أكد خبراء في الشأن الإسرائيلي، أن استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة في المواجهة مع ميليشيا "حزب الله"، خاصة خلال العام الأخير، شكّل عاملًا حاسمًا في ترجيح كفة تل أبيب بشكل واضح.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التفوّق التكنولوجي لم يكن العامل الوحيد في هذا التحول، بل سبقه اختراق بشري معقّد داخل صفوف حزب الله، مكّن إسرائيل من بناء قاعدة بيانات واسعة تشمل بصمات صوت ووجوه القيادات والعناصر، ما أتاح لتل أبيب تطوير أدوات تعقب واستهداف دقيقة.
وأشاروا إلى أن عملية "البيجر"، التي كونت عبرها إسرائيل من خلال تتبع اتصالات القيادات والعناصر، قاعدة بيانات ضخمة جعلتها تحقق هذا الفارق في المواجهة مما جاء بفارق تكنولوجي عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي جاءت بقيادات الميليشيا وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، وصولاً لرئيس الأركان الذي قتل مؤخراً في قلب الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، هيثم طبطبائي.
وأضاف الخبراء أن حزب الله تلقى ضربات قاتلة وبداخله اختراق أمني كبير للغاية وغير مسبوق وقائم حتى هذه اللحظة، وما جرى في عملية اغتيال هيثم طبطبائي، يعطي مؤشراً على توتر كبير على مستوى الجانب البشري والأمني بالميليشيا اللبنانية وهو ما جاء بهذا الاختراق الضخم المتطور.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، أنه لا يوجد أي نسبة وتناسب في المقارنة أو التعامل من خلال نظرة توازن بين إسرائيل وحزب الله على مستوى المواجهة التكنولوجية لأن هذا الأمر محسوم لصالح تل أبيب منذ حادث البيجر الذي غير المعادلة تماماً، سواء من تجهيز صفقة هذه الأجهزة التي استوردها حزب الله وما دار من شبهات حول شكل تحكم إسرائيل في هذه الأجهزة عندما يستخدمها مقاتلو الحزب، بالانفجار في وجوههم وأجسادهم في العملية الشهيرة.
وأضاف رمالي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل كونت قبل التفجير "القاتل" المعروف بعملية البيجر قاعدة بيانات من معلومات متبادلة خلال الاتصالات بين القيادات والعناصر على الأرض وعلى كافة المستويات، وهي التي تعتمد إسرائيل على جزء كبير منها في الاستهدافات والاغتيالات في الفترة الماضية وما زالت مستمرة،
وأوضح أن ما جرى من تكوين إسرائيل شبكة عملاء من عناصر الميليشيا، مما جاء بالفارق باستخدام ما يتم الحصول عليه من معلومات وإحداثيات مواقع تترجمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات ناجحة ودقيقة.

وبين رمالي أن إسرائيل لديها قدرات عسكرية تكنولوجية ظهر فيها استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بصمات الصوت لعناصر وقيادات وما تم تكوينه من تطابقات الوجه وما هو أبعد من ذلك من أدوات تكنولوجية بالطبع حققت نجاحاً كبيراً فيها.
وتابع كما حصلت على أجهزة وتطبيقات متطورة وليس لها مثيل من الولايات المتحدة ودول أوروبية، لتظهر النتائج في الوصول إلى أهم القيادات وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، بعد أن كان ذلك أمراً مستحيلاً.
وشدد رمالي على أن كل هذه الفوارق التكنولوجية لم تكن فعالة إلا من خلال ما جرى من جهود بشرية بمعنى قاعدة البيانات التي تم الحصول عليها لعناصر حزب الله عبر معارك في سوريا، وتكوين قاعدة بيانات لأصوات وتطابقات وجوه قدمت من جانب متعاملين مع الموساد بمقابل مادي وغير ذلك.
وأضاف أن إسرائيل استكملت الأمر بالاختراق البشري أيضاً إلى قلب التنظيم بالحصول على المعلومات والإحداثيات للقيادات والمعسكرات والمواقع، وهو ما جعل التكنولوجية العسكرية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات فارق، ولكن غير ذلك، لن يكون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي هذا الدور والتأثير القاتل نفسه.
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، الدكتور نزار نزال، إن حزب الله تلقى ضربات قاتلة وبداخله اختراق أمني كبير للغاية وغير مسبوق وقائم حتى هذه اللحظة، وما جرى في عملية اغتيال هيثم طبطبائي يعطي مؤشراً على توتر كبير على مستوى الجانب البشري والأمني بحزب الله وهو ما جاء بهذا الاختراق الضخم المتطور.
ويرى نزال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله تغير وهذا ينعكس بالمقام الأول في استراتيجيته وتعاطيه مع الملفات سواء داخل أو خارج لبنان، وبالتأكيد لا يمكن المقارنة بينه وبين إسرائيل فيما يتعلق بالإمكانيات التكنولوجية ولكن الأزمة بجانب الفوارق الخاصة بالذكاء الاصطناعي واستخدامه على المستوى العسكري والأمني، التغيرات التي طرأت خلال الفترة الأخيرة عليه تكتيكياً واستراتيجياً.
ويعتقد نزال أن حزب الله لن يقوم بالرد على هذا الاغتيال القوي وما يريده في هذه المرحلة هو إجراء تغيير في الدولة اللبنانية لصالحه وهو ما يراهن عليه حتى يحمي الجبهة الخلفية.
ولفت إلى أن حزب الله لن يقاتل إسرائيل إلا أذا دخل جيشها إلى داخل لبنان وستكون المواجهة مختلفة تماماً على الأرض مقارنة بالمواجهة التكنولوجية، في وقت يعمل فيه التنظيم على تجديد نفسه من حيث القيادة الهرمية.
واستكمل نزال، أن ما يراهن عليه حزب الله في ظل الفوارق التكنولوجية، الرغبة والحاجة الماسة في أن تدخل إسرائيل برياً إلى جنوب لبنان وهو ما يسعى إليه، حتى يعطي لنفسه الحق في التعامل في ظل محدودية قدرات الجيش اللبناني في مواجهة القوى الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المواجهة قادمة وحتمية والأمر مسألة وقت وحزب الله لن يستهدف مدناً ومواقع إسرائيلية.