logo
العالم
خاص

"الثلاثاء الحاسم".. من وراء رهانات الجمهوريين والديمقراطيين على "الكعكة الكبرى"؟

مبنى الكابيتول حيث يجتمع الكونغرس الأمريكيالمصدر: رويترز

"يا له من ثلاثاء حاسم"، بهذه العبارة وصف قيادي في الحزب الجمهوري، لـ"إرم نيوز"، الانتخابات المحلية التي تُجرى الثلاثاء القادم في عدد من الولايات والمدن الأمريكية.

ورغم أن جميع الاستحقاقات المقررة ذات طابع محلي، إلا أن توقيتها يجعلها مركزية وحاسمة في حسابات الحزبين، باعتبارها فرصة لتقييم العام المنصرم والاستعداد للعام الانتخابي المقبل.

أخبار ذات علاقة

مبنى مجلس الشيوخ الأمريكي

للمرة الـ 12.. الشيوخ الأمريكي يفشل بإنهاء الإغلاق الحكومي

رهانات كبرى 

الجمهوريون بصفتهم الحزب الحاكم في المرحلة الحالية بسيطرته على أغلبية في مقاعد حكام الولايات، وبأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض.

هذا المكسب السياسي الكبير ينظر إليه الجمهوريون بعيون الفخر والرضا، ولكنه في مقابل ذلك يحتاج إلى حماية لضمان استمراره إلى العام المقبل، مما يعطيهم الطاقة الكافية للاستمرار في إدارة حملة التجديد لأعضاء في مجلس النواب، والتجديد النسبي لأغلبيته المحدودة في مجلس الشيوخ.

الجمهوريين وهم يفعلون ذلك يرغبون في  المحافظة على ولاية فرجينيا التي يديرها الحاكم الجمهوري غلان يونغكينغ حاليا، والذي لا يستطيع الترشح لولاية أخرى بسبب القوانين المحلية، وهو أحد المقربين الكبار من الرئيس دونالد ترامب، في الولاية المجاورة للعاصمة واشنطن.

كما أنهم يطمحون إلى تعزيز أرقامهم المتطورة في المنافسة على مقعد حاكم ولاية نيوجرسي التي شهدت تراجعا تاريخيا في نسبة التأييد التقليدي المعروف عنها لصالح الديمقراطيين.

وعين الجمهوريين لا تغفل كذلك عن ذلك السباق الحاسم والذي يستأثر بالاهتمام الوطني كاملا والمتمثل في سباق عمدة نيويورك الذي بات يتركز بالكامل حول المرشح الديموقراطي زهير ممداني، أكثر منه  على أي مرشح آخر سواء من المستقلين كما هو الحال مع المرشح المنافس الحاكم السابق للولاية أندرو كومو، أو المرشح الجمهوري كورتيس سليوا، المحدود الحظوظ  والمصر على الاستمرار في السباق.

حظوظ متفاوتة

هذه السباقات الثلاث يحتفظ فيها الجمهوريون بحظوظ متفاوتة، لكنها في كل الحالات وكما جرت عليه العادة فان جميع الرؤساء الأمريكيين ينظرون إلى هذا الموعد الانتخابي بالكثير من الأهمية باعتباره أول سباق انتخابي يأتي بعد سنة من انتخابه على رأس البيت الأبيض، وبالتالي فإن هذه الاستحقاقات المحلية تشكل استفتاء مباشرا على رؤية الناخبين لأداء الرئيس في سنته الأولى في المكتب البيضاوي.

لطالما صدقت من الناحية التاريخية انتخابات ولاية فرجينيا مع كل رئيس في تحديد توجهات الناخبين الأمريكيين على المستوى الوطني.

ففي عهد الرئيس السابق جو بايدن، عندما خسر الديمقراطيون هذه الولاية المتأرجحة سياسياـ والتي باتت بميول ديمقراطية أكبر في العقدين الأخيرين كان ذلك مؤشرا على أن الرضا الأمريكي ليس جيدا على أداء بايدن في عامه الأول، ومنذ تلك اللحظة لم تكن نتائج الديمقراطيين أفضل حالا في جميع السباقات إلى حين حدوث تلك الخسارة التاريخية في انتخابات نوفمبر.

حالة انقسام

يقول أدولفو فرانكو، كبير استراتيجيي الحزب الجمهوري، والمستشار السابق للرئيس جورج بوش، والمرشح الرئاسي الراحل جون ماكين، إن الضغوط هذا الثلاثاء، ستكون أكثر في جانب الديمقراطيين أكثر مما هي في الجانب الجمهوري.

الوقت ليس في صالح الديمقراطيين؛ لأن آثار خسارة نوفمبر من العام الماضي، كانت قاسية على الحزب وجعلته يعيش حالة انقسام وسوء تركيز في أدواره وخطاباته، كما أنه لا يزال يعيش حتى الآن أزمة قيادة واضحة للعيان.

وأضاف أنه من هناك سيكون الديمقراطيين تحت ضغط تحقيق نتائج جيدة هذا الثلاثاء؛ لأن الأمر في تقديرهم يرتبط بسرعة استعادة المبادرة وترتيب الأوراق الداخلية قبل إطلاق جملة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر من العام المقبل.

وأوضح أدولفو،أن الديمقراطيون سيحاولون استعادة فرجينيا؛ لأنهم يشعرون أنهم خسروا واحدة من الولايات التي كانت تحسب لصالحهم منذ انتخابات الرئيس السابق باراك أوباما، كما أنهم سيحاولون التصالح مع قواعدهم في ولاية نيوجيرسي من خلال تحسين أرقامهم فيها وأدائهم الانتخابي.

ويبدو أدولفو مرتاحاً وهو يتحدث عن حظوظ حزبه؛ لأنه وحتى في حدوث سيناريو سيئ للجمهوريين فإن الوقت لا يزال أمامهم لإعادة ترتيب الأوراق قبل موعد انتخابات التجديد النصفي.

وبحسب أدولفو، فإن الجمهوريين يراهنون على نتائج الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس ترامب، وهم يعتقدون أنهم قادرون على ضمان استمرار الأغلبية في مبنى الكونغرس؛ لأن ذلك هو الضمان الوحيد لتحقيق رغبة الرئيس ترامب في تنفيذ أجندة ولايته الرئاسية.

مجلس الشيوخ الأمريكي

قلق وأمل

لا يخفي القادة الديمقراطيين قلقهم من هذه اللحظة في واقع الحزب، وسوء التركيز في علاقة قيادات الحزب بقواعده، وغياب الخطاب الموحد في هذا التوقيت الحساس جدا، وهم يعتقدون ان انتخابات هذا الثلاثاء، وفي حال نجاح الحزب في تحقيق نتائج جيدة يمكن أن تشكل نقطة العودة القوية للحزب وشحن بطارياته لانتخابات التجديد النصفي.

وقال جويل روبن، مساعد وزير الخارجية الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي، لـ"إرم نيوز"، إن الحزب "بحاجة إلى مراجعة شاملة لخطابه السياسي وأساليبه لاستعادة ثقة الناخبين الأمريكيين".

وأضاف أن هناك مؤشرات جيدة يمكن البناء عليها لكن الأزمة لا تزال عميقة في صفوف الحزب، وهناك حاجة إلى جهد جماعي كبير لتجاوز صدمة خسارة الخريف الماضي والتوجه إلى المستقبل برؤية سياسية تختلف عن تلك التي أدت إلى خسارة الرئاسة والكونغرس في الانتخابات الأخيرة.

 القادة الديمقراطيون في ولاية فرجينيا يؤكدون، لـ"إرم نيوز"، أنهم يشعرون بالتفاؤل في إمكانية الفوز في انتخابات حاكم الولاية المتأرجحة هذه المرة؛ والسبب في ذلك هي استطلاعات الرأي التي تعطيهم انطباعات جيدة، لا بتقدم المرشحة الديمقراطية، أبيغال سبنغرغر، على حساب منافستها الجمهورية وينسوم سيرس، بفارق مريح كما يقول هؤلاء.

إضافة إلى تركيبة الجزء الشمالي السكانية من الولاية التي يتشكل أغلبها من موظفي الحكومة الفيدرالية، وهؤلاء هم الأكثر تضررا من سياسات إدارة الرئيس ترامب في العام الأخير سواء من خلال موجات تسريح الموظفين الحكوميين، أو من خلال إزمة الإغلاق الحكومي الحالية التي تدخل شهرها الأول.

أخبار ذات علاقة

زهران ممداني

"حرب أهلية".. ممداني يقسم الديمقراطيين مع اقترابه من عمدة نيويورك

الكعكة الكبرى

يعتقد الرئيس ترامب أنه لا أحد يمكن له أن ينافس المرشح الاشتراكي الديمقراطي زهير ممداني، في الفوز بمقعد عمدة مدينة نيويورك، وهو يضيف إلى ذلك أن هذا الفوز، كما يقول مقربون لـ"إرم نيوز"، يشكل خبرا سيئا للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

الجمهوريون مستاؤون من أن ممداني يمثل نموذج الشيوعي في مجتمع صناعي، وعودة بأمريكا إلى عهود من الظلام السياسي؛ ولذلك وجب العمل لمنع فوزه، أو على الأقل الذهاب إلى دور ثان في هذه الانتخابات وكسب مزيد من الوقت لتغيير أمزجة الناخبين المؤيدين له.

الديمقراطيون من جانبهم هم الآخرون وجدوا أنفسهم أمام أزمة انقسام حادة، من حول المرشح المكتسح شعبيا بين خياري تأييده العلني وبالتالي الدفاع عن أجندته الانتخابية، وهو أمر لا يريدون أن يربطوا به مستقبلهم السياسي، أو تركه لمواجهة مصيره.

وحتى الآن يبدو أن الخيار الثاني هو المسيطر على أغلب القيادات الديمقراطية التقليدية والبارزة، ولكن من وجهة نظر الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، فإن هذا أمر من شأنه أن يعمق أزمة الانقسام داخل الحزب بصورة هي أسوأ بكثير مما كانت عليه منذ أن تخلى الحزب  عن مرشح اليسار المفضل السيناتور البارز بورني سياندرز، لصالح المرشحة الرئاسية حينها هيلاري كلينتون، في انتخابات العام 2026.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC