفترضة"

هآرتس: إيران تعتمد "النموذج الباكستاني" وستفاجئنا بالسلاح النووي

وكشفت مصادر دبلوماسية ألمانية مطلعة لـ"إرم نيوز" أن الرئيس ترامب لم يتجاوب مع عرضين أوروبيين لإطلاق مفاوضات جديدة حول اتفاق نووي مع إيران، رغم أن العاصمتين برلين وباريس، ومعهما لندن، قدّمت أوراق عمل تهدف إلى التهدئة وتهيئة الأجواء للمحادثات.

وبيّنت المصادر أن العرض الأول كان يقضي بإجراء مباحثات رسمية تشارك فيها الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب واشنطن، فيما تضمن العرض الثاني أن تتولى تلك الدول دور الوسيط تمهيدًا لمفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. ومع ذلك، تجاهل ترامب العرضين، رغم مضي أكثر من أسبوعين على تقديمهما.

وأرجعت المصادر ذلك إلى رغبة ترامب في عدم إشراك أطراف أخرى في المفاوضات، خاصة من مجموعة الاتفاق النووي السابق (لوزان 2015)، وحتى الأوروبيين أنفسهم، إذ يسعى إلى إدارة الملف بمفرده دون أي تدخل.

تحفظات ترامب والموقف الأوروبي

من جانبه، قال الخبير في العلاقات الدولية سعيد عبد الحفيظ إن أوروبا لن تتمكن من إيجاد موطئ قدم في هذا الملف، ليس فقط بسبب موقف ترامب، بل أيضًا نتيجة رفضه المحتمل لأي وجود روسي أو دولي آخر في أي مسار تفاوضي مستقبلي.

وأوضح عبد الحفيظ لـ"إرم نيوز" أن إيران تفضل وجود الأوروبيين في المحادثات لأنها تساهم في تخفيف الشروط الغربية ورفع بعض العقوبات، كما تساعد في تمرير نقاط عالقة تُعطّل التقدم في الجلسات، فيما يرى ترامب أن أي اتفاق يجب أن يكون مختلفًا عن اتفاق لوزان، وألا يُنسب لغيره سياسيًا أو اقتصاديًا.

وأضاف أن واشنطن تفكر بمنطق مختلف، خصوصًا إذا ما قرر ترامب إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ ضربة جديدة ضد إيران، مشيرًا إلى أن دعم الولايات المتحدة لتل أبيب في الحرب الأخيرة لم يحقق النتائج المرجوة، ما قد يدفع ترامب مستقبلاً إلى السعي لإسقاط البرنامج النووي الإيراني أو فرض استسلام داخلي، وهو ما قد يُمهّد لاتفاق جديد يُنسب له شخصيًا.

إسرائيل تنتظر والرهانات تتزايد

من جانبه، يرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط أصلان الحوري أن إسرائيل تنتظر فرصة توجيه ضربة مباشرة إلى طهران، مستندة إلى تقارير استخبارية قدمها نتنياهو لترامب حول مواقع تحتوي على يورانيوم مخصب قرب تبريز وأصفهان.

وقال الحوري لـ"إرم نيوز" إن نتنياهو لن يترك قطاع غزة وحده في ظل أزماته الداخلية، وبأنه يخطط لفتح جبهة جديدة مع إيران. ولفت إلى أن سلوك إيران، من قبيل إزالة كاميرات المراقبة وتعطيل أنظمة التتبع التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشير إلى استراتيجية مراوغة ومواجهة، لا تعكس نية واضحة في تقديم تنازلات.

وأضاف أن طهران تحرص على الظهور بندّية في التعامل مع واشنطن، تمامًا كما يحاول ترامب تقليد أسلوبها بالمراوغة لكسب الوقت وتحقيق مكاسب استراتيجية خاصة به.

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد جدد مؤخرًا تأكيده التزام بلاده بالحوار والدبلوماسية، وتمسكها بالسلام الإقليمي والدولي. وأكد في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، استعداد إيران لتوسيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحل القضايا العالقة من خلال حوار "بنّاء ومتوازن".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC