مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
أثارت اشتباكات عرفتها مدينة "الخمس" الواقعة غربي ليبيا، مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام 2020 بين الفرقاء السياسيين، والذي كان يستهدف الوصول بالبلاد إلى انتخابات عامة، وتوحيد المؤسسات المنقسمة على نفسها.
وشهدت المدينة اشتباكات بين عناصر "قوة مصراتة المشتركة" و"جهاز دعم الاستقرار"، التابعين لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة.
وجاءت المعارك في وقت تحذر فيه الكثير من الأوساط من خطورة الوضع في ليبيا، خاصة مع استمرار السجالات السياسية بين الأطراف المتنازعة على السلطة.
وتشهد ليبيا جمودًا سياسيًا كبيرًا وسط ترقب مخرجات اللجنة الاستشارية التي شكلتها بعثة الأمم المتحدة للدعم، والتي أنهت مؤخرًا مشاوراتها تمهيدًا للإعلان عن تلك المخرجات.
وبهذا السياق، قال الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، إن "الاشتباكات التي تحدث من الحين إلى الآخر في ليبيا ناجمة عن العديد من العوامل، من بينها أن هذه التشكيلات المسلحة تضم عناصر مطلوبين في جرائم، ومرتبطين بالجريمة المنظمة، ولديهم ارتباط ببعض المسميات الأمنية أو غيرها، فتحدث حالة من الاستقطاب تؤدي إلى حدوث اشتباكات بين هذه العناصر ومن يتبعون لها، والجهات التي تريد القبض عليهم".
وأضاف عبد الكافي، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك مخاوف خاصة من أن ليبيا تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، ليس في طرابلس فقط، وهناك انتشار للسلاح رغم المظاهر التي توحي بأن هناك تشكيلات أمنية وعسكرية من خلال تحركهم أو تنقلهم، لكن حقيقة الأمر أن ليبيا ما زالت تعاني من عدم تنظيم أجهزتها الأمنية والعسكرية".
وشدد على أنه "من أجل وضع حد لجولات الاشتباك التي تحدث من حين إلى آخر، يجب إعادة هيكلة وتأهيل العناصر التابعة للتشكيلات المسلحة، وجعلها تطيع الأوامر، ومنعها من الانتماء لأشخاص معينين أو هياكل معينة أو تشكيلات معينة، وهو الخلل الرئيس الموجود في ليبيا الآن".
ولم يعلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ولا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، على أحداث مدينة "الخمس"، وسط مخاوف عبرت عنها مكونات سياسية واجتماعية في العاصمة طرابلس.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، دانييلي روفينيتي، إن "الاشتباكات كانت محدودة من حيث النطاق في مدينة الخمس، لكنها تمثل مشهدًا معتادًا في ليبيا الآن".
وبين روفينيتي، لـ"إرم نيوز"، أن "الأراضي الليبية تخضع بالفعل لسيطرة الميليشيات، وأصبحت تصفية الحسابات المسلحة نمطًا معتادًا في البلاد، ويمكن لأي ذريعة أن تشعل فتيل العنف"، على حد قوله.
وأكد أن "المشكلة لا تتمثل في أسباب كل مواجهة على حدة، بل في المشهد العام ككل، إذ تحتاج ليبيا إلى حكومة قادرة على هندسة المشهد من جديد، وذلك من خلال اتخاذ خطوات أمنية مهمة، على غرار التفكيك الكامل للميليشيات في جميع أنحاء البلاد".
