كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية تفاصيل جديدة لما وصفتها بـ "الضربة الدقيقة" لاغتيال قائد حركة حماس في غزة، محمد السنوار، في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي يوم الـ13 من مايو/ أيار الماضي، في غرفة ضيقة أسفل مستشفى غزة الأوروبي غرب خان يونس.
وطرحت الصحيفة فرضيات جديدة لمقتل السنوار، بين الصدمة والاختناق والجوع، فيما نقل الجيش الإسرائيلي الجثة إلى تل أبيب لتحديد السبب المباشر للوفاة.
وفي محاولة لإظهار أن الهجوم كان جزءًا من ضربة دقيقة، سمح الجيش الإسرائيلي للصحيفة البريطانية بالوصول إلى الغرفة أسفل مستشفى في غزة، والتي يُعتقد أنها كانت المخبأ الأخير لمحمد السنوار.
وأظهرت صور نشرتها "التلغراف" دماءً متجمدة لا تزال مرئية على الأرض بجانب بضع مراتب متسخة، وبندقيتين إسرائيليتين من طراز M16 من "غنائم" هجوم الـ7 من أكتوبر، عُلّقتا على الحائط، كما أظهرت لقطات كاميرات المراقبة جثثًا مُلقاة، وأنقاضًا تتساقط على المنطقة، تاركة وراءها حفرة كبيرة.
تنقل "التلغراف" عن أحد الضباط وصفه للغارة بأنها كانت "من الطراز العالمي"، مضيفًا "تمكنا من قتل إرهابي بارز كان يختبئ تحت مستشفى".
ومع ذلك، لاقت الغارة الجوية إدانة دولية آنذاك، فرغم أن المستشفى نفسه لم يقصف، لكن يبدو أنها أصابت مدخله مباشرة، حيث كان المرضى وذووهم يسيرون.
وبحسب تقارير سابقة، فقد استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات رباعية المراوح دون طيار، لإطلاق النار على أشخاص يسارعون لمساعدة المحاصرين في الانفجارات الأولية.
أصرّ الجيش الإسرائيلي على أن الهجوم المجاور للمستشفى كان يستهدف الأنفاق، التي تحفرها حماس باستمرار بالقرب من البنية التحتية المدنية وتحتها.
زيارة النفق
ولتأكيد روايته، سمح الجيش الإسرائيلي يوم الأحد بدخول صحفيين غربيين إلى النفق "الذي تفوح منه رائحة التحلل البشري"، وفق وصف "التلغراف"
وقال أحد الجنود للصحفيين "اضطررنا لتهوية المكان لبضعة أيام قبل السماح لأي شخص بالنزول إليه. عندما ينهار نظام نفق كهذا وتكون هناك جثث، تتراكم الغازات".
يقول الجيش الإسرائيلي، إنه ألقى ذخائر متخصصة على جانبي المستشفى؛ ما أدى إلى قطع جزء من النفق يبلغ طوله حوالي 20 مترًا.
لكن لا تزال أسباب وفاته غير واضحة، بحسب "التلغراف"، التي تنقل عن مصادر إسرائيلية ترجيح أن تكون موجات الصدمة الناتجة عن الانفجارات قتلت السنوار بسهولة.
وبينما يبدو جزء النفق سليمًا بشكل غريب، حيث لا تزال أسلاك الاتصالات والمعدات الأخرى في مكانها، فإن أحد الضباط الإسرائيليين الكبار يؤيد فرضية وفاة السنوار "اختناقًا في الساعات التي تلت الانفجارات"، وغير مستعبد احتمال وفاته "جوعًا".
ونشر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد لقطات لجثة السنوار ملفوفة بكيس أبيض، وتُسحب من مجمع الأنفاق بحبل، قبل نقلها إلى تل أبيب.
كما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل محمد سباعنة، قائد لواء رفح، الذي يُقال إنه القائد الكبير الوحيد في حماس الذي شغل المنصب نفسه الذي شغله مباشرة بعد هجمات الـ7 من أكتوبر.
جاء تأكيد مقتل السنوار في الوقت الذي صعّدت فيه إسرائيل هجومها على القطاع، مُطبّقة استراتيجية جديدة للاستيلاء والاحتجاز.