يبدو أن شبح الحرب القديمة يلوح مجددًا، لكن هذه المرة في سماء فنزويلا حيث تتصاعد التحذيرات في الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية من انزلاق واشنطن نحو مغامرة جديدة بعد أكثر من عقدين على غزو العراق..
حذر محللون من أن محاولات البيت الأبيض الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو سيقود إلى “إعادة إنتاج فوضى الشرق الأوسط”، ولكن هذه المرة على بُعد آلاف الأميال فقط من السواحل الأمريكية..
التحليلات جاءت بعد تحركات لافتة تمثلت في نقل حاملة الطائرات " USS Gerald Ford" ومجموعة بحرية أمريكية إلى منطقة البحر الكاريبي، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى استعدادات عسكرية محتملة ضد كراكاس وخطوة تتناقض مع وعود الرئيس ترامب المتكررة بعدم خوض حروب جديدة لكن ما مدى خطورة هذا القرار إن اتُخذ؟
يؤكد الخبراء أن فنزويلا بلد أكبر من العراق بأكثر من الضعف من حيث المساحة، كما أن حكومة مادورو ما زالت تحظى بولاء الجيش، في حين لا تمتلك الولايات المتحدة قوات كافية على الأرض ولا دعماً شعبياً محلياً؛ ما يجعل أي تدخل مباشر مقامرة سياسية وعسكرية محفوفة بالمخاطر.
وتضيف التحليلات أن الذريعة الرسمية التي ترفعها إدارة ترامب ألا وهي مكافحة تهريب المخدرات لا تبدو مقنعة، فالفنتانيل الذي يضرب الأسواق الأمريكية لا يأتي من فنزويلا، والقوارب التي استهدفتها القوات الأمريكية لا تملك القدرة على الوصول إلى السواحل الأمريكية ..
ما يجري اليوم في الكاريبي يُعيد إلى الأذهان مشهد العراق قبيل الغزو .. تبريرات أمنية، تحشيد عسكري، ودبلوماسية غامضة تُمهد لصراع مفتوح لكن الفرق الوحيد أن هذه المرة المعركة المحتملة تقع على مقربة من الحدود الأمريكية لا في قلب الشرق الأوسط.
