اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
تتضارب الأنباء حول الجثة التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي في مجمّع تحت الأرض قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس، والتي تخضع لفحوصات للتأكد مما إذا كانت تعود إلى محمد السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، والذي أُعلن مقتله، الشهر الماضي، وفق ما أفادت به عدة وسائل إعلام عبرية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، عثوره على جثة السنوار، لكنه عاد وأوضح أنه لا يزال يتحقق من هويتها، فيما يحتفظ الجيش كذلك بجثة شقيقه الأكبر، يحيى السنوار، في موقع سري.
ووفق المصادر ذاتها، وُجدت الجثة في المنطقة نفسها التي استُهدف فيها محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، القائد السابق لحماس في غزة، والذي قُتل هو الآخر، العام الماضي، في غارة إسرائيلية.
وقُتل محمد السنوار، في 13 مايو/أيار الماضي، إثر غارة جوية استهدفته في خان يونس.
وعلى الرغم من أن تقديرات أولية صدرت فور الغارة رجّحت مقتله، فإن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد ذلك، رسميًا، إلا قبل أسبوع، مشيرًا إلى أن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل قائد لواء رفح، محمد شبانة.
وبحسب تحليل الصحف العبرية، طوّر سلاح الجو الإسرائيلي، خلال الأشهر الأخيرة، أسلوبًا جديدًا لاستهداف القيادات العليا لحماس المتحصنين تحت الأرض.
ويعتمد هذا الأسلوب على "فرق اغتيال" مكوّنة من أسراب قتالية واستخباراتية تعمل بتنسيق مشترك، وتستخدم معلومات استخباراتية غير تقليدية لجمع البيانات، وتنفيذ عمليات دقيقة.
وشملت العملية مراحل متعددة، تم خلالها استهداف نقاط محددة على طول مسار نفق تحت الأرض بهدف انهياره وسد طرق الهروب، مع تأمين المنطقة لمنع أي محاولة إنقاذ أو تدخل.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم السبت، إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قدّم شكوى إلى قائد الوحدة المدرعة بسبب تسريب معلومات حساسة، رغم أن الجيش كان قد طلب صباحًا من جميع المراسلين العسكريين ووسائل الإعلام الامتناع عن النشر إلى حين الانتهاء من فحص الجثث، وتحليل النتائج في موقع العملية.
ومع ذلك، قررت إذاعة الجيش الإسرائيلي تجاهل هذا الطلب، ونشرت التفاصيل رغم تعليمات المتحدث العسكري، العميد إيفي دوفيرين، بعدم الكشف عنها في تلك المرحلة.
ووفق الرواية الإسرائيلية، نُفذت عملية اغتيال محمد السنوار قرب المستشفى الأوروبي، حيث استُهدف الممر الأرضي بأكثر من 50 قذيفة دقيقة خلال أقل من نصف دقيقة، دون التأثير على سير العمل في المستشفى.
وفي بيان صدر قبل أسبوع، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "تم القضاء على قيادات حماس أثناء وجودهم داخل مجمّع للقيادة والسيطرة تحت الأرض، أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس، ما شكّل تهديدًا مباشرًا للسكان المدنيين في المنطقة".
وأضاف أن "العملية نُفذت من قبل القيادة الجنوبية وسلاح الجو، بناءً على توجيه استخباراتي دقيق من شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الشاباك، في ظل اتخاذ قرارات عملياتية معقّدة من قبل رئيس الأركان ورئيس الشاباك".
وعرض الجيش الإسرائيلي صورة توضيحية للبنية التحتية تحت المستشفى، مدّعيًا أنها كانت تضم مواقع قيادة لقيادات حماس.
وعقب الإعلان عن مقتل السنوار، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدات مباشرة إلى قيادات حماس، خاصة عز الدين حداد في غزة، وخليل الحية في الخارج، قائلاً "الآن أصبح الأمر رسميًا؛ يد إسرائيل الطويلة ستلاحق جميع المسؤولين عن الجرائم والفظائع التي ارتُكبت في السابع من أكتوبر".
وأضاف: "سواء كانوا قريبين أو بعيدين، سيتم القضاء عليهم"، متابعًا "عز الدين حداد، وخليل الحية، وشركاؤهما في الجريمة هم التالي في طابور التصفية".