أثار مقتل قائد ميليشيا جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، على يد قوات تتبع حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تساؤلات حول ما إذا كانت السلطات الليبية قد اتخذت قرارًا بالتخلص من قادة الميليشيات المثيرين للجدل.
وقبل أشهر، قُتل قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية، عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ"البيدجا"، الذي يُعتبر من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في ليبيا، حيث يواجه اتهامات متصاعدة بالاتجار بالبشر.
وقبل أيام، تم اغتيال قائد عسكري بارز، هو علي رمضان الرياني، في منزله بالعاصمة طرابلس، في تطورات عسكرية متسارعة تعكس حجم التوتر غرب ليبيا.
وقال المحلل السياسي، حمد الخراز، إن "دائرة الاشتباكات لن تتوسع، لأن ذلك ليس من مصلحة أحد من الموجودين في المشهد السياسي والأمني الحالي في غرب ليبيا".
وأضاف الخراز، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "التخلص من الخصوم ليس الحالة الأولى من نوعها، فقد شاهدنا العديد من السيناريوهات المشابهة لعملية اغتيال الككلي، والتي عادةً ما تتم بإيعاز دولي يُوجَّه لأحد الأطراف للتخلص من طرف محدد يكون معرقلًا لصفقة ما أو يتدخل في العديد من الأمور" وفق تعبيره.
وشدد على أن "جهاز دعم الاستقرار هو ميليشيا منظمة ارتكبت أبشع الجرائم في ليبيا، لكنها ميليشيا انتهت الليلة الماضية بقتل قائدها الككلي بعد الغدر به من قبل خصومه، لكن قد تخرج مسميات جديدة لهذه الميليشيا".
وأضاف الخراز "ومن جانب سياسي، أعتقد أن التخلص من جهاز دعم الاستقرار يعكس مخاوف حكومة الوحدة الوطنية من ظهور خطة للإطاحة برئيسها عبد الحميد الدبيبة".
واستنتج الخراز أن "هذا التخلص جاء بدعم غربي، لكن خطوة الدبيبة هذه لن تُضيف له شيئًا على أرض الواقع" وفق تقديره.
وتضع الاغتيالات العسكرية التي يعرفها غرب ليبيا المنطقة على صفيح ساخن، حيث تمتلك هذه الميليشيات نفوذًا عسكريًا قويًا على أرض الواقع، ولم تنجح الحكومات المتعاقبة في إضعافها.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إن "المشهد الأمني والسياسي معقّد للغاية الآن في غرب ليبيا، في ظل المواجهة التي أصبحت مباشرة بين الميليشيات، ومحاولة الدبيبة تحقيق مكاسب من وراء ذلك، وأيضًا من خلال الانقسامات السياسية التي يعرفها مجلس الدولة، وغير ذلك".
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "اغتيال البيدجا، واليوم الككلي، يعطي إشارة واضحة بالفعل أن هناك تصفية لقادة الميليشيات الذين يواجهون ملاحقات دولية وأيضًا محلية، والذين يعرقلون أي صفقات سياسية قد تضع حدًّا للأزمة التي تعرفها ليبيا منذ سنوات".
وشدد على أنه "في المقابل، لن يقود ذلك إلى اختراق في المشهد السياسي، لأن بعض الميليشيات لا تزال لها كلمتها ونفوذ قوي في غرب ليبيا".