ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

رسائل "جيرالد فورد" الأمريكية في الكاريبي تتعدى فنزويلا إلى الصين وروسيا

حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" المصدر: أ ف ب

أكد خبراء في العلاقات الدولية أن توجيه حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" إلى البحر الكاريبي يمثل التحرك الأمريكي الأكثر قوة في المنطقة اللاتينية أخيرًا، ويحمل رسائل واضحة من واشنطن إلى روسيا والصين.

وأوضحوا أن أبرز هذه الرسائل يتمثل في الدفع باتجاه تغيير النظام في فنزويلا، مع اتباع استراتيجية تقوم على تجنب إنزال جنود على الأرض، وترك مهمة التغيير للمعارضة الداخلية. كما يهدف هذا التحرك إلى إظهار وإبراز قوة وهيمنة الولايات المتحدة وتأكيد نفوذها في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

أخبار ذات علاقة

سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية ترسو في مدينة بنما

"تطهير الفناء الخلفي".. أهداف أمريكا في حملة فنزويلا تتجاوز مادورو

تأمين الحديقة الخلفية

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن وجود الحاملة في مياه الكاريبي يعد بمرتبة وجود قاعدة عسكرية عائمة، الأمر الذي يعد تلويحا من أبرز القوى الضاربة للولايات المتحدة على الوجود الدولي، في ظل التأكيد أمام روسيا والصين أنها لا تقبل المنافسة أو تهديد الهيمنة في "الحديقة الخلفية" لها.

ويهتم ترامب في ظل هذه التحركات العسكرية الضخمة، بإقناع المواطن الأمريكي بأن الهدف من ذلك ليس تغير نظام نيكولاس مادورو، بل محاربة منظمات تهريب المخدرات إلى الولايات التحدة، ولكن هذه المواجهة لا تحتاج هذا الكم الهائل من القوة العسكرية الضخمة.

وكانت قد أعلنت وزارة الحرب الأمريكية أخيرا أن الجيش الأمريكي بصدد إرسال حاملة طائرات إلى المياه قبالة أمريكا الجنوبية، في أحدث تصعيد وتحشيد القوات العسكرية بالمنطقة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، شون بارنيل، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن وزير الحرب بيت هيغسيث أمر بنشر حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" والمجموعة الهجومية التابعة لها إلى القيادة الجنوبية الأمريكية، "لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على كشف ومراقبة وإعاقة الجهات والأنشطة غير المشروعة التي تهدد سلامة وازدهار البلاد". 

ورأت أوساط سياسية وعسكرية أمريكية، ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، هذه الخطوة بأنها محاولة للقضاء على عمليات تهريب المخدرات وزعزعة استقرار نظام مادورو.

أخبار ذات علاقة

قاذفة قنابل أمريكية من طراز "بي-1"

قاذفات عابرة تؤجج الكاريبي.. هل تستعد واشنطن لحرب وشيكة في فنزويلا؟

تغيير النظام في كاركاس

ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نيويورك، البروفيسور رسلان إبراهيم، إن الهدف غير المعلن من التحركات العسكرية الأمريكية الكبرى في الكاريبي هو تغيير نظام الحكم في كراكاس عبر نشر هذه القوات الكبرى في المنطقة، ولكن عبر عنصر مهم وهو من دون تدخل أمريكي مباشر على الأراضي الفنزويلية.

وأضاف إبراهيم في حديث لـ"إرم نيوز" أن الرهان من واشنطن يكمن في أن هذا الضغط العسكري الأمريكي من الخارج قد يؤدي إلى انهيار النظام، وإضافة إلى ذلك تعمل الولايات المتحدة مع المعارضة الفنزويلية ضد نظام مادورو

وبيّن إبراهيم أن الرئيس ترامب يحاول إقناع المواطن الأمريكي أن التحركات العسكرية الأمريكية في هذه المنطقة لا تهدف إلى تغير النظام بل محاربة منظمات تهريب المخدرات إلى الولايات التحدة، ولكن هذه المواجهة لا تحتاج هذا الكم الهائل من القوة العسكرية الضخمة.

وأردف بأن الرئيس ترامب انتقد بشدة رؤساء أمريكا السابقين مثل بيل كلينتون وباراك أوباما وجورج بوش وجو بايدن، على قيامهم بتغير أنظمة حكم أخرى مثل العراق ، وهو اعتمد في حملته الانتخابية على رفض إرسال قوات أمريكية إلى دول لتغيير نظامها. وتابع أن ترامب يرغب في تغير النظام ولكن دون إرسال القوات الأمريكية داخل فنزويلا على الأرض.

وأوضح إبراهيم أن هناك هدفا مهما يعمل عليه ترامب عبر هذه التحركات العسكرية الضخمة، وهو إبراز وإظهار قوة الولايات المتحدة في المنطقة وتقديم رسالة بهيمنتها في العالم. 

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو ودونالد ترامب

يروج لصورة "صانع السلام".. لماذا يريد ترامب مهاجمة فنزويلا؟‎

"حكم العالم بالحديد"

فيما أوضح رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، د. الحسين كنون، أن حاملة الطائرات الأمريكية رسالة عسكرية قوية من إدارة ترامب إلى فنزويلا، في ظل عمل الرئيس الجمهوري على تحشيد كل القوى من أجل الإطاحة بنظام مادورو، لافتا إلى أن وجود الحاملة في مياه الكاريبي يعد بمرتبة قاعدة عسكرية عائمة من أبرز القوى الضاربة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأفاد كنون في حديث لـ"إرم نيوز" بأن هذه الخطوة يمكن قراءتها أيضا كرسالة مباشرة أو غير مباشرة لدعم المعارضة الفنزويلية التي تتصدرها ماريا كورينا ماتشادو، التي حصلت أخيرا على "جائزة نوبل" للسلام، مشيرا إلى أن هذا التصعيد يعكس بوضوح موقف الولايات المتحدة والرئيس ترامب الذي يدعو إلى دعم المعارضة سواء في السابق أو في الوقت الحالي، في إطار تدعيم التحركات ضد نظام مادورو.

وأكد كنون أن ما يحدث يمثل رسالة قوية وواضحة مفادها أن إدارة ترامب، خاصة في هذه الولاية، هي إدارة قوية تسعى إلى حكم العالم بقبضة من حديد عبر القوة العسكرية والقوة الناعمة والدبلوماسية والمفاوضات، مع توظيف الدهاء والذكاء السياسي.

ولفت كنون إلى أن الولايات المتحدة، بحكم كونها أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم وتمتلك من السلاح والعتاد والاقتصاد ما يؤهلها لقيادته، تخوض اليوم تنافسا واضحا مع الصين وروسيا، إلا أن التحركات الأخيرة تؤكد أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو مزيد من التصعيد ضد نظام مادورو وتعزيز دعمها للمعارضة الفنزويلية في هذا الاتجاه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC