logo
العالم العربي

بعد انتهاء مهمة "غزة الإنسانية".. ما مستقبل توزيع المساعدات في القطاع؟

مركز توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانيةالمصدر: (أ ف ب)

أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، انتهاء عملها الإغاثي الطارئ في قطاع غزة، بعد 7 أشهر من الجدل الواسع والانتقادات الحقوقية حول دورها.

وأثار إغلاق المؤسسة التكهنات حول الجهة التي ستتولى إدارة الملف الإنساني في غزة، في ظل وصول الاحتياجات لمستوى كبير جدًا، ومحاولة الولايات المتحدة وإسرائيل تقديم المؤسسة بديلاً عن المؤسسات الأممية التي تتولى الملف الإنساني.

أخبار ذات علاقة

لقطة سابقة لمتلقي المساعدات من "مؤسسة غزة الإنسانية"

"مؤسسة غزة الإنسانية" تعلن انتهاء مهمتها في القطاع

مصائد موت

وقال المحلل السياسي، ياسر مناع، إن "الإدارة الأمريكية وإسرائيل، تحملان رؤية واضحة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء عمل مؤسسة غزة الإنسانية، والتي كانت تتولى إدارة وتنسيق المساعدات خلال الأشهر الماضية".

وأضاف مناع، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "هذا التوجه مرتبط بترتيبات المرحلة الثانية، حيث يتم التحضير لتشكيل جسم بديل يتولى إدارة القطاع، لا سيما في ما يتعلق بإدخال وتوزيع المساعدات".

وتابع: "المؤسسة فشلت في أداء مهامها باعتراف مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، كما أن الفلسطينيين لم يتفاعلوا معها، بل اعتبروها في كثير من الأحيان مصائد موت تسببت في سقوط مئات الضحايا على أبوابها".

وشدد على أن النظرة الفلسطينية تجاهها كانت سلبية منذ البداية، خاصة في ظل تصريحات مسؤولين إسرائيليين مثل أفيغدور ليبرمان، الذين أشاروا صراحة إلى تمويل تل أبيب لها.

وأكد مناع: "لو نجحت هذه المؤسسة فعلاً، لاستمرت وتم تعميم نموذجها، لكن ما حصل كان العكس، حيث ظهرت استقالات وشكوك حول دورها، ما يدل على فشلها في إدارة الفلسطينيين داخل القطاع".

وأضاف: "ملف إدارة غزة في المرحلة المقبلة لا يزال مطروحًا للنقاش داخل أروقة واشنطن وتل أبيب، في محاولة لإيجاد نموذج بديل أكثر فاعلية".

آليات بديلة

ومن جانبه قال المحلل السياسي، عاهد فروانة، إن "مؤسسة غزة الإنسانية التي أغلقت عملها مؤخرًا، تسببت في مقتل أكثر من ألف مواطن، بعدما تحولت لنقاط جذب كانت تُستخدم كمصائد موت في ظل المجاعة".

وأضاف فروانة، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل بالتعاون مع الإدارة الأمريكية تحاول استبدال هذه المؤسسة بمؤسسات أخرى تدّعي أنها ستعمل داخل أو قرب ما يُعرف بالخط الأصفر، لكنّ كل هذه الخطط تهدف فقط إلى تجاوز دور الأونروا، التي تُعد المؤسسة الوحيدة القادرة فعليًا على تقديم المساعدات، لما تمتلكه من خبرة وقاعدة بيانات واسعة".

وقال: "محاولات إسرائيل والإدارة الأمريكية لفرض آليات بديلة عن أونروا، محاولات مراوِغة للتهرب من المسؤولية، لأن مؤسسة غزة الإنسانية فشلت بامتياز، ولم تكن فقط عديمة الجدوى، بل شاركت بشكل مباشر في الجرائم ضد الفلسطينيين".

أخبار ذات علاقة

مركز صحي تابع لـ"الأونروا" في الضفة الغربية

إسرائيل تتجه لحرمان منشآت الأونروا من المياه والكهرباء

وكالة الأونروا

وأضاف: "المستقبل الإنساني في قطاع غزة، وخاصة ما يتعلق بتوزيع المساعدات، يجب أن يمر عبر بوابة وكالة الأونروا، فهي الجهة الوحيدة القادرة فعليًا على إدارة هذه المهمة استنادًا إلى خبرتها وقاعدة بياناتها الواسعة".

وأضاف: "لكن ما يجري حاليًا من محاولات تقودها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع إسرائيل، عبر ما يسمى بمجلس السلام والحكومة التي يسعون لتشكيلها، يهدف لفرض مسؤوليات توزيع المساعدات على كيانات أخرى ومؤسسات بديلة".

وختم فروانة أن هذه المحاولات "لن يُكتب لها النجاح"، طالما يجري تجاهل الدور المحوري للأونروا، مشددًا على أن التهرب من تمكين الوكالة من أداء مهامها هو وصفة لفشل أي خطة إنسانية مستقبلية في قطاع غزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC