الجيش الإسرائيلي يدمر برج السوسي السكني وسط مدينة غزة بعد إنذار بقصفه
في تصعيد هو الأوسع منذ أسابيع، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية واسعة النطاق في شمال وجنوب قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون"، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية وسط دعم جوي مكثّف استهدف مئات الأهداف داخل القطاع.
بيان الجيش زعم أن سلاح الجو شنّ خلال الأيام الماضية ضربة افتتاحية هائلة استهدفت أكثر من 670 موقعاً لحماس، شملت مستودعات أسلحة وأنفاقاً أرضية ومواقع لإطلاق القذائف المضادة للدروع.
وقال البيان إن القوات البرية تمكنت من قتل العشرات وتدمير بنى تحتية فوق الأرض وتحتها، كما سيطرت على مناطق استراتيجية في أنحاء القطاع.
لكن خلف هذه العمليات العسكرية كان الثمن البشري فادحاً؛ فقد أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل 103 فلسطينيين على الأقل معظمهم من الأطفال والنساء، في سلسلة غارات ضربت مناطق متفرقة خلال 24 ساعة فقط.
منطقة المواصي غربي خان يونس وحدها تحولت إلى مشهد كارثي، فقد ارتقى 40 من النازحين داخل خيامهم و 45 آخرون في غزة وشمالها تحت القصف المكثف.
وفي الأفق السياسي، يبدو أن بصيص الأمل لا يزال بعيداً؛ فقد نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن المحادثات بشأن إنهاء الحرب "متعثّرة" رغم تحركات الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب البيان الرسمي، يتم تداول مقترحين رئيسين: الأول تقدّم به المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والثاني يتضمن وقفًا شاملًا للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وإبعاد قادة حماس عن غزة ونزع سلاح الحركة.
المعركة مستعرة والضباب يلف أفق التسوية.. فهل باتت غزة على أعتاب مرحلة جديدة من الدم والدمار، أم أن صفقة اللحظة الأخيرة لا تزال ممكنة؟