أثار تعيين قائد جديد للفرقة 86 في الجيش السوري، والمسؤولة عن مدن شرق البلاد، الرقة والحسكة ودير الزور، جدلا واسعا بالنظر إلى السيرة الذاتية للعميد الذي يلقّب بـ "أبو حاتم شقرا"، واسمه، أحمد الهايس، ويُعرف بعداوته للمكوّن الكردي.
وأبرز ما في تاريخ العميد الذي ينحدر من ريف دير الزور الغربي، وهو من مواليد عام 1987، استهدافه من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بالعقوبات عام 2019، لاتهامه بالضلوع في عمليات قتل "غير قانونية".
كما يعد إشرافه على عمليات إعدام بإجراءات "موجزة" في سجن أحرار الشرقية خارج حلب، ومزاعم بالاتجار بالأطفال والنساء الإيزيديين، من أكثر "النقاط السوداء" في سجله، والتي كانت وراء الانتقادات الواسعة للتعيين الذي لم تُعلن عنه وزارة الدفاع السورية رسمياً بعد.
يُوصف الهايس، الذي يحمل شهادة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والتي حصل عليها عام 2023 من جامعة ماردين التركية، بأنه من أبرز الشخصيات العسكرية المنحدرة من المنطقة الشرقية، بالنظر إلى أدواره ومهامه وتنقله بين التنظيمات المسلحة منذ بدء الصراع الأهلي في البلاد.
لم يُعرف عن "أبو حاتم شقرا" أي اهتمام عسكري قبل اندلاع الصراع الأهلي في سوريا، إذ كان قبل العام 2011، يعمل بالفلاحة في بلدته "الشقرا" في ريف دير الزور الغربي، ثم عمل لفترة قصيرة في الأردن بمجال البناء، لكن فور بدء الصراع حمل السلاح لفترة قبل انضمامه الرسمي إلى "حركة أحرار الشام"، ليترقى في صفوفها ليصبح أحد قادتها العسكريين، ثم فُصل من الحركة.
وكان آخر منصب لـ "أبو حاتم شقرا" في يناير 2024 عندما تسلم قيادة "حركة التحرير والبناء" ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، خلفاً للعقيد حسين الحمادي، وهي الحركة التي تأسست في فبراير 2022، نتيجة اندماج 4 فصائل بارزة من أبناء المنطقة الشرقية، وهي: "أحرار الشرقية"، و"جيش الشرقية"، و"الفرقة 20"، و"صقور الشام - قطاع الشمال".
قبل ذلك، وفي ذروة الحملة العسكرية الي شنّها النظام السابق بإسناد روسي لاستعادة مدينة حلب من المعارضة، كان "الهايس" يؤسّس حركة "أحرار الشرقية" في 22 يناير 2016 قرب مدينة إعزاز شمالي حلب، حيث وحّد 2500 مقاتل كانوا ضمن عدد من الكتائب والألوية، مثل "فرسان الشرقية" و"الأحواز" و"درع الحسكة" و"الخطاب" و"النهروان".
فُرضت على "الهايس" عقوبات أمريكية وعلى فصيله "أحرار الشرقية" في العام 2019، عندما اتهمته وزارة الخزانة حينها، بالضلوع في عمليات قتل غير قانونية، من بينها اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف وعدد من مرافقيها.
كما ورد في بيان العقوبات أن "الهايس" أشرف على سجن للفصيل خارج حلب يُتّهم بارتكاب انتهاكات واسعة، بما في ذلك عمليات إعدام بحق معتقلين منذ 2018.
استمرّ الاستهداف الأمريكي لـ "الهايس" بالعقوبات في 2021، بعد اتهامه بالتواطؤ بشكل مباشر في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها ميليشياته، منها مزاعم بإشرافه على عمليات إعدام بإجراءات موجزة في سجن أحرار الشرقية خارج حلب، والاتجار بالأطفال والنساء الإيزيديين،، كما استوعبت الجماعة مقاتلين سابقين من تنظيم داعش.
يتوقع أن يثير المنصب الجديد لـ "حاتم أبو شقرا" غضب المكوّن الكردي في سوريا؛ إذ ينتقده الأكراد بشدة لإعدامه هفرين خلف، البالغة من العمر 34 عاماً، وسائقها فرهاد رمضان على جانب الطريق في أكتوبر 2019.
ووقعت عملية القتل خلال الهجوم البري التركي الأخير على شمال شرق سوريا الذي يهيمن عليه الأكراد.
وعبّرت والدة خلف، سعاد مصطفى، عن غضبها الشديد عندما شوهد أبو شقرا حاضراً في حفل أداء الرئيس السوري أحمد الشرع لليمين في أواخر يناير. وقالت في بيان: "لا أقبل أن يكون لقتلة هفرين دور في مستقبل سوريا. كيف يمكن أن يكون للقتلة والمجرمين والعصابات دور"؟
