logo
العالم العربي

"معضلة الرد".. انقسام في حزب الله حول التعامل مع اغتيال الطبطبائي

عناصر في حزب الله خلال تشييع الطبطبائيالمصدر: رويترز

خيم ارتباك غير مسبوق على أروقة قيادة حزب الله، إزاء محاولة اتخاذ قرار حول آلية الرد على إسرائيل، بعد اغتيال رئيس أركان الحزب، هيثم الطبطبائي، إثر عملية نوعية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الأحد. 

أخبار ذات علاقة

لبنانيون في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

ارتباك وتصدعات.. اغتيال الطبطبائي يكشف أسرار "حزب الله" الداخلية

ونقلت قناة "أخبار 12" العبرية معلومات، وصفتها بالاستخباراتية، تؤكد انقسام صفوف قيادة حزب الله حول "معضلة الرد" على إسرائيل.

وحذر جناح في الحزب من التسرع، للحيلولة دون منح إسرائيل ذريعة لشن هجوم واسع يلحق أضرارًا بالغة بالحزب.

وفي المقابل رأى جناح آخر أن "الاحتواء الكامل يكشف عورة ضعف الحزب، لا سيما أمام مؤيديه في الداخل والخارج اللبناني".

وفي وقت تغلي فيه الضاحية الجنوبية بعد اغتيال الطبطبائي، تتحكم في قرارات حزب الله اعتبارات استراتيجية، تحول دون حسم موقفه من الرد على العملية.

وزادت تحسبات حزب الله بعد توعُّد إسرائيل بـ"رد غير مناسب تمامًا" على أي محاولة انتقامية، يعتزم الحزب تنفيذها ضد الجبهة الشمالية أو العمق الإسرائيلي.

وبحسب القناة العبرية، أكد مصدر مقرب من حزب الله حالة الانشقاق داخل أروقة الحزب، إزاء اتخاذ قرار بشأن الرد على اغتيال الطبطبائي، مشيرًا إلى أن "هناك رأيين، يطالب أحدهما بالرد، والآخر يؤثر النقيض".

وأضاف: "تميل قيادة حزب الله في المجمل إلى اعتماد أكثر الأساليب دبلوماسية في هذه المرحلة".

وتفادى علي دعموش، وهو داعية شيعي من مواليد بلدة الأنصارية جنوب لبنان، ذكر إسرائيل في كلمته خلال جنازة هيثم الطبطبائي.

ونظرًا لاحتساب دعموش على قيادة حزب الله، كانت التوقعات بأن يوجه تهديدات لإسرائيل على خلفية واقعة الاغتيال، لكنه آثر "الاعتبارات الاستراتيجية"، وتفادى الهجوم على إسرائيل.

واكتفى دعموش بإطلاق "عبارات مطاطة"، قال فيها إن "مقتل الطبطبائي لن يعيق المقاومة، ولن يمنعها من مواصلة ما بدأته".

واعتبر أن "اغتيال رئيس أركان حزب الله ينطوي على خطأ إسرائيلي فادح، ويتيح لقيادة الحزب الفرصة للتأمل".

وتؤكد معلومات الصحيفة العبرية أن حزب الله اليوم، يختلف تمامًا عن وضعه قبل عامين، حتى أن مصادر مقربة من الحزب تُقرّ بأنه يفتقر حاليًا إلى القدرة على توجيه ضربة موجعة ومفاجئة لإسرائيل، وتتحدث عن فقدانه لقوة الردع. 

أخبار ذات علاقة

تشييع جثمان قيادي في "حزب الله"

5 مرشحين أبرزهم "الشبح".. مقتل الطبطبائي يشعل معركة الخلافة في حزب الله

ومن ناحية أخرى، قد يلحق استمرار ضبط النفس الضرر بما تبقى من قوة ردع الحزب.

مع ذلك، تُشير التقديرات في لبنان إلى أن "المعركة القادمة بين إسرائيل وحزب الله ليست سوى مسألة وقت".

وقالت مصادر لبنانية أخرى إن "اليوم التالي لعملية الاغتيال يعد نقطة تحول مفصلية".

مصدر أمني في تل أبيب أوضح لصحيفة "يسرائيل هايوم" أن "القرار الحاسم بشأن رد حزب الله يقع على عاتق طهران، وليس بيروت".

وأضاف: "تضررت مكانة حزب الله بشكل كبير بعد الخسائر التي تكبدها خلال عملية "أجهزة البيجر" وتصفية قياداته، بمن فيهم حسن نصر الله، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد علي خامنئي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC