تعيد إسرائيل رسم خريطة غزة، وتحصر الفلسطينيين في ثلث القطاع، حيث أعلنت نحو 70% من الجيب إمّا "منطقة حمراء" عسكرية وإمّا تحت الإخلاء، بحسب تقرير وخرائط لصحيفة "واشنطن بوست".
ومنذ خرق وقف إطلاق النار، في مارس الماضي، قامت القوات الإسرائيلية بتغيير خريطة غزة بشكل كبير، وفقًا للأمم المتحدة؛ ما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جيوب متقلصة باستمرار.
كما وسّعت خلال ستة أسابيع "منطقتها الأمنية"، المعروفة أيضًا بالمنطقة العازلة، على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر، ويزعم الجيش أن هذه الخطوة تهدف إلى منع هجوم لحماس مماثل لهجوم الـ7 من أكتوبر 2023 على جنوب البلاد.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى عدم نيتهم التخلي عن هذه المنطقة، إذ تُعتبر هذه المناطق، التي ينتشر فيها الجيش، "مناطق محظورة"، ويواجه الفلسطينيون خطر التعرض لإطلاق النار إذا اقتربوا منها.
وكان أكبر توسع من هذا القبيل في مدينة رفح جنوب غزة، التي أُمر الفلسطينيون بإخلائها الشهر الماضي مع دخول القوات الإسرائيلية.
وتقع رفح على الحدود مع مصر، وكان ممر فيلادلفيا، الذي تسيطر عليه إسرائيل على طول تلك الحدود، جزءًا من المنطقة العازلة. هذا الشهر، أعلنت إسرائيل أن المنطقة العازلة تمتد الآن شمالًا إلى مدينة خان يونس وممر موراج المُعلن حديثًا.
وبينما يقول قادة إسرائيل، إن هذه الخطوات ضرورية للأمن وللضغط على حماس لإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم، أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين أيضًا إلى أن هذه التغييرات الإقليمية قد تنذر باحتلال ممتد لغزة قد يستمر لأشهر أو أكثر.
وتشمل المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء الآن نصف آبار المياه في القطاع والعديد من المرافق الطبية وغيرها من المرافق الحيوية، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ولم يغادر جميع المدنيين بعض المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء.
وفي الأشهر الأولى من الحرب، هدمت القوات الإسرائيلية المباني والحقول الزراعية لإنشاء منطقة عازلة أولية، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن هذا كان ضروريًّا للقضاء على أنفاق حماس ومنع هجوم آخر، فيما اعتبر خبراء قانونيون أن أساليب الجيش تنتهك القانون الدولي.
وكجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، سحبت إسرائيل قواتها في البداية، محتفظة بمنطقة عازلة بعرض يتراوح بين 700 و1000 متر (أو نحو نصف ميل) داخل غزة.
وشكلت هذه المنطقة نحو 17% من مساحة القطاع، وفقًا لمنظمة غيشا الحقوقية الإسرائيلية، التي ترصد حركة السكان في غزة. كانت هذه المناطق مناطق عسكرية مغلقة، ما حال دون وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم أو منازلهم.