تجري إسرائيل مشاورات مكثفة من أجل استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بآلية جديدة خلال الفترة المقبلة؛ ما يثير التساؤلات عن مصير صفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار مع حركة حماس.
ووفق المؤسسات الدولية، فإن الأغذية نفدت من مخازن المؤسسات الإنسانية بالقطاع، وذلك بعد نحو الشهرين من الإغلاق الإسرائيلي المشدد لجميع المعابر، في حين لم يتوصل الوسطاء لأي اتفاق بين طرفي القتال في غزة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة مسألة "غير قابلة للتفاوض"، قائلًا: "منذ نحو شهرين، منعت إسرائيل الغذاء والوقود والأدوية والإمدادات التجارية من دخول غزة؛ ما حرم أكثر من مليوني شخص من الإغاثة المنقذة للحياة".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "إسرائيل تعمل من أجل إيجاد حل يخفف الضغط الدولي والإقليمي عليها فيما يتعلق بقرار منع إدخال المساعدات لقطاع غزة"، لافتًا إلى أن التسريبات الإعلامية لا تكشف عن خطة واضحة بهذا الشأن.
وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك بمنزلة خطة بديلة لإسرائيل في حال فشلت المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس"، مشددًا على أن الحديث عن هذه الخطة نوع من أنواع الضغط الذي تمارسه حكومة بنيامين نتنياهو على الحركة.
وأضاف "في حال لم تنجح المفاوضات بين حماس وإسرائيل في التوصل لاتفاق جديد؛ فإن الأخيرة ستعمل على رفع وتيرة القتال واعتماد خطة المنطقة الإنسانية لتوزيع المساعدات؛ ما سيمكنها من المضي قدمًا بالحرب دون أي انتقادات دولية".
وتابع "إسرائيل تشعر بالقلق جراء الضغوط المستمرة عليها من أجل استئناف إدخال المساعدات، ونتنياهو لا يريد اتخاذ قرار بهذا الشأن دون اتفاق جديد مع حماس، خاصة أن ذلك سيكون سببًا في انهيار ائتلافه الحكومي".
ويرى الخبير في الشأن السياسي، إياد جودة، أن "إسرائيل تعمل على سياسة جديدة في غزة لفرض السيطرة العسكرية والأمنية على القطاع"، مشددًا على أن ذلك لا يمكن أن يلقى قبولًا من أي طرف فلسطيني، خاصة أن أهدافه تثير القلق.
وقال جودة، لـ"إرم نيوز"، إن "اسرائيل تسير في اتجاهين وبخطوط متوازنة؛ فهي من ناحية تحاول أن يستوعب العقل الجمعي ما تخطط له، وفي الوقت نفسه تزيد الضغوط على السكان وحركة حماس للتوصل لاتفاق للتهدئة".
وأوضح أن "الحل الوحيد لقطع الطريق أمام أي مخططات إسرائيلية هو التوصل لاتفاق جديد بعيدًا عن أي مسميات"، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن يقبل الطرف الفلسطيني بأي جهود تهدف للتوصل لاتفاق لتبادل الرهائن".
وزاد: "بتقديري إسرائيل تدرك صعوبة تنفيذ مخطط المنطقة الإنسانية لتوزيع المساعدات، واستحالة قبول السكان به؛ ما يؤكد أن ما يجري الحديث عنه هو محاولات لدفع المفاوض الفلسطيني نحو تقديم التنازلات للتوصل لاتفاق"، وفق تقديره.