ترامب: شعرت بغضب شديد بعد علمي بهجوم أوكرانيا على مقر إقامة بوتين

logo
العالم العربي

الولايات المتحدة تعود للشرق الأوسط بقوة.. أكثر من 500 ضربة عسكرية في 2025

الرئيس الأمريكي ترامب.المصدر: نيويورك تايمز

في أقل من عام على عودته إلى البيت الأبيض، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة قصف عسكري غير مسبوقة شملت 7 دول على الأقل، من اليمن إلى نيجيريا مرورًا بإيران وفنزويلا، في إطار ما يُسمى بـ"مذهب ترامب" الذي يعتمد على مبدأ "السلام بالقوة".

لكن النتائج الميدانية تكشف عن تناقضات صارخة بين الشعارات والواقع، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الاستراتيجية وتأثيرها على قاعدة ترامب الانتخابية التي وعدها بإنهاء "الحروب الأبدية".

مئات الضربات الجوية 

نفذت الولايات المتحدة مئات الضربات الجوية حول العالم هذا العام، والأكثر إثارة للدهشة أن ترامب أذن بشنّ عددًا من الغارات الجوية في الخمسة أشهر الأولى من ولايته (529) يعادل تقريبًا ما شنّه سلفه جو بايدن في أربع سنوات (555)، بحسب صحيفة "تيليغراف"، ومشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة " ACLED"، ما يكشف عن تصعيد عسكري غير مسبوق. 

أخبار ذات علاقة

فيديو

"النفط والمخدرات والهجرة".. كيف خطط ترامب لحرب سرية ضد فنزويلا؟ (فيديو إرم)

مذهب ترامب.. قصف سريع وانسحاب أسرع

في أقل من اثني عشر شهراً، نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وفي إيران، وقبالة سواحل فنزويلا ضد تجار المخدرات، وفي سوريا والصومال ضد تنظيم داعش. وفي يوم عيد الميلاد، أعلنت الإدارة الأمريكية عن هدف جديد: الجماعات التابعة لتنظيم داعش في نيجيريا. بعد أن أعربت عن قلقها في الخريف بشأن المسيحيين في شمال البلاد، انتقل البيت الأبيض إلى العمل وفقاً لطريقة مجربة.

ما "مذهب ترامب"؟

لخص نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس هذا المذهب لشرح الغارة التي شنتها القاذفات الخفية B-2 على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو الماضي، قائلاً: "ما أسميه مذهب ترامب بسيط للغاية.. أولاً، نعلن بوضوح عن مصلحة أمريكية، وهي في هذه الحالة عدم امتلاك إيران للسلاح النووي". 

وأضاف "ثانياً، نحاول حل هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية بقوة. وثالثاً، إذا فشلت الدبلوماسية، نلجأ إلى قوة عسكرية ساحقة لحل المشكلة، ثم ننسحب في أسرع وقت قبل أن يتحول الصراع إلى مستنقع".

بالنسبة لفانس، الذي شكّل قناعاته من صدمة حرب العراق في الرأي العام الأمريكي، فإن هذا المذهب الجديد للسياسة الخارجية "سيغير البلاد (والعالم) نحو الأفضل". أما ترامب فيلخصه بعبارة: "السلام بالقوة". 

أخبار ذات علاقة

ترامب 2025.. صانع سلام وأزمات وسط عواصف داخلية

ترامب في 2025.. بين هندسة السلام وإشعال الأزمات

تقنية التفاوض.. التهديد أولاً

احتفل الرئيس الأمريكي بهذا النهج في 13 أكتوبر أمام الكنيست الإسرائيلي، مشيداً بالمرحلة الأولى من اتفاق السلام المنتزع بين إسرائيل وحماس في غزة.

في هذه الحالة، اكتفت الإدارة الجمهورية بالمسار الدبلوماسي. استخدم مبعوثوها الخاصون، القادمون من عالم الأعمال، المبادئ التي صاغها ترامب نفسه في كتاب "فن التفاوض" المكتوب في الثمانينيات: إطلاق التهديدات والمطالب المتطرفة لزعزعة المحاور وإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. بممارسة ضغط استثنائي على الدولة العبرية وحركة حماس، نجحت الولايات المتحدة في فرض وقف إطلاق النار.

لكن رغم أن الصحافة الأمريكية اعترفت على نطاق واسع بنجاح ترامب حيث فشل جو بايدن، حذر المراقبون من أن السلام على المدى الطويل سيتطلب اهتماماً مستمراً وجهوداً متجددة. 

بمعنى آخر، "مذهب ترامب"، الذي يجعل من رفض التورط في المستنقعات أولويته، لا يمكن أن يكتفي بالتلويح بالقوة كسلاح للتفاوض. القصف العشوائي لن يحل أبداً الأسباب العميقة للصراعات التي تجد جذورها في تاريخ ومصير الشعوب.

أخبار ذات علاقة

إطلاق صاروخ ضمن العمليات الأمريكية ضد "داعش" بنيجيريا.

الهروب إلى الأمام.. ترامب يختلق "سردية دينية" في نيجيريا

تهديدات لموسكو وبكين

يبدو البيت الأبيض مع ذلك مقتنعاً بأن استخدام القوة المؤقت يمكن أن يكفي لاستعادة الردع. وفقاً لتصريحات أدلى بها ترامب في عشاء لجمع التبرعات عام 2024 ونقلتها شبكة CNN وصحيفة "واشنطن بوست"، هدد ترامب بوتين بقصف موسكو وأطلق تحذيراً مماثلاً لشي جين بينغ في حالة مهاجمة تايوان. 

نتائج مختلطة على الأرض

الواقع الميداني يكشف عن صورة مختلفة، ففي إيران لم يتم الإطاحة بها. ويُقال إن برنامجها النووي تأخر بضعة أشهر فقط.

أما اليمن، فبعد حملة استمرت 52 يوماً في الربيع، استأنف الحوثيون أعمالهم في البحر الأحمر، مهاجمين وغارقين عدة سفن شحن. وبالنسبة لغزة، الهدنة الهشة مليئة بالاتهامات المتعددة بالانتهاك من كلا الجانبين. تم تجميد توازن القوى دون العثور بعد على حل سياسي موثوق.

كذلك الأمر في فنزويلا، التهديدات بالقصف البري بعد الضربات في منطقة الكاريبي ضد تجار المخدرات، التي تم اتخاذها دون موافقة الكونغرس، لم تخف نظام نيكولاس مادورو حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين في قمة ألاسكا

تسلسل زمني.. خفايا فشل "ترامب 2025" في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

تناقض مع شعار "أمريكا أولاً"

دون نتائج مقنعة، قد يؤدي "مذهب ترامب" إلى إضعاف قاعدة الرئيس الانتخابية الحساسة جداً تجاه السياسة الخارجية. "انتهى عصر الولايات المتحدة التي تدعم وحدها النظام العالمي مثل أطلس"، أكد البيت الأبيض في ديسمبر، محذراً من أن المغامرات الأمريكية و"الحروب الأبدية" قد ولت. هذه الرؤية المعروفة باسم "أمريكا أولاً" تتناقض، وفقًا لأشد المدافعين عنها وكذلك منتقديها، مع القصف الذي يشنه الجيش الأمريكي.

انقسام داخل المعسكر الترامبي

"هذه ليست بداية حرب، إنها إعلان انتقام"، دافع وزير الدفاع بيت هيغسيث بعد القصف في سوريا ردًّا على مقتل جنديين أمريكيين.

لكن السيناتور الجمهوري راند بول، زعيم حركة "حزب الشاي" ومؤيد لشكل جديد من الانعزالية، انتقد الضربات على السفن الفنزويلية واصفاً إياها بأنها "استفزاز ومقدمة للحرب"، معرباً عن أسفه لأن "بعض الأشخاص في محيط الرئيس ترامب يعملون سراً من أجل تغيير النظام في فنزويلا".

بالنسبة للبعض الآخر، فإن الضربات الأمريكية، خاصة في نيجيريا، ليست سوى إلهاء لناخبين منشغلين بشكل متزايد بالمشاكل الاقتصادية.

شعارات كبيرة ونتائج متواضعة

يكشف "مذهب ترامب" عن تناقض جوهري بين الخطاب والممارسة: من جهة، وعد بإنهاء "الحروب الأبدية" وتركيزه على "أمريكا أولاً"، ومن جهة أخرى، تدخلات عسكرية متكررة في سبع دول خلال عام واحد.

النجاح الدبلوماسي في غزة يبدو استثناءً وسط نتائج عسكرية مخيبة للآمال في اليمن وإيران وفنزويلا. والأهم، أن هذه الاستراتيجية تهدد بتقويض دعم قاعدة ترامب الانتخابية التي صوتت له على أساس وعوده بعدم التدخل الخارجي.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل "السلام بالقوة" استراتيجية فعالة حقاً، أم مجرد شعار يخفي فشلاً في معالجة الأسباب الجذرية للصراعات؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن النتائج الأولية ليست مشجعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC