نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 750 غارة جوية على أهداف داخل سوريا منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فيما سجلت القوات البرية الإسرائيلية نحو 133 عملية توغل في محافظات الجنوب، وفق ما أفادت به مصادر سورية مطلعة.
وذكرت المصادر في حديثها لـ"إرم نيوز" أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ عقب سقوط نظام بشار الأسد، أدت إلى تدمير شبه كامل لقدرات الجيش السوري، ما حول أجزاء واسعة من الجنوب إلى مناطق شبه منزوعة السلاح.
وأكدت المصادر أن إعادة تأهيل المؤسسة العسكرية السورية ستحتاج إلى سنوات طويلة، في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية الدفاعية، وتدمير معظم الأسلحة الثقيلة والمعدات القتالية.
وأكّدت المصادر أن القواعد الجوية العسكرية والطائرات الحربية المتمركزة فيها كانت في طليعة الأهداف التي دمّرتها الغارات الإسرائيلية، ما يعني أن سوريا باتت تفتقر كلياً إلى أي قوة جوية، وهو واقع يتطلب عدة سنوات لإعادة بناء هذه القدرات من جديد.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، التي تكثفت بعد سقوط نظام الأسد، مواقع عسكرية إستراتيجية في: دمشق، ودرعا، وحمص، وحماة، واللاذقية، ودير الزور، وحلب، وإدلب، وطرطوس، إلى جانب مدن سورية أخرى.
وشملت الهجمات جميع المطارات العسكرية، ومستودعات الأسلحة، والسفن الحربية، والأسطول البحري، وأنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى مراكز الأبحاث، ومقار المدفعية والدبابات، ومراكز القيادة العسكرية، لا سيما في مناطق الجنوب السوري.
أما على صعيد الخسائر البشرية، فقد أسفرت تلك الغارات عن مقتل نحو 75 شخصاً، كما طالت بعض المنشآت المدنية في محافظات دمشق ودرعا وحلب، ما فاقم من حجم الأضرار.
وبحسب الادعاءات الإسرائيلية، فإن العمليات العسكرية التي أدت إلى التدمير شبه الكامل للقدرات العسكرية السورية في الجنوب جاءت في إطار "إجراءات وقائية" تهدف إلى منع الفصائل المسلحة أو السلطات الجديدة في دمشق من امتلاك أسلحة قد تُهدد الأمن القومي الإسرائيلي.
وتمكّن الجيش الإسرائيلي، بعد التدمير شبه الكامل للقدرات العسكرية السورية، من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي محافظات الجنوب، وذلك عقب سيطرته الكاملة على المنطقة العازلة المعروفة بمنطقة "فض الاشتباك"، التي أنشئت بين البلدين منذ العام 1974.
ورغم الدعوات الدولية للانسحاب من الأراضي المحتلة، واحترام السيادة السورية، ترفض إسرائيل حتى الآن التخلي عن مواقعها العسكرية، ما يعمق الأزمة الإنسانية، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في الجنوب السوري.