يؤكد خبراء أن نهج العقوبات الأمريكية ضد إيران أو وكلائها في العراق والمنطقة، سيتسع ويتكرر في الأيام القادمة، وسط مؤشرات تدل على أن باب الدبلوماسية الأمريكي الإيراني "مغلق" بشكل كامل.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، الثلاثاء، تصنيف أربع ميليشيات عراقية مدعومة من إيران منظمات إرهابية، في خطوة تهدف إلى تضييق الخناق على شبكات التمويل والتسليح الإيرانية، وحماية القوات الأمريكية في العراق.
الفصائل الأربع تشمل حركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، و"حزب الله" اللبناني، وتنشط في العراق وسوريا، وكتائب سيد الشهداء المعروفة بقيادة "أبو آلاء الولائي"، وهي جزء من الحشد الشعبي وتنفذ هجمات ضد قواعد أمريكية.
كما تم تصنيف حركة "أنصار الله الأوفياء" بقيادة حيدر مظهر الساعدي، و"كتائب الإمام علي" بقيادة شبل الزيدي وقيادات أخرى، المرتبطتين بفيلق القدس الإيراني، وتنفذان عمليات داخل العراق وسوريا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن القرار جاء على خلفية تنفيذ هذه الميليشيات هجمات متكررة على السفارة الأمريكية في بغداد واستهداف قواعد تضم قوات أمريكية منذ عام 2021، معتبرةً أنها تمثل "واجهات عسكرية لإيران في العراق".
يترتب على هذا التصنيف تجميد الأصول المالية لهذه الفصائل عالميًا، ويصبح أي دعم لها جريمة فيدرالية داخل الولايات المتحدة. كما يُفتح الباب أمام تصعيد محتمل عبر استهداف مباشر لمواقع أو قادة هذه الجماعات في حال استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية.
وأكدت واشنطن أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز أمن القوات الأمريكية في العراق، وتقويض قدرة إيران على استخدام ميليشيات محلية كأدوات ضغط في المنطقة.
وجهت الولايات المتحدة قائمة طويلة من الاتهامات للميليشيات المذكورة، من قبيل المسؤولية عن هجمات بالمسيّرات في الأردن تسببت بمقتل جنود أمريكيين، واستهداف السفارة في بغداد، إلى جانب ضرب مصالح أمريكية في المنطقة.
من جانبه، وضع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القائمة الجديدة من العقوبات في خط متناسق مع الأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقاضي بفرض "أقصى قدر" من الضغط الاقتصادي على إيران.
في السياق، كشف مصدر أمني عراقي عن استنفار واسع لدى قادة الميليشيات بعد التصنيف الأمريكي الأخير الذي شمل أربع جماعات مسلّحة موالية لإيران باعتبارها "إرهابية"، مؤكدًا أن هذه الخطوة أثارت حالة من القلق داخل الأوساط القيادية للميليشيات.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن "ترتيبات أمنية جرت خلال الساعات الماضية تضمنت إعادة تموضع بعض القيادات الميدانية، وإخلاء مقار حساسة في بغداد وعدد من المحافظات، إضافة إلى تغيير خطوط الإمداد والاتصالات الداخلية".
وذكر أن "قادة الميليشيات اتفقوا على عقد اجتماع موسّع خلال الأيام الثلاثة المقبلة؛ بهدف بلورة موقف موحد واتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بآلية التعامل مع التصعيد الأمريكي، سواء عبر التهدئة المرحلية، أو عبر فتح مسار جديد من المواجهة".
وبحسب المصدر، فإن "المداولات الأولية بين بعض القيادات ربما تذهب باتجاه خيار التصعيد، الذي قد يتخذ شكل هجمات ضد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق، أو استهداف مصالحها الاقتصادية".