الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في نيويورك، بينما يقترب المرشح الديمقراطي الاشتراكي، زهران ممداني، من الوصول إلى منصب عمدة المدينة، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولايات المتحدة، يخوض الديمقراطيون ما يشبه "الحرب الأهلية" بين مؤيد ومعارض لـ "العمدة المحتمل".
ووفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، فإنه مع استمرار زخم ممداني في انتخابات عمدة نيويورك، يتزايد القلق بشأن انتخاب اشتراكي ديمقراطي بشكل خاص في ضواحي نيويورك، ونيوجيرسي، وفلوريدا، وغيرها من المناطق التي فرّ منها عدد كبير من المهاجرين من كوبا وفنزويلا، وأنظمة يسارية أخرى.
وسعى الرئيس دونالد ترامب، الذي استهدف المدن الديمقراطية، إلى تأجيج الصراعات بوصف ممداني بـ "الشيوعي".
وفي حين يقول بعض الديمقراطيين إن المخاوف مبالغ فيها أو تفوق قدرة ممداني على تحفيز الناخبين الجدد والشباب، فإن المشرعين الآخرين الأكثر اعتدالاً في المناطق المتأرجحة نأوا بأنفسهم عن ممداني، ووصفوا سياساته بأنها غير واقعية أو غير متوافقة مع الحزب أو رفضوا تأييده.
وقال النائب جوش غوتهايمر، وهو معتدل انقلب على دائرته الانتخابية الشمالية العام 2016، "إذا ركزنا على الدفاع عن ممداني، سيكون ذلك... مصدر تشتيت كبير".
وأضاف أن ممداني لديه "آراء متطرّفة" تتعارض مع الحزب الديمقراطي، وأنه قلق من أن يُبرز الجمهوريون ممداني كـ"مُخيف" في حملات الهجوم الجمهوري.
وممداني، عضو مجلس الولاية البالغ من العمر 34 عاماً، يتقدم على منافسه الرئيس، حاكم نيويورك السابق أندرو م. كومو، بفارق كبير في عدة استطلاعات رأي.
وكومو ديمقراطي خسر أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية، ويترشح، الآن، كمستقل في انتخابات 4 نوفمبرن مع كورتيس سليوا مرشح الحزب الجمهوري.
ويعد ممداني واحداً من مجموعة قليلة من السياسيين اليساريين البارزين، بما في ذلك السيناتور بيرني ساندرز، والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز الذي يعرّف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي.
وممداني عضو في الحزب الوطني الاشتراكي الديمقراطي الأمريكي وفرعه المحلي في مدينة نيويورك. ومنذ فوزه في الانتخابات التمهيدية في يونيو/حزيران، سعى ممداني إلى تحسين صورته، قائلاً إن برنامجه يختلف عن برنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأمريكي، وإنه تخلّى عن موقفه الداعي إلى وقف تمويل الشرطة.
يواجه ممداني رفضاً متزايداً من قبل النخبة الديمقراطية، إذ أكد النائب توم سوزي، الذي صوتت دائرته الانتخابية في لونغ آيلاند لصالح الجمهوريين في العام 2022، أنه "رأسمالي ديمقراطي، وليس اشتراكياً ديمقراطياً"، واصفاً الاشتراكية بأنها "نظام اقتصادي فاشل" وأنه "لم ينجح أبداً في تاريخ العالم".
وقال سوزي، الذي استعاد مقعده للديمقراطيين في انتخابات خاصة العام الماضي بعد أن اختار عدم الترشح في العام 2022، بعد فترات في منصبه: "هذا ليس شيئاً نؤيده أو ندعمه".
أما النائبة لورا جيلين التي قلبت دائرتها الانتخابية في لونغ آيلاند العام الماضي، فقد حثّت زملاءها، علناً، على التعبير عن آرائهم والقول: "لسنا اشتراكيين". وفي بيان لصحيفة "ذا بوست"، جددت معارضتها لسياسات ممداني، وأكدت أن سكان مقاطعة ناسو، التي تمثلها، يعلمون أنها ديمقراطية معتدلة.
في المقابل أشاد العديد من منتقدي ممداني الديمقراطيين بالمرشح لمنصب عمدة المدينة لإطلاقه حملة حفّزت بعض الناخبين الشباب والناخبين من ذوي البشرة الملونة الذين بقوا في منازلهم أو مالوا نحو ترامب في انتخابات 2024. كما أشادوا بتركيزه على قضية القدرة على تحمل التكاليف، رغم رفضهم العديد من مقترحاته السياسية.
وأظهر استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة "غالوب" أن الأمريكيين يميلون إلى تبني نظرة إيجابية تجاه الرأسمالية أكثر من الاشتراكية، ومع ذلك، ينظر الديمقراطيون إلى الاشتراكية بإيجابية أكبر، حيث أبدى 66% منهم نظرة إيجابية تجاه الاشتراكية، مقارنة بـ 42% ممن يحملون نفس النظرة.