رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

فرنسا تدخل لبنان عبر الرئاسة.. تقاسم أدوار أم صراع نفوذ؟

مستشارة ماكرون تلتقي قائد الجيش اللبنانيالمصدر: حساب الجيش اللبناني في "إكس"

جاءت زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، آن كلير لوغاندر، إلى بيروت في توقيت حرج وسط استمرار التصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان، حسبما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة أشارت إلى أن الزيارة تحمل ملفات سياسية وأمنية مهمة تتصل بإحياء الدور الفرنسي في لبنان.

وذكرت المصادر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن باريس تسعى عبر هذه الزيارة إلى إعادة تفعيل حضورها الإقليمي بعد تراجع دورها في الشرق الأوسط، من خلال تحرك مباشر بإشراف الرئاسة الفرنسية لا وزارة الخارجية، بهدف لعب دور متوازن ومستقل في الملف اللبناني.

وأكدت أن تلك الخطوة تأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة من باريس للموازنة بين التنسيق مع واشنطن وتجنب أن تبدو تابعة لها في إدارة الأزمة اللبنانية.

أخبار ذات علاقة

توغل إسرائيلي جنوبي لبنان

ملف السجناء بين فرنسا وإيران.. هل ينقذ لبنان من ضربة إسرائيل المنتظرة؟

إحياء الدور الفرنسي التقليدي

وقالت المصادر إن زيارة المستشارة الفرنسية إلى لبنان جاءت في وقت حساس مع استمرار القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، في وقت حملت معها عدة ملفات مهمة للبنان، من بوابة إحياء الدور الفرنسي.

وأضافت المصادر أن هذه الزيارة أتت في وقت حساس منذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بما في ذلك وضع قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) التي ترى فيها فرنسا مدخلاً لإرساء الاستقرار في جنوب لبنان.

وأوضحت المصادر أن فرنسا بعد التراجع الكبير لدورها في الشرق الأوسط تحاول العودة من لبنان لاستعادة دورها وألا يكون دورا تابعا لأي جهة، من خلال التوجه في الملف اللبناني من الرئاسة الفرنسية وليس عبر الخارجية كما حدث سابقاً.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الزيارة تحمل رسالة مهمة لجميع الشركاء في هذا الملف بما في ذلك الحكومة اللبنانية التي تنتظر منها إتمام الملفات العالقة وبالأخص ملف سلاح حزب الله، ومعالجة ملف الانتخابات مقابل المساعدة في الإصلاحات وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي.

وأكدت المصادر أن الدخول الفرنسي مهم جداً، لكن يبقى عامل التوقيت الحرج الذي دخلت فيه باريس والمنطقة ككل متوترة، ما يعني أن اندفاع باريس سيصطدم بعراقيل سياسية وتنفيذية معاً، فضلاً عن موقف إسرائيل المتصلب تجاه أي تدخل خارج الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

أنصار حزب الله يحيون ذكرى اغتيال نصر الله ببيروت

اختبار السيادة بدأ.. هل تكسر الرئاسة اللبنانية قبضة "حزب الله"؟

فشل أمريكي في إدارة الملف

من جانبها، قالت أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، ليلى نقولا، إن توقيت الزيارة الفرنسية يتزامن مع اقتناع أمريكي- عربي بعدم قدرة الأمريكيين على ممارسة ضغوط أكبر على لبنان، خاصة بعدما تبين أن تلك الضغوط وعدم فهم المبعوثين الأمريكيين التركيبة اللبنانية وعدم فهمهم مدى قدرة الحكم في لبنان على تنفيذ المطالب الأمريكية.

وأضافت الأكاديمية اللبنانية، لـ"إرم نيوز"، أن هذه التركيبة للمبعوثين الأمريكيين، أدت إلى فشل مهمة المبعوث الأمريكي توم برّاك الذي اعتمد سياسة الضغط الأقصى والإنذارات المباشرة ولوم اللبنانيين وتهديدهم، هو الذي استدعى التحرك الفرنسي.

وأوضحت أن هذه الزيارة تعكس قلقاً من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، ورفض إسرائيل كل المبادرات، وإعلان أمين عام حزب الله نعيم قاسم أن الصبر له حدود، وأن الحزب لن يسلم سلاحه.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي للبنان توم باراك

مهلة أخيرة.. باراك يحذر لبنان من هجوم إسرائيلي إذا لم يحسم "ملف السلاح"

تعاون أوروبي-عربي

وأشارت نقولا إلى أن الفرنسيين يحاولون التقاط الفرصة المناسبة لرعاية تسوية قد تقودها مصر، خاصة بعد أن استطاع العرب أن يحققوا خرقاً في جدار الشروط المتباينة بين إسرائيل وحماس، بشكل أدى إلى وقف إطلاق النار في غزة، منوّهة أنه في حال استطاعت المبادرة المصرية أن تخترق جدار الأزمة، يمكن لفرنسا أن تشكّل رافعة أوروبية-دولية، أي دعم المبادرة المصرية بثقل دولي، عبر ربط أي خطة أمنية بـالدعم الأوروبي للجيش اللبناني، ولإعادة الإعمار في لبنان.

ورأت أن محاولة إعادة تفعيل الدور الفرنسي في لبنان بعد فترة من الجمود الدبلوماسي الفرنسي وغياب المبادرات الفعّالة، تسعى باريس من خلال هذه الزيارة إلى إعادة تثبيت حضورها السياسي في الساحة اللبنانية. كما أن التحرك الفرنسي قد يحمل أيضاً رسالة أوروبية مفادها أن أوروبا لا يمكن أن تبقى متفرجة أمام احتمالات انفجار أمني جديد أو انهيار شامل في لبنان؛ لما لذلك من تداعيات على ملف الهجرة والأمن الإقليمي.

 ولفتت إلى أن التحليل الواقعي يُظهر أن التحرك الفرنسي لا ينفصل تماماً عن الولايات المتحدة وأن أي مقاربة أو مبادرة فرنسية لا تأخذ بعين الاعتبار الموقف الأميركي سيكون مصيرها الفشل وهو ما حصل للمبادرات الفرنسية السابقة في لبنان والتي وصلت إلى حائط مسدود.

وذكرت أنه على الرغم من ذلك، قد يكون هناك بعض الفروقات في المقاربة: أولها، تقاطع في الأهداف، واختلاف في الأساليب، كلٌّ من باريس وواشنطن يسعيان إلى منع الانهيار الكامل للبنان وضمان الاستقرار الأمني على الحدود مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله، غير أن فرنسا، بخلاف واشنطن، تُفضّل المقاربة السياسية–التوافقية مع كل الأطراف، بما فيها "حزب الله"، بينما تعتمد واشنطن سياسة الضغط والعقوبات لاحتواء نفوذ الحزب.

أخبار ذات علاقة

جنود من "اليونيفيل" في لبنان

تفكيك تدريجي ومهام جديدة.. هل بدأت "يونيفيل" تنفيذ قرار الانسحاب من لبنان؟

تقاسم أدوار.. لا صراع نفوذ

وحول الفرق الثاني، بيّنت أنه تقاسم أدوار وليس صراع نفوذ، متوقعة أن التحرك الفرنسي يتمّ بالتنسيق (غير المعلن) مع واشنطن، ضمن توزيع أدوار: فرنسا تتحرك في المساحة الدبلوماسية التي يصعب على الأمريكيين الدخول إليها مباشرة، مستفيدة من شبكة علاقاتها التقليدية في لبنان، بينما تراقب واشنطن النتائج وتدير المشهد من الخلف وتضع الضوابط لأي مبادرة (ما هو مقبول وما هو غير مقبول).

وأضافت أن باريس تراهن على أن الحوار والانخراط مع جميع القوى اللبنانية قد يمنحها ورقة تفاوض إضافية في الإقليم، وخصوصاً مع إيران، في المقابل تقوم الولايات المتحدة بمنح فرنسا هامشاً من التحرك السياسي الداخلي طالما أنه لا يتعارض مع مصالحها الاستراتيجية.

ووصفت العلاقة بين باريس وواشنطن تجاه ملف الأمن اللبناني بأنها تنسيق استراتيجي ضمن تباين تكتيكي يعتمد على تقاسم الأدوار وقيام فرنسا بمهمات تخدم الأهداف والمصالح الأميركية، فقد أثبتت الأداة الأميركية، المتمثلة في التهديد بعودة الحرب وفرض المهل الزمنية، أنها أداة ضغط قوية، ولكن غير كافية لدفع الحكومة والجيش اللبناني إلى نزع سلاح حزب الله؛ إذ تفتقر الدولة اللبنانية على القدرات الكافية للحسم الذي تريده واشنطن.

واختتمت الأكاديمية حديثها بالقول، إن فرنسا تتدخل الآن لتمارس دور المُيسّر، فبينما تركز واشنطن على نزع السلاح كشرط مسبق للهدوء، قد تكون فرنسا أكثر استعداداً لطلب وقف العدوان الاسرائيلي كـخطوة أولى لكسر الجمود، وهو ما يختلف عن إصرار الموقف الأمريكي-الإسرائيلي الذي يطالب لبنان بنزع السلاح أولاً.
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC