logo
العالم

صراع الأجيال في الحزب.. ممداني يثير انقساما بين الديمقراطيين

المرشح لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممدانيالمصدر: رويترز

كشف قادة ديمقراطيون عن سلسلة لقاءات جمعت بين القيادات التقليدية للحزب الديمقراطي ومرشح الحزب لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، بهدف تقريب وجهات نظر المرشح الصاعد في أكبر المدن الأمريكية وقيادات الحزب التي تشكل مرجعياته التاريخية والسياسية.

ويقول القياديون إن آخر هذه اللقاءات جمع ممداني بالسيناتور عن ولاية نيويورك وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وهو اللقاء الذي لم يسفر عن إعلان شومر دعمه للمرشح الديمقراطي، وأن الاتفاق الوحيد الذي تحقق كان الاتفاق على عقد مزيد من اللقاءات لتقريب التصورات بينهما.

أخبار ذات علاقة

زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر

زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يحذّر ترامب من "مسار نحو الديكتاتورية"

فرص ممداني  

وعندما سئل السيناتور شومر من قِبل مراسلي الكونغرس عن الخطوة التالية في موقفه من دعم المرشح الديمقراطي في ولايته، ترك الباب مفتوحًا دون تحديد موقف نهائي، قائلًا إن كل ما يستطيع الإعلان عنه في الوقت الراهن هو أنه سيواصل اللقاءات والحوار مع ممداني.

وشومر ليس القيادي البارز الوحيد في الحزب الديمقراطي الذي لم يعلن دعمه للمرشح في ولاية نيويورك، حيث لا تزال قيادات الصف الأول من الديمقراطيين، وبأغلبية أسمائها الثقيلة، تتردد في إعلان دعمها لممداني.

وازدادت حظوظه أكثر في الفوز بمنصب عمدة نيويورك بعد إعلان المرشح المستقل حاليًّا والديمقراطي سابقًا، العمدة الحالي إريك آدامز، انسحابه من السباق بعد فشله في الحصول على تزكية الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وبقي أمام ممداني منافس آخر لا يزال يتمسك بالاستمرار في السباق، وهو حاكم الولاية السابق أندرو كومو، الذي اختار الدخول في سباق انتخاب العمدة بصفة المرشح المستقل بعد أن خسر هو الآخر الانتخابات التمهيدية لصالح ممداني.

وكان الحاكم السابق لنيويورك خسر منصبه إثر سلسلة اتهامات شابت فترة حكمه للولاية خلال أزمة كورونا، حيث اتهم بالتحرش بعدد من موظفات الحكومة المحلية بالمدينة؛ ما أدى إلى إعلان استقالته قبل أن يقرر العودة إلى المشهد مجددًا بترشحه لمنصب العمدة.

تقريب المسافات

أكد القادة الديمقراطيون، الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز"، أن ممداني التقى بقيادات الصف الأول في أكثر من مناسبة، ولم يُسجل أي إعلان علني عن نتائج تلك اللقاءات، لكنها على الأقل قربت المسافة بين مرشح الحزب، الذي يوصف بالديمقراطي الاشتراكي، وقيادات الحزب.

وعلى العكس من ذلك، اختار رموز الجناح التقدمي في الحزب إعلان دعمهم الكامل لممداني في سباقه الانتخابي، وذهب بعضهم إلى تنشيط تجمعات انتخابية معه أثناء الانتخابات التمهيدية.

ومن أبرز الأسماء التي دعمت ممداني: السيناتور البارز بيرني ساندرز، والسيناتور الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وورن، وعضوة الكونغرس عن ولاية نيويورك ألكسندرا أوكاسيو-كورتيز، وكذلك الحاكمة الحالية لولاية نيويورك كاثي هوكول، التي أعلنت دعمها له بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية، ليصبح في حال انتخابه العمدة الأصغر سنًّا في تاريخ الولاية والعمدة المسلم الأول لها.

أسباب الانقسام

تقول القيادية الديمقراطية والمستشارة السابقة للرئيسين باراك أوباما وجو بايدن، لوري ويتكنس، إن هناك أزمة انقسام قيادي داخل الحزب الديمقراطي شهدتها مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكنها تتهم بعض القياديين بالتأخر في إعلان دعمهم لممداني، مع تغليب مصلحة الحسابات الانتخابية على المصلحة الحزبية، مفضلين التريث خوفًا من التكلفة السياسية المحتملة لدعم المرشح.

وتشدد ويتكنس على أن ممداني يمثل الجيل الجديد من الديمقراطيين الذين يقدمون خطابًا مختلفًا يثير اهتمام جميع الأمريكيين في مختلف أنحاء البلاد، حيث يركز على القضايا اليومية التي تشغل تفكير العائلات الأمريكية حاليًّا، مثل أزمة الأسعار وفرض ضرائب على أثرياء نيويورك، وتوفير الفرص الجيدة لجميع السكان بدلًا من حصرها لدى الأغنياء.

وتقول ويتكنس إن ممداني يشكل النموذج المطلوب لقيادة الحزب الديمقراطي في الحاضر والمستقبل القريب، فهو شاب متطلع إلى الخدمة العامة، ومن ديانة مسلمة؛ ما يظهر استعداد الأمريكيين للقبول بالتنوع وعدالة الفرص، كما يعكس قدرة الحزب على الانفتاح على جميع مكونات المجتمع الأمريكي، ويشكل النقيض لسياسات الرئيس ترامب، وهو ما يحتاجه الديمقراطيون للفوز في الانتخابات المقبلة.

وتؤكد ويتكنس أن الديمقراطيين بحاجة إلى حوار داخلي لإنهاء أزمة الحذر من خطاب ممداني الموصوف بالاشتراكي.

زهران ممداني

موقف استثنائي لهاريس

حتى هذه اللحظة، هناك عضو قيادي واحد من كبار الديمقراطيين أعلن دعمه لممداني، وهي المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأخيرة ونائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، التي أكدت دعمها لممداني في سباق عمدة نيويورك، داعية الديمقراطيين إلى اتخاذ الموقف ذاته.

ويشكل موقفها استثناءً وسط عزوف أغلب القيادات التاريخية للحزب عن إظهار دعمها له، وسط حالة من الحيرة والانقسام بين قواعد الديمقراطيين، وخاصة في ولاية نيويورك.

أخبار ذات علاقة

زهران ممداني

بعد انسحاب آدامز.. سباق عمدة نيويورك ينحصر بين ممداني و"جبهة مناهضة"

قصة خالصة

يقول مؤيدو ممداني من الديمقراطيين اليافعين إنه يمثل قصة أمريكية خالصة؛ فهو مولود من زواج أمريكي هندي، وولد في كمبالا بأوغندا، وعاش طفولته المبكرة في جنوب أفريقيا قبل أن ينتقل والداه للعيش في بروكلين بنيويورك.

تدرج ممداني في مدارس نيويورك، وتخرّج في جامعاتها، وعاش حياة متنقلة بين النشاط الطلابي وغناء الراب، لكنه ظل دائم الحضور في الأنشطة السياسية، وكان مبادرًا لتأسيس منظمة الدفاع عن فلسطين خلال فترة دراسته الجامعية.

وتزوج ممداني من فنانة أمريكية من أصول سورية عربية، وهي الأخرى من مواليد بروكلين، ولم يخف يومًا اعتزازه بجذوره الاجتماعية والثقافية، ويظهر ذلك بوضوح خلال حملته الانتخابية، عندما نشر فيديو ترويجيًّا تحدّث فيه بلغته الأصلية، الأردية.

وتقول متطوعات حملة ممداني إن هذه القصة الشخصية المتنوعة والحافلة تمثل الجيل الجديد من الديمقراطيين الأمريكيين الطامحين إلى إحداث التغيير في الوجوه والخطاب، مع إعلان الفخر بالجذور الاجتماعية والعرقية، في مجتمع مبني على التنوع والقبول بالآخر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC