الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

مقامرة ترامب المزدوجة.. تحشيد عسكري في الكاريبي وانسحاب من الشرق الأوسط

حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" المصدر: أ ف ب

غادرت حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد ر.  فورد شرق البحر الأبيض المتوسط لتتجه نحو البحر الكاريبي، في إطار الحشد العسكري الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا.

تأتي هذه الخطوة بأوامر من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث وبمباركة الرئيس دونالد ترامب، الذي وصف الحشد بأنه جزء من "صراع مسلح مع عصابات المخدرات".

وبحسب موقع "المونيتور"، فإن التحرك يمثل أول مرة منذ نحو عام تخلو فيها منطقة الشرق الأوسط من حاملة طائرات أمريكية، وهو ما يقلص قدرة واشنطن على تنفيذ ضربات متحركة أو رد سريع على أي تطورات أمنية في المنطقة حتى وصول وحدة بحرية بديلة. 

ويقول محللون ومسؤولون عسكريون سابقون إن الهدف من إرسال فورد إلى أميركا الجنوبية يتجاوز مكافحة تهريب المخدرات، إذ يبدو أنه محاولة للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لإجباره على التراجع أو الاستقالة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب ونيكولاس مادورو

شرارة من الكاريبي.. ماذا لو كررت واشنطن سيناريو العراق في فنزويلا؟ (فيديو إرم)

في الوقت نفسه، تأتي هذه الخطوة وسط تقليص متدرج للقوة الرادعة الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة بعد الموافقة على ضربات قاذفات بي-2 على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، في يونيو/حزيران، والتي أثارت توترًا إقليميًا كبيرًا.

لا يعني رحيل فورد أن الولايات المتحدة خالية تمامًا من القدرات الجوية، فأسطول الطائرات إف-16 وإف-15 والبنية التحتية للتزود بالوقود في السعودية والأردن ما زالت موجودة؛ إلا أن تنفيذ ضربات سريعة يتطلب إذنًا دبلوماسيًا، ما يحد من سرعة الاستجابة.

وتظل المنطقة تحت وطأة توترات متعددة، أبرزها التوتر الإسرائيلي-اللبناني مع اقتراب موعد نهاية العام لنزع سلاح حزب الله، واستمرار إسرائيل في قصف مواقع بقطاع غزة رغم وقف إطلاق النار الهش. 

كما يبقى البرنامج النووي الإيراني محور قلق دولي، مع استمرار طهران في التخصيب النووي ورفض المرشد علي خامنئي أي مفاوضات جديدة مع واشنطن، رغم التهديدات المتكررة من ترامب بضرب المنشآت الإيرانية.

ويقول خبراء عسكريون إن غياب حاملة الطائرات في المنطقة قد يحد من قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغط العسكري المباشر، لكنه لا يلغيه كليًا بفضل الطائرات المتقدمة وقوات العمليات الخاصة المنتشرة في المنطقة.

 حشد عسكري في الكاريبي

مع وصول فورد المتوقع خلال أسبوع تقريبًا إلى المياه القريبة من فنزويلا، ستعزز الولايات المتحدة حوالي 10 آلاف جندي أمريكي في المنطقة، بينهم 4500 جندي من مجموعة الاستعداد البرمائي الثانية والعشرين/وحدة المشاة البحرية الاستكشافية. 

أخبار ذات علاقة

وينستون بيترز

شملت إيران وفنزويلا.. نيوزيلندا توسع العقوبات على أسطول الظل الروسي

كما تمركزت طائرات "إف-35" في بورتوريكو، وأرسلت القوات الجوية قاذفات بعيدة المدى من طراز بي-1 بالقرب من السواحل الفنزويلية كعرض للقوة.

أثارت الخطوة تساؤلات حول مدى توافق الحشد العسكري مع الهدف المعلن لمكافحة تهريب المخدرات، إذ يقول محللون إن القوة المتمركزة تتجاوز بكثير ما هو مطلوب لمهام مواجهة القوارب المدنية المزمع اعتراضها.

وأشار المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل إلى أن هذا الانتشار سيعزز قدرة واشنطن على "تعطيل تهريب المخدرات وتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية"، لكنه يعكس أيضًا نهج إدارة ترامب في تحويل اهتمام الولايات المتحدة نحو نصف الكرة الغربي، مع إبقاء الشرق الأوسط تحت تهديد مستمر، لكنه أقل مرونة من الناحية العسكرية.

التداعيات على الشرق الأوسط

إن إعادة انتشار حاملة الطائرات فورد نحو أمريكا اللاتينية تمثل إشارة واضحة لتحول التركيز الإستراتيجي للولايات المتحدة، لكنها تترك الشرق الأوسط بلا وجود بحري متحرك مباشر للمرة الأولى منذ عام تقريبًا. 

أخبار ذات علاقة

نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز

بعد استضافة مدمرة أمريكية.. فنزويلا تعلق اتفاقيات الطاقة مع ترينيداد

ويعني ذلك أن أي تصعيد محتمل في إسرائيل أو لبنان أو فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني سيتطلب وقتًا أطول واستثمارات دبلوماسية أكبر، ما قد يزيد من مخاطر التوترات الإقليمية في الفترة المقبلة.

في الوقت نفسه، يظهر الحشد العسكري في الكاريبي قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ عمليات واسعة النطاق خارج منطقة الشرق الأوسط، وهو مؤشر على تحوّل السياسة الخارجية الأمريكية نحو ضغط أكبر في نصف الكرة الغربي مع الحفاظ على وجود جوي محدود في الشرق الأوسط، لكنه أقل قدرة على المناورة السريعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC