الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى قريبا

logo
خاص- "دول الميليشيات".. هل بدأت نهاية حقبة "جيوش الظل" في المنطقة؟ (إنفوغراف)
دول الميليشياتالمصدر: إرم نيوز
العالم العربي

خاص- "دول الميليشيات".. هل بدأت نهاية حقبة "جيوش الظل" في المنطقة؟ (إنفوغراف)

16 مايو 2025، 8:09 ص

بعد أشهر قليلة من اندلاع ما عُرف بـ "الربيع العربي" نهاية العام 2010، نجت دول باستقرارها ووحدة جيشها، مثل مصر وتونس، بينما عانت سوريا سنوات طويلة من احتراب أهلي انتهى قبل أشهر فقط، مع تفاؤل بانتهاء إثر إعلان عشرات الفصائل حلّ نفسها للانضمام إلى جيش الدولة.

لكن دولاً أخرى تفككت ووقعت تحت هيمنة ميليشيات بأجندات أيدولوجية وطائفية، وفُتحت كل أبوابها ونوافذها للتدخل الخارجي، لتتشكّل "دول" داخل الدولة، ويصبح فيها "أمراء الحروب" وزراء في حكومات فاقدة للشرعية الدولية أو في البرلمانات الشكلية، أو زعماء سلطة الأمر الواقع. 

ويعيش نحو 100 مليون عربي في دول "عطلتها" الميليشيات وأخّرتها عشرات السنوات عن التمنية، فهذه الكيانات المرتبطة بدول خارجية والمشدودة إلى نوزاع طائفية، أثّرت بشكل سلبي على الانسجام الداخلي لدولها، وأدخلتها في جولات لا متناهية من الاقتتال الداخلي على النفوذ والثروات.

وتؤكد مصادر عربية مقربة من صنع القرار لـ"إرم نيوز"، أن الفترة القادمة ستشهد تحركات داخلية مدعومة أمريكيا ودوليا، لاستئصال الميليشيات من دول المنطقة، وإعادة الدور إلى الدولة الوطنية.

وأفادت المصادر أن هناك ضوءا أخضر من إدارة ترامب لطي صفحة الميليشيات المسلحة، لا سيما في سوريا وليبيا، اللتين بدأتا تشهدان تحركات ميدانية خلال الأيام الأخيرة بهدف إنهاء نفوذ الميليشيات ودمجها في الأجهزة الرسمية للدولة وإعادة الاعتبار للجيوش الوطنية، خاصة أن الأشهر والسنوات الأخيرة شهدت غياب الاستقرار بسبب اتساع سطوة الميليشيات المسلحة، الأمر الذي هدد استقرار ومصالح جميع دول المنطقة.

أخبار ذات علاقة

السودان

بعد وقف تسليح الميليشيات.. الجيش السوداني يواجه خطر "الانقلاب" (فيديو إرم)

 

العراق 

كان العراق "سبّاقاً" في دخول نموذج الدولة "الميليشاوية"، إذ ساهم الغزو الأمريكي للبلاد قبل 22 عاماً، في نشوء عشرات الفصائل الطائفية التي لعبت أدواراً مزدوجة في الصراعات داخل البلاد وخارجها، في الحرب السورية المجاورة.

وعلى مدى أكثر من عقدين نشأت 67 ميليشيا، تتبع 39 منها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بينما تدين 18 ميليشيا بالولاء للمرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، فيما تنتمي بقية الميليشيات إلى مرجعيات دينية متفرقة.

وأدت هذه الميليشيات التي صعد بعضها إلى سدة الحكم، وكان بعضها جيشاً موازياً للجيش الوطني، إلى تعميق الانقسام الطائفي في البلاد، الذي يعيش أوضاعاً أمنية هشة، خاصة أن التواجد الميليشاوي يشمل 9 محافظات، هي: بغداد، ونينوى، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، والأنبارن وبابل، وكربلاء، والنجف، إضافة إلى الانتشار الجزئي في محافظات أخرى، ما يعني أنها تتغلغل في عمق الدولة.

أخبار ذات علاقة

عناصر من مليشيات عراقية

الميليشيات العراقية تعيد انتشارها.. سلاح إيران يتحوّل إلى صوت انتخابي

 

وتضم الميليشيات العراقية حوالي 142,800 مقاتل من الطائفة الشيعية، يشملون: العرب، والتركمان، والشبك، إلى جانب 25,000 مقاتل سني من العرب، و2,200 مقاتل من الطائفة المسيحية.

اليمن

كان اليمن أحد أكثر الدول العربية تأثراً بـ "غبار الربيع" العربي، ليستقرّ بعد 14 عاماً من غياب الدولة "الواحدة" إلى أعلى القوائم الأممية في الفقر والبطالة وحتى سوء التغذية، بينما يجد 70% من إجمالي عدد السكان البالغ 32 مليون نسمة أنفسهم أمام طريق مسدود. 

تتنازع اليوم في اليمن نحو 30 ميليشيا على النفوذ والجغرافيا بمرجعيات دينية إيرانية وإخوانية وسلفية، وهي بذلك تقتطع خريطة البلاد إلى مناطق بأعلام مختلفة وسلطات متناحرة، دون إغفال الوجود الطويل لتنظيم القاعدة، ليتعقّد المشهد العسكري ويزداد تشظياً وتفرقاً.

إلا أن أخطر ما يعاني منه اليمن، سيطرة الحوثيين على عاصمته صنعاء التي اجتاحها مسلحو الجماعة، في سبتمبر /أيلول 2014، بعد شهرين من سيطرتهم على محافظة عمران المجاورة، وهم بذلك يسيطرون أهم مؤسسات الدولة وقطاع الاتصالات والإنترنت والعديد من الشركات والمصانع التي تجلب إيرادات كبيرة لهم مخصصة لبناء الترسانة العسكرية.

أخبار ذات علاقة

إحباط شحنة تهريب أسلحة للحوثيين

ضربة في قلب البحر تسقط خطط إنعاش الحوثيين بالأسلحة (فيديو إرم)

 

ونوّعت ميليشيا مصادر إيراداتها، بينما كانت قبل سيطرتها على صنعاء تعتمد على مصادر مشبوهة، مثل: تجارة السلاح، والممنوعات، وتهريب البشر، وغسيل الأموال، تحقق الآن مصادر دخل تفوق 3 مليارات دولار سنوياً.

ليبيا

تحوّلت ليبيا، خاصة غربها، إلى مستودع كبير للأسلحة وخزان ضخم للمسلّحين، ففيها نحو  نحو 300 ميليشيا على النفوذ والمال، لتعيش البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، فوضى السلاح التي فرضت جولات عديدة من الاقتتال في شوارع العاصمة تحديداً.

وتتعقد خريطة الميليشيات في ليبيا، إذ تعد مدينة مصراتة "ترسانة الغرب" والتي تضم أكثر من 20 ألف مسلح، مع مئات العتاد من الطائرات والدبابات، وأبرز الفصائل في المدينة: لواء الحلبوص، كتيبة حطين، كتيبة 777، المرسي، المحجوب، والصمود.

أخبار ذات علاقة

ليبيا

"صيدنايا ليبيا".. جحيم تحت سوق أبو سليم في طرابلس (فيديو إرم)

 

في العاصمة، يدور منذ سنوات صراع الأجنحة، من جهاز دعم الاستقرار، وهو أقوى ميليشيات العاصمة والتي تملك طائرات مسيّرة، وتُعرف كذلك بسجونها السرية، إلى جهاز الردع، الذي يتمركز في معيتيقة، ويسيطر على سجن داعش ومرافق حساسة.

وفي صراعات الأجنحة في طرابلس، هناك أيضاً كتيبة 444 التي تعرف بدورها الوسيط، وتمتد من ترهونة إلى بني وليد، إضافة إلى كتيبة ثوار طرابلس التي تنتشر في تاجورا، وصلاح الدين، ومحيط العاصمة.

السودان

عاد السودان إلى الحروب الأهلية بعد الثورة التي أطاحت بنظام عمر حسن البشير، لتخلف خريطة فوضوية من الميليشيات، خاصة ذات التوجه الإخواني، إضافة إلى أخرى تتشكّل من بقايا نظام الرئيس المخلوع.

وفي تلك الفوضى التي أججت الحرب الدموية أيضاً، هناك تشكيلات خارجية تؤكد اعتماد قوات عبد الفتاح البرهان على "المرتزقة" لإطالة أمد الصراع، كما تتعدد الميليشيات مناطقياً بين الشرق والغرب، وإن كان الثقل في بورتسودان، حيث الوجود المركزي لحكومة قوات البرهان وأجهزتها الأمنية.

أخبار ذات علاقة

5 أشهر هزت الجيش السوداني

من العقوبات إلى قرار "العدل الدولية".. 5 أشهر هزّت الجيش السوداني (إنفوغراف)

 

لكن يظل الحضور الأخواني طاغياً في عدد من الميليشيات الطامحة لاستعادة الحكم،  وتأتي في مقدّمتها ميليشيا "البراء بن مالك" بسجلها الدموي، إذ ارتكبت انتهاكات واسعة ومشهودة ضد المدنيين، في مختلف مناطق البلاد، إلا أن أبشع مجازرها ارتكبت في ولاية دارفور متسمة بطابع انتقامي.

ورغم الاختلافات في المسميات والجهات الداعمة والولاءات، فإن كل الميليشيات المتحالفة مع البرهان، بل وقواته أيضاً مدانة حقوقياً ودولياً بارتكاب مجازر موصوفة.

وظهرت مؤشرات خطيرة لدى مراقبين تتعلق بكيفية ارتكاب قوات البرهان والميليشيات المتحالفة معه، انتهاكات دموية ضد المدنيين والعسكريين والمرافق العامة، بحسب تقارير حقوقية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC