تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
بدأت إسرائيل يوم الأحد الماضي، عملية عربات جدعون العسكرية في قطاع غزة، بعد أن جهزت حشدا عسكريا هو الأضخم منذ بدء الحرب على القطاع، وسط وزخم إعلامي استبق انطلاق العملية لتسليط الضوء على أهدافها التي لم تقتصر على "تحرير" ما تبقى من رهائن أحياء، إنما توجيه ضربة حاسمة وربّما "قاضية" لقدرات حركة حماس العسكرية.
وهدف القضاء على حماس الذي لطالما ردّده المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون منذ السابع من أكتوبر 2024، واستبعدت حتى الإدارة الأمريكية السابقة تحقيقه، بات اليوم بحسب محللين ومراقبين "ممكنًا وواقعيًّا"، أمام "الخطة الشاملة"، التي أعدّتها إسرائيل من ضغوط عسكرية ودبلوماسية وإعلامية.
في السادس من مايو/ أيار الحالي، وافق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي على خطة "عربات جدعون"، وقبل ذلك بيومين كانت وكالة الأنباء الفرنسية تكشف استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، في أكبر استدعاء منذ بدء الحرب، استعدادًا لتوسيع هجومها في قطاع غزة، فيما كانت صحيفة "واشنطن بوست" تقول إنّ هناك نُذر عملية برية "ضخمة" مرتقبة في غزة.
بدأت العملية يوم الأحد، لكن قبل ذلك بيومين وعندما سُئِل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن غزة، قدّم إشارات متضاربة، وقال للصحفيين إن هناك "الكثير من الأمور السيئة تحدث"، لكنه وعد بأن هناك تغييرًا قريبًا، وهو ما اعتبرته "واشنطن بوست" ضوءًا أخضرَ "صريحًا" من البيت الأبيض، وهو افتراض قد ينسف كل التأويلات حول خلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول إدارة الحرب.
وبينما كان نتنياهو وهو يزور الجنود الاحتياط الجرحى، يتعهّد بأنه "لن يكون هناك وضع نوقف فيه الحرب"، مؤكدًا "سنمضي قدمًا حتى النهاية"، كانت الدبابات الإسرائيلية تحتشد في مشهد مخيف عند نقطة تجمّع على حدود غزة، لتبدأ العملية بعنف أكبر من المعتاد، لتطلق صحيفة "هآرتس" عليها عملية "عربات الإبادة الجماعية".
صوّر الإعلام الإسرائيلي عملية "عربات جدعون" على أنها ستكون حاسمة، بل ربما تكون "الحرب الأخيرة" في سلسلة الحروب الطويلة التي خاضتها إسرائيل ضد حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في 2008، كما قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" التي أكدت أيضًا أن النهج الجديد سيكون الحفاظ على وجود "طويل" في القطاع حتى تفكيك حماس.
كذلك، توقع تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن تكون العملية حاسمة، واستدلّ على ذلك بأن مراحل الخطة صُمّمت لإتاحة "مخارج" محتملة في حال موافقة حماس على شروط إسرائيل، وأنها تصبّ باتجاه هدف واحد، القضاء على ما تبقى من عناصر حماس، وإرساء وجود طويل الأمد.
لكن المحلل السياسي ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، يرى أن عملية "عربات جدعون" مثل عمليات سابقة، كخطة الجنرالات وغيرها، مشيرًا إلى أن كلها تميّزت بالقوة الهائلة وأحدثت دمارًا غير مسبوق.
ويقول شنيكات في تصريح لـ "إرم نيوز" إنه من حيث القوة والحشد العسكري والإعلامي لا يوجد فرق بين "عربات جدعون" والعمليات السابقة التي اعتمدت على استهداف الإنسان والبنية الأساسية لقطاع غزة، مضيفًا أنه من حيث الأسلحة أيضًا لا يوجد سلاح في إسرائيل لم تستخدمه في حربها على غزة.
وبينما لم تدمّر كل العمليات الإسرائيلية السابقة سوى 25% من الأنفاق لدى حركة حماس، فإن شنيكات يتساءل إن كانت العملية الأخيرة ستُفضي إلى تدمير الـ 75% المتبقية من الأنفاق. أما عن حجم الاستدعاء الكبير للاحتياط، فيرى أنه برغم ذلك "فلا تزال إسرائيل تعاني نقصًا كبيرًا في التجنيد".
وخلُص شنيكات إلى أن الضجيج الإعلامي حول عملية "عربات جدعون" ربما يكون أكبر من نتائجها، التي قد لا تزيد على نتائج سابقاتها، والمتمثلة في إحداث تدمير هائل في قطاع غزة وجعله مكانًا غير صالح للحياة.
إلا أن المحلل والخبير الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، يرى أن هناك "ظروفًا زمنية" تجعل عملية "عربات جدعون" مختلفة عن سابقاتها، ولا يستبعد أن تؤدي إلى إنهاء وجود حماس في قطاع غزة.
ويقول في تصريح لـ "إرم نيوز" إن هذه العملية تأتي بعد إضعاف كبير لقدرات حماس، وتوجيه ضربات مهمة لقياداتها العسكرية المتبقية في غزة، كما يلفت إلى أن ما تعمل عليه هذه العملية من "فصل وتقطيع القطاع" سيجعل "مساحة المناورة لدى حماس وما تبقى من الحركة محدودة جدًّا"ً.
وبينما ترى إسرائيل أن عمليتها في غزة تمثّل أداة لتوجيه ضربة حاسمة لقدرات "حماس" العسكرية، وتقويض قدرتها على إدارة القطاع، إلى جانب السعي لتحرير من تبقّى من الرهائن، يذهب تحليل لـ "نيويورك تايمز" إلى أن العملية الجديدة قد تفتح الباب أمام احتلال طويل الأمد وتصعيد في أعمال حرب العصابات.
وتقول شيرا إيفرون، مديرة الأبحاث في منتدى السياسة الإسرائيلية، إن من الممكن "عكس مسار العملية البرية الجديدة" إذ ترى أنها قد لا تختلف عن كونها أداة تفاوضية لزيادة الضغط على حماس لتقديم تنازلات في المحادثات.