ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في خطوة متوقعة، أعلن عمدة نيويورك المنتهية ولايته، إريك آدامز، انسحابه من سباق إعادة انتخابه لمنصب عمدة المدينة في الانتخابات المقررة في الرابع من نوفمبر المقبل.
ويأتي هذا الانسحاب قبل خمسة أسابيع فقط من يوم الاقتراع، مما يعيد ترتيب أوراق السباق الانتخابي الذي كان يبدو مائلاً نحو المرشح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني.
ووفقاً لإعلان آدامز في فيديو مدته تسع دقائق نشره على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، فإن قراره جاء بسبب التكهنات حول مستقبله ورفض مجلس تمويل الحملة صرف ملايين الدولارات، مما أعاق قدرته على جمع الأموال اللازمة لحملة فعالة.
ويمهد هذا الانسحاب، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية الطريق لتشكيل جبهة مناهضة لممداني، الشاب الذي هزم المرشح الأوفر حظاً أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية، رغم تورط كومو في قضية تحرش جنسي.
ويحظى ممداني، المسؤول المحلي المنتخب الذي يعلن نفسه اشتراكياً، بدعم يصل إلى 45% في الاستطلاعات، بينما يحصل كومو على 25%، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا على 10%.
وإن كان يبدو ممداني، هو المرشح الأوفر حظاً في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لقيادة أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان، فإنه يواجه منافسة شرسة من جانب كومو، الذي يأمل في تحقيق مفاجأة وسط تحفظات داخلية بشأن ممداني.
وحقق ممداني اختراقات في المؤسسة الديمقراطية منذ الانتخابات التمهيدية، لكنه لم يحظَ بعد بدعم اثنين من أقوى الديمقراطيين في نيويورك: زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز إي. شومر. وبينما تدعم أغلبية الناخبين الديمقراطيين ممداني في استطلاعات الرأي، يواصل كومو تقليص تأييده لجزء من الكتلة.
ولم يبدِ المرشح الجمهوري كيرتس سليوا أي اهتمام بالانسحاب، الأمر الذي أحبط أولئك الذين يأملون في إيقاف ممداني.
وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" عن جاسمين غريبر، المديرة المشاركة لحزب العائلات العاملة في نيويورك، الداعم لممداني، قولها إن انسحاب آدامز يُتيح للمرشحين المتبقين فرصة لكسب تأييد فئات معينة دعمت المرشح الحالي، مثل كبار السن من الناخبين السود.
إلا أنها أكّدت في المقابل أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن كومو لا يزال غير قادر على التغلب على ممداني في منافسة مباشرة، مشيرة إلى أنه "يخوض معركة شاقة ويحقق نتائج ضعيفة"،
وأضافت أن "على القادة الديمقراطيين الذين لم يدعموا ممداني بعدُ أن يعتبروا أنه فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات التمهيدية دون دعمهم"، متابعة "أعتقد أنه من أجل نفوذهم السياسي ونفوذهم، عليهم أن يُدلوا بدلوهم".
من جهته، يركّز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو من مواليد نيويورك، جهوده على إيقاف ممداني من خلال مهاجمته ووصفه بالتطرف الأيديولوجي، ودعمه لمعارضة أكثر توحّداً للشاب الاشتراكي.
وكان ترامب قد أثار سابقاً احتمال حجب التمويل الفيدرالي عن نيويورك في حال انتخاب ممداني، بعد أن أيدته الحاكمة كاثي هوشول الديمقراطية، في وقت سابق من هذا الشهر.
لكن نفوذ ترامب على السياسة محدود في نيويورك، وهي مدينة ديمقراطية راسخة حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يرفضون بشكل ساحق أداءه الوظيفي.
ورغم أن ترامب بدا مستسلماً لوضع ممداني كمرشح متقدم في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه بدا أكثر تفاؤلاً بعد أن أعلن آدامز أنه أنهى مسعاه للترشح.
وذكرت التقارير أن كومو قال خلال حملته الانتخابية إن انسحاب آدامز "يغير ديناميكية السباق برمته"، مما ركز بشكل أكبر على الاختلافات بينه وبين ممداني.
وحذر ممداني من أن كومو يجب أن يكون حذراً فيما يتمناه، مشيراً إلى أن منافسه دُفع أيضاً نحو مواجهة مباشرة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية وخسر بفارق 13 نقطة.
