قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الجمهوريين في الكونغرس يتحولون إلى دعم أوكرانيا، مُحاكين تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم أن الجمهوريين في مجلس النواب كانوا، قبل أقل من عامين، غاضبين للغاية من فكرة مواصلة مساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، لدرجة أنهم عزلوا رئيسهم، كيفن مكارثي، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"صفقة جانبية سرية" أبرمها للقيام بذلك، وبينما ضغطوا لسنوات لإنهاء المساعدات الأمريكية ووقف التدخل الأمريكي في أوكرانيا، لكن العديد من الجمهوريين تخلوا عن هذا الموقف الآن بعد أن دعم الرئيس ترامب أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحوّل يُعد أحدث دليل على أن ترامب، الذي قلب نهجه في السياسة الخارجية، "أمريكا أولًا"، عقودًا من المعتقدات الجمهورية التقليدية التي تُفضّل التدخل الأمريكي القوي في الصراعات حول العالم، يُحكم قبضته على حزبه.
والآن، بعد أن قرر الرئيس، الذي كان في السابق يحتقر المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، تغيير موقفه، وإعلان خطة جديدة لتسريع توريد الأسلحة إلى البلد الذي مزقته الحرب، فإن بعض الجمهوريين يحاولون جاهدين البقاء على تحالف معه.
وشمل ذلك صمتًا نسبيًا من بعض المعارضين الصريحين سابقًا لدعم أوكرانيا، وتراجعات علنية لافتة من بعض أقرب حلفاء ترامب، الذين أمضى الكثير منهم وقتًا طويلًا في مبنى الكابيتول يجادلون ضد سياسة وصفوها سابقًا بالتهور، لكنهم الآن يعتبرونها دبلوماسية بارعة من خبير استراتيجي.
وعلى سبيل المثال، انتقد النائب ديريك فان أوردن، الجمهوري عن ولاية ويسكونسن، في الربيع الماضي، إدارة بايدن بشدة لفشلها في وضع خطة لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، مُعلنًا أنه "يجب أن نتوقف عن الدخول في حروب لا نهاية لها".
لكن النائب أوردن أيد، يوم الاثنين، إعلان ترامب تقديم المزيد من المساعدات.
وقال في مقابلة: "أثق تمامًا بدونالد ترامب؛ أصفه بأنه صانع السلام الرئيس؛ إنه يعرف ما يفعله، وأنا أثق به".
وفي مثال آخر، دعم النائب تروي نيلز، الجمهوري عن ولاية تكساس، الذي ينتمي إلى التيار اليميني المتشدد في مجلس النواب، وسبق أن طالب بوقف الدعم لأوكرانيا بسبب مخاوف بشأن تمويل الأمن على الحدود الأمريكية المكسيكية، قرار الرئيس ترامب بتقديم المساعدة إلى أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب، رغم موافقته على مساعدة أوكرانيا، سارع إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تدفع مقدمًا ثمن أي أسلحة إضافية.
وأكدت أن التحول في موقف العديد من النواب كان لافتًا، خصوصًا الذين جعلوا معارضة دعم أوكرانيا محورًا لتوجهاتهم السياسية، مثل النائب وارن ديفيدسون، الجمهوري عن ولاية أوهايو؛ الذي جادل في ربيع العام الماضي بأن الحرب لا يمكن كسبها، وأن الولايات المتحدة لا تستطيع توفير ما تحتاجه أوكرانيا لإنهاء هذه الحرب.
وأردفت أن بعض الجمهوريين لا يزالون يُجادلون بأن الناخبين الذين منحوا الرئيس ترامب ولاية ثانية في البيت الأبيض، ومنحوا الجمهوريين سيطرة موحدة في واشنطن، لا يؤيدون تغيير رأيه بشأن أوكرانيا.
وقال النائب إيلي كرين، الجمهوري عن ولاية أريزونا، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، ردًا على خطة ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا: "يريد الشعب الأمريكي منا أن نحل مشاكلنا الداخلية، لا أن ننفذ أوامر المحافظين الجدد وصقور الحرب".
من جانبها، أشارت النائبة مارغوري تايلور غرين، الجمهورية عن ولاية جورجيا، التي سعت دون جدوى لإقالة جونسون العام الماضي لتمريره حزمة مساعدات أوكرانيا، إلى أن خطة الرئيس كانت خيانة للناخبين الذين انتخبوا الجمهوريين، جزئيًا بناءً على وعدهم بإنهاء التدخل الأمريكي في الحروب الخارجية.