logo
العالم العربي

خبراء: مخاوف واشنطن بشأن سلامة الشرع رسالة سياسية فقط

خبراء: مخاوف واشنطن بشأن سلامة الشرع رسالة سياسية فقط
الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الأمريكي توم باراكالمصدر: (سانا)
13 يونيو 2025، 1:39 م

يرى خبراء أن التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن المخاوف على سلامة الرئيس السوري أحمد الشرع، تمثل رسالة سياسية أكثر من كونها تحذيرًا أمنيًا، في إطار سعي واشنطن للحفاظ على نفوذها في الملف السوري.

وأشار الخبراء إلى أن هذه التصريحات تأتي ضمن استراتيجية "الخوف الاستباقي" التي تهدف إلى تعزيز السيطرة الأمريكية على المسار السياسي في سوريا، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الإقليمية للولايات المتحدة وعلاقتها بإسرائيل.

ويبرز تناقض واضح في هذا الموقف، حيث تتزامن التحذيرات الأمريكية مع استمرار دعم غير مباشر لجماعات متطرفة وموافقة على دمج مقاتلين أجانب في الجيش السوري، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه التصريحات.

حول هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي، مازن بلال إن تحذير المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، هو تحذير سياسي أكثر منه أمني؛ لأنه مؤشر على طبيعة الاهتمام الأمريكي بالسلطة في دمشق، فالتهديد الأمني هو شرط سياسي يوضح بأن واشنطن قادرة على تقصي المؤشرات والتنبؤ بالحدث قبل حدوثه.

وأضاف بلال لـ "إرم نيوز" أن الأخطر هو الآليات السياسية التي يتم التحكم فيها عبر التلويح بالمخاطر الأمنية على الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، ففي واشنطن ليس هناك قلق على الأشخاص مهما كان موقعهم في التحالفات الأمريكية؛ لأن ما تريده الدولة العميقة في الولايات المتحدة هو درجة الالتزام بالسياسات الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك

المبعوث الأمريكي إلى سوريا: الشرع قد يكون هدفا لـ"عملية اغتيال"

 وأوضح بلال أن التهديدات الأمنية ربما تكون حقيقية، ولكن المؤشرات داخل السياسة الأمريكية هي الأهم، فالعلاقة اليوم بين واشنطن ودمشق يتم تأسيسها على منطق "الخوف الاستباقي" ومعالجته تكون بالتدخل الأمريكي بكل التفاصيل التي تُعد سيادية بالنسبة لسوريا.

بينما رأي الباحث السياسي أمجد إسماعيل الآغا، أن هذا التحذير يمكن الحديث عنه في عدة نقاط، من بينها، أن خلف الغزل الدبلوماسي الأمريكي المكشوف ثمة ذاكرة مثقلة للسوريين تحكمها وقائع دامغة لا يمكن القفز فوقها أو دفنها تحت نوايا حسنة مفترضة من قبل الولايات المتحدة.

وأضاف لـ "إرم نيوز" أن الغرب عمومًا الذي يهلل لرمزية الشرع ويحذر من المساس به، هو نفسه من عقد الصفقات التاريخية التي أبقت آل الأسد في الحكم لأكثر من خمسة عقود، وبارك انتقال السلطة من الأب إلى الابن في مشهد سياسي لم يخلُ من التهكم الدولي، لكنه مر دون اعتراض يذكر.

أخبار ذات علاقة

الرئيس السوري أحمد الشرع

حاخام أمريكي مؤيد لإسرائيل وقس على صلة بترامب يلتقيان الشرع.. ماذا بحثوا؟

وأوضح أن الرئيس السوري هو في العمق ثمرة تسوية تمت بين اللاعبين الفاعلين والمؤثرين في الملف السوري، كما أن واشنطن لا تُهندس تحالفاتها على المبادئ، بل تتخذ من المصالح منهجًا لاستراتيجيتها، ومن ضمن ذلك فإن الخشية على حياة الشرع هي في جوهرها خوف على مشروع استقرار إقليمي يطال مصالحها أولًا وتاليًا يُهدد الأمن الإسرائيلي، وبدأ فعلًا هذا المشروع يتشكل.

وأشار إلى أن النقطة الأبرز تتمثل في جُزئيتين، صحيح أن الولايات المتحدة حذرت من خطر المتشددين على حياة الرئيس الشرع، لكن الصحيح أيضًا أن الولايات المتحدة لم تحرك ساكنًا حيال الانتهاكات التي حدثت ولا تزال في سوريا، ولم تبادر أساسًا لوقف دعمها غير المباشر لمناخ التكفير والفوضى.

وبيّن أن النقطة الأخرى هي الموافقة الأمريكية على دمج المقاتلين الأجانب بالجيش السوري، وفي هذا الأمر نجد ازدواجية واضحة، كما أن واشنطن تحذر وهي حريصة (على حياة أحمد الشرع)، ولكن بالتوقيت ذاته إن الخطر القادم في الفترة القادمة من عملية الدمج هذه لا يهدد فقط حياة الشرع، بل كل السوريين.

أخبار ذات علاقة

خلال اللقاء بين ترامب والشرع في الرياض

واشنطن تمد الشرع بمستشارين أمريكيين لتنفيذ "مهام خاصة"

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC