logo
العالم العربي

إدارة مطار القامشلي.. اختبار التوافق بين "قسد" ودمشق

إدارة مطار القامشلي.. اختبار التوافق بين "قسد" ودمشق
مطار القامشلي الدوليالمصدر: منصة إكس
22 يونيو 2025، 8:05 م

رأى محللان أن قرار "الإدارة الذاتية" إنشاء إدارة عامة لمطار القامشلي يمثل اختبارًا حاسمًا لاتفاق الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي.

وذكرا في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، أن ذلك الأمر، الذي يأتي في وقت لا تزال فيه مفاوضات الحل السياسي في سوريا تعاني من الجمود، يُثير تساؤلات حول إمكانية تشغيل مطار بشكل مستقل تقنيًّا وسياسيًّا.

وفي حين تصر دمشق على أن المطارات منشآت سيادية تخضع لسلطتها المركزية، تعتبر "الإدارة الذاتية" القرار خطوة نحو تفعيل اللامركزية الإدارية، مما يهدد بتصعيد الخلاف بين الطرفين.

وقت طويل

وقال مصدر كردي سوري مقرب من الإدارة الذاتية رفض الكشف عن هويته، إن إحداث إدارة عامة لمطار القامشلي لا يزال قيد الإنشاء في الوقت الحالي، وقبل الدراسة الوافية لا يوجد تفاصيل حوله ريثما يتم تشكيل مكتب معني ومخصص لهذا الأمر.

أخبار ذات علاقة

آليات مسلحة سورية

بعد ارتفاع التوتر مع "قسد".. الجيش السوري يرسل تعزيزات إلى دير الزور والرقة

وأضاف المصدر، لـ"إرم نيوز"، أنه عندما يتم اتخاذ قرار استحداث المكتب الخاص به، ويتم تشكيل لجنة معنية بهذا الأمر سيبصر المشروع النور بكل تفاصيله، لذلك لا يوجد أي تفاصيل سوى التي تضمنها الكتاب الصادر عن الإدارة الذاتية.

وأوضح المصدر أن هذا القرار سيتم مناقشته مع الجهة المخولة، أي مع حكومة دمشق، والاتفاق حول تنفيذ هذا الأمر حينها ستصدر التفاصيل وهذا يحتاج إلى وقت طويل نسبيًّا.

مفهوم اللامركزية

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي، محمد هويدي، إن اتفاق عبدي/الشرع لا يزال صامداً، والقرار الأخير في جوهره، يعتبر خطوة ضرورية للوصول إلى اتفاق فعلي ينهي حالة التفرد المقلقة، بالتالي إن فهم هذا التوجه وإعلان إدارة عامة لمطار القامشلي على أنها محاولة لتسريع الاتفاق ومنحه طابعًا أكثر ديناميكية وحركية بدل إبقائه في دائرة التجميد السياسي والجمود الإداري.

السيادة المحلية

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن المسألة في جوهرها لا تتعلق فقط بمطار القامشلي بل بمبدأ السيادة المحلية والإدارة الوطنية واللامركزية، فالمعابر والمطارات تُعتبر رموزًا سيادية ينبغي أن تدار من أبناء المناطق المعنية في إطار الدولة الوطنية الجامعة وليس من خلال فرض وصايات مركزية أو خارجية.

وبيّن هويدي أن من غير المعقول على سبيل المثال أن يدار مطار حلب من خارج إطار البيئة الاجتماعية والسياسية؛ لذلك إن ما يجري هو لترسيخ مفهوم الإدارة المحلية كمفهوم دستوري وسياسي يعتبر مدخلاً رئيسًا لبناء الثقة بين المكونات الوطنية وتوزيع السلطات بشكل عادل.

وأوضح أن الإدارة الذاتية تحاول ترسيخ مفهوم اللامركزية لكي تفتح آفاقًا مع السلطة الانتقالية؛ لأنه لغاية الآن هناك جمود، بالتالي هل لهذا الأمر ارتدادات وانعكاسات وليس فقط مرتبطًا بخلاف فني، فهو امتداد لصراع أوسع على مفهوم وشكل وهيكلية النظام السياسي في سوريا الجديد، وتحديدًا اليوم في مناطق خارج سيطرة المركز الكامل.

أخبار ذات علاقة

أفراد من قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور

دير الزور على "فوهة بركان".. قسد تمنع صيانة الجسور على ضفتي "الفرات"

 وأشار هويدي إلى أن الإدارة الذاتية تريد أن ترسخ هذه الحالة لكي تعممها وفق الدستور ووفق المرحلة القادمة لشراكة حقيقية تمثل التنوع وتحديداً عندما يتحدث الجنرال مظلوم عبدي عن اللامركزية، فالإدارة الذاتية تخطو خطوات في اللامركزية قبل التوافق مع سلطة دمشق.

وذكر أن هذا الأمر من الممكن أن يوسع الفجوة بين الطرفين، ويعقّد أي تفاهمات مستقبلية إذا لم يتم احتواؤها بحلول سياسية ومقاربات جديدة وجلوس السوريين على طاولة واحدة بعيداً عن مفهوم المركزية التي أثبتت ربما فشلها في العقود الماضية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC