logo
العالم

يروج لصورة "صانع السلام".. لماذا يريد ترامب مهاجمة فنزويلا؟‎

نيكولاس مادورو ودونالد ترامبالمصدر: رويترز

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقدّم نفسه باعتباره "رئيس السلام"، يقود في الواقع واحدة من أكثر الحملات العسكرية جرأة في أمريكا اللاتينية منذ عقود، مستهدفًا نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا تحت غطاء "مكافحة المخدرات".

ووفق تقرير الصحيفة المطول، فإن إدارة ترامب التي تعهدت سابقًا بإنهاء الحروب الخارجية المكلفة، باتت تنخرط في سلسلة من الضربات الجوية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، أسفرت حتى الآن عن مقتل العشرات.

أخبار ذات علاقة

قاذفة قنابل أمريكية من طراز "بي-1"

قاذفات عابرة تؤجج الكاريبي.. هل تستعد واشنطن لحرب وشيكة في فنزويلا؟

 فقد نفذت القوات الأمريكية 8 غارات على زوارق اتُّهمت بتهريب المخدرات قرب السواحل الفنزويلية، بينما أمر ترامب وكالة الاستخبارات المركزية بإطلاق عمليات سرية داخل البلاد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمهيد لانقلاب عسكري أو حتى لغزو محدود ضد مادورو، الذي تصفه واشنطن بـ"إرهابي المخدرات" وتعرض مكافأة قدرها خمسون مليون دولار مقابل اعتقاله.

ويشير التقرير إلى أن التصعيد العسكري الأخير لا يأتي بمعزل عن صراع نفوذ داخل البيت الأبيض بين شخصيتين بارزتين في إدارة ترامب: وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث السابق إلى فنزويلا ريتشارد غرينيل. فبينما دافع غرينيل عن مقاربة واقعية تهدف إلى ضمان مصالح النفط الأمريكي، انتصر روبيو بخطابه المتشدد، مدفوعًا بدعم من مستشاري ترامب الأقوياء في البيت الأبيض، ستيفن ميلر وسوزي وايلز.

وتقول "الغارديان" إن روبيو، وهو ابن لمهاجرين كوبيين، يرى في المواجهة مع مادورو فرصة لتعزيز مكانته السياسية تمهيدًا لاحتمال ترشحه للرئاسة في انتخابات 2028، حين يكون ترامب غير مؤهل دستوريًا للترشح لولاية ثالثة. ويعتقد أن تشدده تجاه فنزويلا يهدف إلى كسب تأييد الناخبين الكوبيين المتأثرين بعدائهم للنظامين الكوبي والفنزويلي.

في المقابل، يؤكد مسؤولون أمريكيون سابقون أن الحملة ضد فنزويلا تمثل انحرافًا خطيرًا في استخدام القوة العسكرية لأغراض سياسية داخلية، إذ أشار السفير الأمريكي الأسبق في كاراكاس ويليام براونفيلد إلى أن استخدام الجيش في مهام إنفاذ القانون "سابقة غير قانونية" وقد تفتح الباب لمواجهة مفتوحة في أمريكا الجنوبية.

أما مادورو، فيرى مراقبون أنه عرض تنازلات كبيرة لإنهاء التوتر مع واشنطن، من بينها منح الشركات الأمريكية حصة مهيمنة في قطاع النفط. ورغم ذلك، فإن نفوذ روبيو داخل الإدارة دفع ترامب إلى تشديد موقفه، ليظهر بمظهر "الرجل القوي" في مواجهة خصوم واشنطن في نصف الكرة الغربي.

ويعتبر خبراء أن التصعيد الحالي يعيد إلى الواجهة مبدأ مونرو الذي صاغته واشنطن في القرن التاسع عشر لاعتبار أمريكا اللاتينية مجال نفوذ حصري للولايات المتحدة. 

ويؤكد أستاذ الدراسات اللاتينية في جامعة جورجتاون أنجيلو ريفيرو سانتوس أن تحركات إدارة ترامب، من فنزويلا إلى قناة بنما والبرازيل، تمثل "عودة صريحة لسياسة الهيمنة الإقليمية الأمريكية".

ويحذر محللون استخباراتيون سابقون من أن واشنطن قد تدفع مادورو إلى رد فعل متسرع يُستغل ذريعةً لتصعيد أكبر، بما في ذلك تنفيذ عمليات خاصة تستهدف قيادته في كاراكاس.

 ويرون أن ترامب، الساعي لإظهار قوته بعد انتقادات داخلية بشأن سياساته الخارجية، قد يجد في فنزويلا ساحةً مثالية لإعادة إحياء صورته كزعيم حازم، حتى لو كان ذلك على حساب "السلام" الذي طالما تباهى به.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC