بينما تتعزز مؤشرات نُذر الحرب ضد فنزويلا، فإن تقريراً لشبكة "سي إن إن" يرى أن غالبية الأمريكيين قد يؤيدون نشوبها، وفق اعتبار أن أي إجراء رئاسي في الخارج يكمن في مدى تعزيزه لرفاهية المواطنين.
ومن بين الاعتبارات التي وضعتها الشبكة لتأييد الأمريكيين "المفترض" لترامب في الحرب ضد فنزويلا قضايا مثل الحد من المخدرات والهجرة والاستفادة من نفط كاراكاس وهزيمة الأنظمة اليسارية في أمريكا اللاتينية.
وتلفت إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وضع المصالح الوطنية فوق التحالفات والمؤسسات الدولية والتجارة الحرة العالمية، وأن تعهداته في الحد من الهجرة ومكافحة المخدرات لا شك سترضي "نظرياً" غالبية الأمريكيين.
ووفق "سي إن إن" فإن العديد من الأمريكيين صوّتوا لترامب لأنه تعهّد بإنهاء الهجرة غير المنضبطة، وقد تؤدي الإطاحة بزعيم فنزويلا نيكولاس مادورو إلى الحد من وصول الفنزويليين إلى الحدود الأمريكية، وتشجيع بعض الفارين من البلاد على العودة.
ويعتقد الأمريكيون أن ترامب سيتخذ خطوات لمنع تحول فنزويلا إلى مستنقعٍ شبيه بالعراق، رغم ما تثيره سياساته عموماً من قلق، فتهديداته الجديدة لقادة أمريكا اللاتينية تعكس رغبته في بسط نفوذه السياسي الشخصي في كل مكان.
إلا أن ثمة آراء تذهب نحو أن الحرب على فنزويلاً قد تعزّز المصالح الأمريكية، وأن الإطاحة بنظام مادورو سيحقق مصالح واشنطن في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالنفط والعلاقات التجارية.
كما قد تساعد الإطاحة بنظام مادورو في دعم الديمقراطية، كما يعتقد بعض الأمريكيين، ما قد يعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، خصوصاً أن هذا قد يؤدي إلى استهداف على نطاق أوسع للحكومات ذات الميول اليسارية في مختلف أنحاء المنطقة، في إطار إعادة تنظيم تعكس رؤية ترامب للعالم.
وتشير العلاقة الوثيقة بين فريق ترامب وزعيمة المعارضة في فنزويلا، ماريا كورينا ماتشادو، إلى أن واشنطن ترى حزبها، الذي حقق نتائج أفضل من مادورو في الانتخابات المزورة العام الماضي، وفقاً لمراقبين أجانب، وريثاً واضحاً.
وقد ناضلت ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، من أجل الديمقراطية وحرية التعبير، كما يشير دعمها القوي لترامب إلى أن آراءها اليمينية ستجعلها روحاً سياسية متقاربة.
وصرحت ماتشادو لبرنامج "صنداي مورنينج فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز: "لقد كان مادورو هو من أعلن الحرب علينا نحن الفنزويليين بعد فوزنا الساحق في الانتخابات الرئاسية العام الماضي". وأضافت: "مادورو هو من بدأ الحرب. الرئيس ترامب يوقف الحرب".
ومع ذلك، وبحسب "سي إن إن"، فإن الحجج القائلة بأن ترامب مدفوع بتعزيز الحريات الديمقراطية في فنزويلا، ستكون مبالغاً فيها بسبب محاولاته الخاصة لتدمير حكم الناخبين الأمريكيين في انتخابات عام 2020 والإنذارات القانونية التي أثارتها بالفعل استراتيجيته المتشددة تجاه أمريكا اللاتينية.
لكن العامل اللافت بحسب "سي إن إن"، من رغبة إدارة ترامب بتشكيل حكومة جديدة في فنزويلا، هو النفط حيث البلاد غنية فيه، وسترغب شركات النفط الأمريكية بالتأكيد في العودة إلى كاراكاس بقوة، وهو من شأنه أن يحقق أهداف الرئيس المتعددة، كما قد يحظى بتأييد الأمريكيين.