الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش

logo
العالم العربي

بقايا "العمال الكردستاني".. ورقة إيران لإحياء النفوذ في "مثلث النار"

بقايا "العمال الكردستاني".. ورقة إيران لإحياء النفوذ في "مثلث النار"
قيادات في "العمال الكردستاني" بعد إعلان حل الحزبالمصدر: أ ف ب
10 يونيو 2025، 4:58 م

تحاول إيران إعادة تثبيت نفوذها في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا، وفق محللين، من خلال الإبقاء على بعض التشكيلات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، رغم إعلان الحزب حل نفسه.

أخبار ذات علاقة

عناصر وحدات حماية سنجار

العراق .. تحرك لدمج فصائل العمال الكردستاني ضمن "ميليشيات الحشد"

 وتأتي هذه التحركات في سياق تراجع المشروع الإيراني في المنطقة، وفقدان طهران أوراق ضغطها التقليدية في ظل تسويات دولية ومفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي؛ ما يدفعها إلى البحث عن بدائل ميدانية تبقيها لاعباً مؤثراً في التوازنات.

موطئ قدم جديد

الخبير الأمني عبدالغني الغضبان قال إن "إيران وبعد محاولات تقطيع أوصال المحور الذي كان ممتداً من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، بدأت تنكفئ إلى الداخل، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة والمفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة حول الملف النووي".

وأضاف الغضبان لـ"إرم نيوز" أن "إيران باتت تفاوض اليوم دون أوراق ضغط، ولذلك بدأت تفكر بإعادة تصدير نفسها مجدداً، وهذه المرة عبر مناطق الشمال العراقي، وتحديداً مناطق إقليم كردستان، مستندة إلى أذرعها داخل العراق من شخصيات وأحزاب سياسية متحالفة معها".

وأوضح أن "هذه الأذرع تستخدم عادة كأوراق تفاوض مهمة، خاصة أن طهران تدرك أن تنشيط نفوذها شمال العراق قد يسهل مفاوضاتها مع واشنطن، أو يبعد شبح ضربة عسكرية محتملة تستهدف منشآتها النووية".

وأشار إلى أن "الإيرانيين قد يعملون على إيصال بعض الأسلحة إلى تشكيلات موالية لهم في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا، فضلاً عن إرسال مبالغ مالية لإحياء تلك الشبكات وضمان بقاء الحضور الإيراني الفاعل هناك".

دمج ضمن "الحشد الشعبي"

وكان حزب العمال الكردستاني أعلن مطلع العام الجاري حل نفسه رسميا، والاستجابة لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، بالدخول في مرحلة نضال سياسي مدني بدلا من الكفاح المسلح؛ وهو ما تلاه وقفٌ لإطلاق النار مع تركيا اعتبارا من 1 آذار/مارس 2025.

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

مسؤول عراقي يكشف آلية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني

 لكن مصادر أمنية عراقية أكدت في وقت سابق لـ"إرم نيوز" أن بعض التشكيلات الإيزيدية المرتبطة بالحزب، مثل "وحدات حماية سنجار" و"قوات إيزيدخان"، سيجري دمجها تدريجياً ضمن هيئة الحشد الشعبي، مع تغيير مسمياتها وإعادة توزيع عناصرها على ألوية متعددة، في إطار تفاهمات تقودها بغداد لتجنب حدوث فراغ أمني في المنطقة.

وتأتي هذه الخطوات ضمن محاولة عراقية – تركية لضبط الوضع الأمني في سنجار، ومنع استمرار نفوذ الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون، وفق اتفاقية سنجار الموقعة بين بغداد وأربيل عام 2020، والتي تعطلت مراراً بسبب اعتراضات من ميليشيات مرتبطة بإيران وحزب العمال معاً.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من ألفي مقاتل مرتبطين بالحزب لا يزالون خارج السيطرة الرسمية، ويتمتع بعضهم بدعم من ميليشيات موالية لإيران؛ ما يجعل من عملية تفكيك البنية العسكرية لحزب العمال الكردستاني مهمة معقدة ومرتبطة بصراعات النفوذ بين بغداد وأنقرة وطهران وأربيل.

ملء الفراغات

من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي أن "إيران تتصرف بمنطق الجغرافيا المتشابكة، وتحاول ملء الفراغات التي يخلفها تراجع نفوذها في سوريا ولبنان، عبر تثبيت حضورها في شمال العراق".

أخبار ذات علاقة

أنصار حزب العمال الكردستاني

خبراء: ملف حزب العمال الكردستاني أكثر تعقيداً من "حلّه"

 وأضاف التميمي لـ"إرم نيوز" أن "محور قنديل – سنجار – شرق سوريا يمثل حالياً أحد آخر المعاقل التي يمكن لإيران المناورة فيها ميدانياً، خاصة مع اقتراب الانسحاب الأمريكي من العراق، واحتفاظ تركيا بوجود عسكري متنام في إقليم كردستان".

وأكد أن "بقاء بعض التشكيلات المسلحة التابعة لحزب العمال في المشهد العراقي، سواء عبر الحشد الشعبي أو بغطاء فصائلي آخر، يمثل مصلحة استراتيجية لطهران في هذه المرحلة، لضمان ورقة تفاوض بيدها في أي تسوية إقليمية مقبلة".

ورغم إعلان الحل، لا تزال القوات التركية تحتفظ بعشرات القواعد العسكرية في شمال العراق، لا سيما في دهوك والزاب وبعشيقة، بداعي ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

ويأمل مسؤولون محليون في نينوى أن تسهم هذه التطورات في تعزيز سيطرة الدولة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى مناطقهم، لكن مستقبل سنجار – وفق مراقبين - يظل مرهوناً بإرادة إقليمية لا تبدو في وارد التنازل بسهولة عن هذه الخاصرة المتوترة من العراق.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC